تقرير إخباري: البرلمان المصري يشكل لجنة للتحقيق مع نائب التقى السفير الإسرائيلي وسط غضب شديد

القاهرة 28 فبراير 2016 / قرر البرلمان المصري اليوم (الأحد) تشكيل لجنة للتحقيق مع النائب توفيق عكاشة في واقعة لقائه السفير الإسرائيلي بالقاهرة، وذلك خلال جلسة شهدت مشادات وحالة غضب شديدة بين النواب.

وبينما طالب بعض النواب خلال الجلسة بإسقاط عضوية البرلمان عن عكاشة، تعرض الأخير إلى الاعتداء عليه بـ" الحذاء" من قبل النائب كمال أحمد، وسط اتهامات لعكاشة بـ" الخروج على الأعراف والتقاليد البرلمانية" و"ضرب الثوابت الوطنية" و"التطبيع" مع اسرائيل.

وكان عكاشة، وهو اعلامي مثير للجدل ومالك قناة ((الفراعين)) الفضائية في مصر قد استضاف في منزله مساء الثلاثاء الماضي السفير الإسرائيلي حاييم كورين، في لقاء استمر ثلاث ساعات كاملة، وتعهدا بمواصلة اللقاءات الثنائية.

وفي هذا الصدد، قال رئيس مجلس النواب المصري (البرلمان) علي عبد العال، إن بعض النواب طلبوا التحقيق مع عكاشة بسبب لقائه السفير الإسرائيلي، فيما طالب آخرون بإسقاط العضوية عنه.

وتابع "يجب أن تحكمنا المصلحة القومية للبلاد، وعدم التعرض للمصلحة العليا للبلاد.. مع التحقيق مع كل من يسيء لهذا الشعب".

وفي أثناء جلسة اليوم، اعتدى النائب كمال أحمد بـ "الضرب بالحذاء" على عكاشة احتجاجا على استقباله السفير الإسرائيلي.

وأعلن عبد العال استنكار البرلمان للاعتداء على عكاشة، وأضاف "أن لائحة البرلمان أناطت برئيس المجلس حفظ النظام وإدارة المناقشات وعدم الإخلال بنظام الجلسات، ومن واقع مسؤوليتي اقترح احالة واقعة اعتداء النائب كمال أحمد على عكاشة الى لجنة خاصة يتم تشكيلها لاجراء تحقيق".

ووافق النواب على الاقتراح، وقرروا إحالة كمال أحمد الى لجنة خاصة للتحقيق معه، على ان تعرض اللجنة تقريرا بتحقيقها فور الانتهاء من عملها على المجلس لاتخاذ مايراه مناسبا بشأنه.

كما وافق النواب على إخراج النائبين كمال أحمد وتوفيق عكاشة من قاعة المجلس خلال الجلسة العامة.

لكن كمال أحمد علق في تصريحات صحفية عقب خروجه من الجلسة على ضربه عكاشة بالحذاء، قائلا إنه " تصرف لا إرادي بسبب استضافته السفير الإسرائيلي".

ورأى أحمد أنه " لم يفعل شيئا سوى تنفيذ رغبة الشعب المصري تجاه تصرف عكاشة"، مضيفا بلهجة عامية "أنا معملتش حاجة غير المطلوب واللي عايزه الشعب المصري تجاه هذه التصرفات، وكل ما هشوفه (أي عكاشة) هعمل فيه كدا (أي اضربه بالحذاء مرة أخرى)".

وبجانب ضرب عكاشة بالحذاء خلال جلسة اليوم انهالت الانتقادات ايضا عليه.

وقال النائب مصطفى بكري إن "المادة 110 من الدستور تتحدث عن حالات إسقاط العضوية عن النائب والتي تتعلق بفقدان الثقة والإعتبار، والمادة 367 من اللائحة تتحدث عن الإخلال بواجبات العضوية".

