تونس 26 فبراير 2016 / قال وزير الدفاع التونسي فرحات الحرشاني، إن بلاده متمسكة بموقفها الرافض للتدخل الأجنبي في ليبيا بمفهومه التقليدي، ولكنها لا تعارض "توجيه ضربات محددة للإرهابيين" هناك.
ونقلت إذاعة (كاب اف أم) المحلية التونسية عن الحرشاني قوله خلال زيارة قام بها اليوم (الجمعة) للمعبر الحدودي التونسي الليبي المشترك "رأس جدير"، "إننا مع الحلول السلمية، لكننا نخوض أيضا حربا إقليمية وعالمية ضد الإرهاب".
وأضاف أن تونس "متمسكة بموقفها الرافض لأي تدخل عسكري في ليبيا، بالمفهوم التقليدي للتدخل، لكنها ليست ضد توجيه ضربات محددة لمعاقل الإرهابيين".
واكد أن تونس مع إيجاد حل سياسي في ليبيا، يقوم على إرساء حكومة وحدة وطنية ذات سيادة مقرها طرابلس، وقادرة على قيادة البلاد وتأمين حدودها والسيطرة على الوضع، وذلك بعد المصادقة عليها خلال هذا الأسبوع أو الأسبوع المقبل.
ويأتي هذا الموقف اللافت بعد أسبوع من غارة جوية نفذتها طائرات أمريكية ضد أحد معاقل تنظيم الدولة (داعش) في مدينة صبراتة غربي ليبيا، والتي أسفرت عن مقتل نحو 50 من أفراد هذا التنظيم أغلبهم من التونسيين.
من جهة اخرى، أكد وزير الدفاع التونسي أن بلاده تستعد لتعزيز الساتر الترابي الذي أقامته على مسافة 196 كيلومترا من اجمالي حدودها المشتركة مع ليبيا بكاميرات مراقبة وأجهزة كشف "سكانر" وذلك لمزيد تأمين الحدود التونسية.
وشدد في المقابل على أن الحدود التونسية مع ليبيا "مؤمنة "، وذلك بعد الإجراءات والتدابير التي تم إتخاذها تحسبا لأي طارئ.
وتعاني ليبيا من أزمات سياسية حادة مع وجود برلمانين وحكومتين متناحرين، وسط تصاعد أعمال العنف وتنامي التطرف المسلح مع تمدد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في عدة مناطق بالبلاد.
وصدرت دعوات في الآونة الأخيرة للتدخل الدولي في ليبيا لمحاربة تنظيم (داعش).
ولا تخفي السلطات التونسية خشيتها من تدخل عسكري غربي في ليبيا ، وأعلنت عن تشكيل لجنة وطنية لإعداد السيناريوهات المحتملة تحسبا لمثل هكذا تدخل وتداعياته على البلاد.
واعلنت تونس في يوليو الماضي عن البدء في بناء حاجز على طول الحدود مع ليبيا البالغ طولها (490 كم) ضمن خطة لوقف تسلل "الجهاديين" من ليبيا الغارقة في الفوضى.