الخرطوم 5 مارس 2016 /انتقدت الحكومة السودانية اليوم (السبت) البيان المشترك الذي صدر عن الامم المتحدة والاتحاد الافريقي الخميس واعربا فيه عن قلقهما العميق بشأن تصاعد القتال بين الجيش السوداني والمتمردين في منطقة جبل مرة باقليم دارفور غربي السودان.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية السودانية السفير علي الصادق في تصريحات صحفية اليوم إنه "كان ينبغي ان يلقي البيان باللائمة على الفصائل والحركات المتمردة التي رفضت كافة المبادرات الوطنية والاقليمية من اجل الوصول الى حل سلمي لمشكلة دارفور".
وكان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، ورئيسة مفوضية الاتحاد الافريقي نكوسوزانا دلاميني زوما قد اعربا في بيان مشترك الخميس عن قلقهما العميق إزاء تصاعد القتال بين الجيش السوداني والحركات المسلحة بمنطقة جبل مرة بدارفور.
ودعا البيان الحكومة السودانية والمتمردين في دارفور الى الانخراط بشكل جدي في مفاوضات من اجل وقف الاعمال العدائية والتوصل لتسوية سلمية للصراع في الاقليم المضطرب منذ العام 2003.
كما حث الحكومة على التعاون التام مع البعثة المشتركة للاتحاد الافريقي والامم المتحدة (يوناميد) والمنظمات الانسانية لتسهيل حركتها في الوصول الى السكان المتضررين، لافتا الى معاناة اعداد كبيرة من النازحين بوسط دارفور.
وفي احدث احصائية لمكتب تنسيق الشؤون الانسانية التابع للامم المتحدة في السودان (اوتشا) قال "إن اعداد الفارين من المعارك تجاوزت 90 الف نازح".
وتشكك الخرطوم في صحة هذه الارقام، وتقول إنها تقديرات "مبنية على معلومات سماعية"و"مستمدة من تقارير شفهية غير دقيقة".
وقال الصادق في هذا الصدد إن غالبية النازحين جراء الاحداث الاخيرة عادوا الى مناطقهم الاصلية بعد توقف القتال، مشيرا الى ان الحكومة السودانية قدمت لهم كافة المعونات الانسانية.
وجدد التأكيد على ان منع المنظمات الاجنبية من دخول بعض المناطق بجبل مرة جاء لعدم استتباب الامن في تلك المناطق وحفاظا على سلامة العمال الانسانيين.
واندلعت المواجهات العسكرية الاخيرة بين الجيش السوداني ومتمردي حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور، في منطقة جبل مرة بوسط دارفور في منتصف يناير الماضي.
ومنذ ذلك الوقت تشتكي الامم المتحدة ومنظمات دولية اخرى من " قيود صارمة" تفرضها السلطات تحول دون تمكنها من الوصول للمتضررين من المعارك.
وتعد منطقة جبل مرة التي تضم مجموعة قمم شاهقة الارتفاع واحدة من المعاقل الرئيسية لحركة عبد الواحد محمد نور، اذ شكلت حصنا منيعا لقوات الحركة التي تقاتل حكومة الخرطوم.