وأضاف "أن النائب توفيق عكاشة وفقا للتسجيلات التلفزيونية والوثائق بحوزتي أخل بواجبات العضوية بتوجيهه اتهاما للشعب المصري بأنه يعاني انفصاما في الشخصية بسبب توقيع الدولة اتفاق سلام مع إسرائيل في حين يرفضها الشعب".

وتابع بكري أن "عكاشة طلب من السفير الإسرائيلي إخراج جثة الرئيس الراحل محمد أنور السادات وضربه بالنار، (وقال) إن الحكومة (المصرية) مستعدة لتقديم مليار متر مكعب من مياه نهر النيل لإسرائيل إذا تدخلت وحلت مشكلة سد النهضة لعجز المفاوض المصري عن الحل".

وواصل أن "عكاشة تجاهل أن الوطنية المصرية تجري في دماء كل مصري، ومطالبته السفير الإسرائيلي ببناء 10 مدارس بدلا من تلك التي ضربتها إسرائيل في منطقة بحر البقر، ودعوته الجماهير للزحف لمجلس النواب للضغط على المجلس والتأثير على قراره".

وطالب بكري بتشكيل لجنة خاصة للتحقيق في هذا الأمر.

وكان عكاشة قد قال في حوار مع صحيفة (المصري اليوم) الخاصة نشرته الخميس الماضي إنه التقى السفير الإسرائيلي بالقاهرة، لافتا الى ان اللقاء تطرق الى عدة قضايا هامة، منها "أزمة سد النهضة" الذي تبنيه اثيوبيا على نهر النيل والذي تخشى مصر من ان يؤثر على حصتها من مياه النهر البالغة 55.5 مليار متر مكعب.

وقال عكاشة بشأن هذه القضية إنه "تم الاتفاق على أن يكون لاسرائيل دور حاسم في مسألة سد النهضة، بما يضمن عدم تأثيره على حصة مصر من مياه نهر النيل".

وتابع "وكذلك اتفقنا على ان تبني اسرائيل 10 مدارس في مصر كتعويض منها عما ارتكبته ابان غاراتها على مدرسة بحر البقر" بمحافظة الشرقية بدلتا النيل شمال مصر والتي دمرت في قصف إسرائيلي عام 1970.

من جانبه، شدد النائب محمود بدر أنه لا يحق لأي برلماني لقاء سفير دولة أجنبية ومطالبتها بالتدخل في شؤون مصر، تعليقا على طلب عكاشة من السفير الإسرائيلي حل أزمة سد النهضة.

واعتبر بدر أن "عكاشة بتصرفه مارس عدوانا على السلطة التنفيذية، في وقت يجب التأكيد فيه على الفصل بين السلطات والوقوف أمام من يحاول التغول على سلطة أخرى".

ورأى أن اتهام عكاشة للشعب المصري بـ"الغوغائية" يستدعي محاسبته وتحويله إلى لجنة خاصة تمهيدا لإسقاط العضوية عنه.

ورأى النائب إيهاب العمدة أن عكاشة بتصرفه أخل بواجبات الأمن القومي المصري.

ولفت العمدة إلى أنه قدم مذكرة بإسقاط العضوية عن عكاشة، مطالبا بتشكيل لجنة تحقق في الأمر.

وبينما اعتبر النائب أسامة شرشر أن "ما فعله عكاشة خروج على الأعراف والتقاليد البرلمانية"، اتهمه النائب ضياء داود بـ" ضرب الثوابت الوطنية" وتعريض مجلس النواب للإساءة.

في حين قال النائب سلامة الجوهري إن عكاشة "أهان مجلس النواب بتصرفاته غير المسؤولة، وخرج عن النص".

وأعرب النائب مرتضى منصور عن رفضه "استقبال عكاشة للسفير الإسرائيلي"، قائلا إنه "ضد التطبيع مع إسرائيل" لكنه رفض ايضا الاعتداء على عكاشة.

وفي ختام المناقشات قرر النواب تشكيل لجنة خاصة للتحقيق مع عكاشة.

وترتبط مصر وإسرائيل بمعاهدة سلام منذ العام 1979.

 ok