حماس وفتح تتبادلان الاتهامات بشأن عدم إنجاز المصالحة الفلسطينية

غزة 23 فبراير 2016 / تبادلت حركتا المقاومة الإسلامية (حماس) والتحرير الوطني الفلسطيني (فتح) اليوم (الثلاثاء)، الاتهامات بشأن عدم إنجاز المصالحة الفلسطينية.

وقال المتحدث باسم حركة حماس سامي أبو زهري ردا على تصريحات أدلى بها عضو اللجنة المركزية ل(فتح) جبريل الرجوب بأن اللقاء الأخير بين الحركتين لا يؤسس لإنجاز مصالحة،و إن ذلك"الهجوم يعكس حالة من التصعيد".

وأضاف أبو زهري لوكالة انباء ((شينخوا)) "نأمل أن لا تعبر تصريحات الرجوب عن موقف حركة فتح الرسمي تجاه جهود تحقيق المصالحة".

وأردف أبو زهري، أن "حركة فتح مطالبة بأن يكون لها موقف من تصريحات الرجوب، وإلا فإنها تتحمل المسئولية أمام الشعب الفلسطيني عن أي تشويش في جهود المصالحة".

وكان الرجوب قال في تصريحات بثتها وكالة أنباء (الشرق الأوسط) المصرية، إنه لن تكون هناك لقاءات أخرى في الدوحة أو غيرها بين حركتي فتح وحماس بشأن المصالحة الفلسطينية.

وأضاف الرجوب "لا أعتقد أن ما وصل من الدوحة سيؤسس لإنجاز مصالحة، وما نسمعه من تصريحات هنا وهناك لا تشير إلى أن حماس غيرت من طرقها المعهودة القائمة على الاسطوانات المعروفة للجميع".

وانتقد الرجوب مواقف حماس، وطالبها إذا كانت تريد أن تكون شريكة كونها جزءا من النسيج الفلسطيني "أن تقوم بمراجعة سياسية وأيديولوجية للديمقراطية والشراكة والتعددية السياسية ودور المرأة ودور الأمن داخليا ومحليا وإقليميا ودوليا".

وهدد الرجوب، باتخاذ حركته قرارات حاسمة "لن تسمح من خلالها باستمرار خطف حماس لقطاع غزة تحت أي مسمى سواء إسلامي أو مقاومة أو إخوان مسلمين".

يأتي ذلك بعد أن كان نائب رئيس المكتب السياسي لحماس موسى أبو مرزوق المقيم في قطر أعلن أمس الاثنين، أن حركته أنهت دراسة التصور الخاص بتحقيق المصالحة الذي كانت اتفقت عليه مع فتح في الثامن من هذا الشهر.

وقال أبو مرزوق في بيان نشره الموقع الإلكتروني الرسمي لحركة حماس، إنه "حتى الآن لم يتم تحديد موعد للقاء المصالحة الجديد المقرر عقده مع حركة فتح في الدوحة بسبب سفر الرئيس (الفلسطيني محمود) عباس في جولة خارجية".

ولم يحدد أبو مرزوق موقفا إزاء التصور المتفق عليه مع فتح لتحقيق المصالحة، غير أن مصدرا في الحركة قال إن الأطر القيادية لها وضعت "عدة ملاحظات" لمناقشتها في الاجتماع المقبل مع فتح.

وأبلغ المصدر ((شينخوا)) مشترطا عدم ذكر اسمه، أن أبرز ملاحظات حماس تتعلق بآليات تشكيل حكومة الوحدة الوطنية المنشودة وبرنامجها السياسي ومحددات استلامها مهامها في قطاع غزة.

وقال المصدر، إن حماس "تتحفظ "على أي خطوة لتشكيل حكومة وحدة وطنية من دون وضع حلول كاملة وفورية لملف صرف رواتب لموظفي حكومتها المقالة السابقة في قطاع غزة البالغ عددهم زهاء 45 ألف.

وأضاف أن الحركة وضعت ملاحظات كذلك تتعلق بضرورة الانعقاد الفوري للمجلس التشريعي وأن تتزامن أي خطوة لتحديد موعد لانتخابات الرئاسة والمجلس التشريعي مع تحديد إجراء انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني.

وكان الرئيس عباس أجرى جولة أسيوية استمرت أسبوعا شملت اليابان وكوريا الجنوبية وتايلاند ثم اجتمع أول أمس الأحد مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في العاصمة الأردنية عمان.

وكان وفدان من فتح وحماس عقدا لقاءات في السابع والثامن من الشهر الجاري بدعوة من قطر سعيا للاتفاق على تنفيذ تفاهمات المصالحة بما ينهي الانقسام الفلسطيني المستمر منذ منتصف عام 2007.

وترأس وفد فتح في حينه عضو لجنتها المركزية مسؤول ملف المصالحة فيها عزام الأحمد، فيما ترأس وفد حماس رئيس مكتبها السياسي المقيم في قطر خالد مشعل.

وعقب اللقاء أعلنت الحركتان عن توصلهما إلى "تصور عملي" لتحقيق المصالحة على أن يتم تداوله والتوافق عليه في المؤسسات القيادية للحركتين وفي إطار الوطن الفلسطيني مع الفصائل والشخصيات الوطنية ليأخذ مساره إلى التطبيق العملي على الأرض.