بكين 28 فبراير 2016 / بعد يوم من بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي طال انتظاره في سوريا صمدت الهدنة إلى حد كبير على الرغم من استمرار القصف المتقطع الذي أسفر عن مقتل وإصابة العشرات.
وتبادلت روسيا والولايات المتحدة الداعمتان الرئيسيتان لوقف إطلاق النار المعلومات إذ يتشاور الجانبان في عمان بالأردن بشأن الالتزام بالاتفاق.
وقالت الحكومة السورية إنها ستلتزم بالاتفاق لكنها لن تتوقف عن محاربة الجماعات المتطرفة ومن بينها تنظيم الدولة الإسلامية.
* هدوء في دمشق رغم القصف
ذكرت وسائل الإعلام السورية أن القصف استهدف العاصمة السورية دمشق وحلب ودير الزور.
وقال القائد العام للجيش السوري إن فصائل المعارضة المسلحة في المناطق المجاورة لجوبر ودوما في ضواحي دمشق أطلقت قذائف هاون على المدينة بعد ساعات من دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
وحذرت الحكومة من عواقب هذه الهجمات وحثت الأشخاص الذين يعيشون في هذه المناطق على ممارسة الضغط على المسلحين لعدم انتهاك الاتفاق.
ولم يتأثر السلام في دمشق على الرغم من القصف, حسبما شهد صحفيون من وكالة أنباء ((شينخوا)) أمس السبت في منطقة تجارية بدمشق التي اصبحت شوارعها مكتظة بالمتسوقين مجددا.
وقال أحمد (30 عاما) وهو من المنطقة إنه "من الصعب أن نتذكر ليلة هادئة خلال الاربع سنوات السابقة لكن أمس كان مختلفا. ليلة أمس كانت هادئة وهذا الجو الهادئ دفع الاشخاص لأن يخرجوا في الشوارع اليوم."
واستمتعت ختام وأصدقاؤها أيضا بالتجول في الشوارع بسلام.
وقالت ختام "إننا شعرنا بالسلام الذي كان موجودا في الماضي مرة أخرى وخاصة الليلة الماضية حيث نمنا من دون ان نسمع أصوات قصف."
* التزام جاد
وفيما يتنفس السوريون الصعداء تلجأ روسيا والولايات المتحدة لإجراءات متعددة لضمان تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار.
وقال مسؤول في وزارة الدفاع الروسية اليوم (السبت) إن القوتين تتبادلان معلومات تتعلق بوقف إطلاق النار.
وأضاف سيرجي رودسيوكي أن المعلومات التي تم تبادلها تضم اين تم تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار واين انتشرت الجماعات المسلحة واين تم خرق اتفاق وقف إطلاق النار.
واستطرد المسؤول قائلا إنه إذا تأكد انتهاك الاتفاقية ستتخذ موسكو وواشنطن تدابير لتقليل تصاعد حدة التوترات.
وبالإضافة إلى تبادل المعلومات, قاما الجانبان بتأسيس خط ساخن يربط بين موسكو وواشنطن وجنيف لتبادل معلومات المخابرات.
وأظهرت الولايات المتحدة وروسيا اخلاصا في دعم وقف إطلاق النار حيث جلبت موسكو الحكومة السورية إلى الطاولة بينما تأكدت واشنطن من أن الجماعات المسلحة التي دعمتها ملتزمة بالاتفاق.
* تهديد الإرهاب
كان واضحا من البداية أن اتفاق وقف إطلاق النار سيستبعد الجماعات المتطرفة ومن بينها تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة وأكدت جميع الأطراف انها ستستمر في محاربة الإرهاب.
وحذر خبراء من ان المتطرفين من الممكن ان يحاولوا تخريب اتفاق وقف إطلاق النار نظرا للضغوط المتزايدة التي يتعرضون لها.
ووقعت ثلاثة هجمات في محافظة حماة بوسط البلاد أمس في خطوة تحمل بصمات تنظيم الدولة الإسلامية ويعتقد أيضا أن إطلاق قذائف هاون في حلب ودير الزور جاء من التنظيم الإرهابي.
وقال أسامة دانولا وهو محلل سوري لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن الأراضي الذين تسيطر عليها المعارضة والمتطرفون متداخلة في الغالب وستمثل محاربة الجماعات الإرهابية بدقة "صعوبة فنية" للقوات السورية.