الأمم المتحدة 28 فبراير 2016 / دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يوم الأحد إلى إجراء "تحقيق عاجل ونزيه" في غارة جوية استهدفت السبت سوقا في اليمن وأسفرت عن مقتل 32 مدنيا وإصابة 41 آخرين على الأقل.
وقال بيان أصدره المتحدث باسمه إن بان "يدين بشدة ما يبدو إنها غارة جوية" على سوق الخالق في منطقة نيهم شمال شرقي صنعاء، والتي سجلت حصيلة قتلى تعتبر من بين الأعلى لعدد ضحايا سقطوا جراء قصف واحد منذ سبتمبر 2015.
كما أدى القصف، الذي أفادت تقارير أنه تم تنفيذه من قبل التحالف العربي بقيادة السعودية، أدى إلى جرح ما لا يقل عن 41 شخصا، فيما ذكرت تقارير أخرى أن حصيلة القتلى بلغت حوالي 45 شخصا.
وقال البيان إن "الأمين العام يشعر بالقلق إزاء الغارات الجوية المكثفة والمستمرة، والقتال البري في اليمن على الرغم من دعواته المتكررة لوقف الأعمال العدائية".
ولفت إلى أن الأمين العام أعرب عن خالص تعازيه وتعاطفه مع أسر الضحايا.
وقال البيان إن "الأمين العام يذكّر جميع أطراف النزاع بالضرورة الملحة للوفاء بشكل كامل بالتزاماتها بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، واللذين يحظران شن هجمات موجهة ضد المدنيين أو الأهداف المدنية، بما في ذلك الأسواق الشعبية".
وأضاف أن "الأمين العام يؤكد على أن مثل هذه الهجمات تعتبر انتهاكات خطيرة للقانون الإنساني الدولي".
وفي الوقت نفسه، قال البيان إن "الأمين العام يكرر دعوته لجميع أطراف النزاع في اليمن للمشاركة بحسن نية مع جهود مبعوثه الخاص إلى اليمن من أجل التوصل إلى اتفاق بشأن وقف الأعمال العدائية في أقرب وقت ممكن ومن أجل عقد جولة جديدة من محادثات السلام"، في إشارة إلى إسماعيل ولد الشيخ أحمد، الذي يبذل جهودا مضنية في عملية التوسط من أجل التوصل إلى تسوية سياسية للنزاع اليمني الحالي.
ويعيش اليمن في حرب أهلية شاملة منذ سبتمبر عام 2014، عندما قامت جماعة الحوثيين، المدعومة من قبل قوات موالية للرئيس السابق، باحتلال مدينة صنعاء ما دفع الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى الفرار من البلاد.
وتقدمت قوات الحكومة اليمنية المدعومة من قبل السعودية إلى مسافة تبعد 50 كم عن مدينة صنعاء في وقت سابق من هذا الشهر، وذلك بعد إعادة السيطرة على مواقع عسكرية في منطقة نيهم وجبالها المطلة على العاصمة، التي يسيطر عليها المتمردون، من الجهة الشمالية الشرقية.
وجاء التقدم، الذي تحقق بدعم من مقاتلات التحالف الذي تقوده السعودية، جاء بشكل بطيء جدا بسبب حقول الألغام التي زرعها المتمردون في الطرقات المتجهة إلى صنعاء.
وبدأ التحالف الذي تقوده السعودية شن ضربات جوية يومية على مواقع جماعة الحوثيين المتمردة والقوات المتحالفة معهم منذ مارس عام 2015، وتعهد بطرد المتمردين واستعادة العاصمة.
ولقي أكثر من 6 آلاف شخص مصرعهم جراء معارك برية وضربات جوية، نصفهم من المدنيين.