أثينا 10 مارس 2016 /بعد مرور عقد على رفع اليونان والصين العلاقات بينهما إلى مستوى شراكة إستراتيجية شاملة، وخصوصا بعد إطلاق مبادرة "الحزام والطريق" الصينية، فإن التعاون بينهما قد شهد تقدما لافتا.
وقال خريستوس ستايكوس، رئيس مجلس إدارة مؤسسة اليونان، وهي هيئة يونانية لتشجيع الاستثمار، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إنه "لقد تم تعزيز العلاقات الاقتصادية بين الصين واليونان في السنوات الأخيرة في العديد من القطاعات : من الاستثمارات والتجارة الثنائية إلى التعاون في مجال التكنولوجيا والبحوث".
وأشار ستايكوس إلى أن اليونان تعد نقطة رئيسية في سياق مبادرة الحزام والطريق، كما أن الصين أصبحت أحد الشركاء الإستراتيجيين الرئيسيين بالنسبة لليونان في رحلة التعافي.
وشدد على أن "جميع هذه العوامل تؤدي إلى خلق إطار ثابت من أجل زيادة تحسين التعاون في مجال الأعمال والتجارة الثنائية".
وسجل حجم التجارة الثنائية ارتفاعا بنسبة 5.6 في المئة خلال عام 2014، كما ارتفعت الاستثمارات الصينية في اليونان من 249 مليون يورو (273 مليون دولار أمريكي) في عام 2010 إلى 1.2 مليار يورو (1.3 مليار دولار) في عام 2014، وفقا للأرقام الرسمية اليونانية.
وتكتسب المنتجات الغذائية اليونانية ذات الجودة العالية، وكذلك المنتجات الفاخرة مثل الفراء والمجوهرات ومستحضرات التجميل، شعبية متزايدة في الصين.
وقالت المؤسسة اليونانية إن هناك آفاق استثنائية مع بدء المستهلكين الصينيين بالتعلم والثقة في جودة المنتجات والشركات اليونانية.
وفي مجال الاستثمار، لفت ستايكوس إلى تطوير ميناء بيرايوس، واصفا إياه بأنه نقطة دخول إلى أوروبا كونه تم إدراجه ضمن مبادرة الحزام والطريق.
وقال إن "الاستثمار يخلق آفاقا في مجالات مثل الخدمات اللوجستية وبناء السفن بالتوازي مع الاهتمام الذي أظهرته بالفعل الشركات الصينية في مجالات السياحة والعقارات والطاقة والغذاء والنقل".
وعلاة على ذلك، فقد لاقى برنامج التأشيرة الذهبية، والتي بموجبها يتم منح عائلة من ثلاثة أجيال (آباء وأبناء وأحفاد) يقومون بشراء عقار بقيمة 250 ألف يورو (274 ألف دولار) تصريح إقامة طويلة الأمد في اليونان وتأشيرة شنغن، لاقى استحسانا لدى أسر صينية ترغب بأن يكون لها مكان في أوروبا من أجل القيام بأنشطة ترفيهية وتجارية، حسبما أضاف المسؤول اليوناني.
وتقدم السياحة فرصا مماثلة، وفقا لمؤسسة اليونان.
وأكد ستايكوس إن "الصينيين يحترمون الحضارة اليونانية ويقومون باكتشاف جمال بلادنا، وزيارة جميع الأماكن السياحية على مدار العام".
وارتفع عدد السياح الصينيين القادمين بنسبة 70 في المئة على أساس سنوي ليصل عددهم إلى 100 ألف سائح خلال عام 2014، وفقا للأرقام الرسمية.
وقال ستايكوس إن "مؤسسة اليونان على اتصال منتظم خلال السنوات الأخيرة مع الشركات الصينية، لإبلاغهم عن إمكانات بلادنا وتمكينهم من استكشاف الفرص واتخاذ خطوات العمل القادمة".
وفازت شركة "بيريوس كونتاينر تيرمينال"، وهي شركة تابعة لـ "المجموعة الصينية للشحن عبر المحيط" والتي تدير الرصيفين 2 و3 في ميناء بيريوس، فازت بمناقصة دولية للاستحواذ على حصة 67 في المئة من هيئة ميناء بيريوس، والتي تقوم بإدارة الرصيف رقم 1.
وقال أيوانيس تزوانوس، الأستاذ في الاقتصاد والأمين العام السابق لوزارة النقل البحري اليونانية، "أعتقد أنه تطور إيجابي للاقتصاد اليوناني، بأن يكون عاملا رئيسيا في طريق الحرير البحري الأمر، الذي يعزز من الأهمية الإستراتيجية لميناء بيرايوس".
وأكد تزوانوس إن البحر وصناعة النقل البحري كانا وما يزالا عنصرا رئيسيا في تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، كما فتح طريق الحرير البحري مسارات من أجل التجارة والاتصالات الثقافية وتقوية التعاون في المزيد من المجالات.
وحث المستثمرين الصينيين على المشاركة بشكل أكبر في التعاون بين الصين واليونان، وخاصة في قطاع النقل البحري.
وقال "بما إن البنوك الأوروبية تنسحب من قطاع النقل البحري بسبب الأزمة، فإن ذلك، من وجهة نظري، يصب في مصلحة الصين لتشارك بشكل أكبر، إذ أن المخاطرة في أوقات الأزمات تعد مهمة لإيجاد فرص".