مكسيكو سيتي 19 فبراير 2016 / استقبل نبأ الزيارة المقرر أن يقوم بها الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى كوبا في مارس المقبل بالعديد من التكهنات بشأن ما سيبحثه مع الرئيس راؤول كاسترو وكيف سيكون رد فعل الشعب الكوبي عليها، هكذا قال الأكاديمي المكسيكي بيا تاراسينا جوت خلال مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)).
يرى تاراسينا جوت، الباحث المتخصص في الدراسات الدولية بالجامعة الأيبيرية - المكسيكية في مكسيكو سيتي، أن هذه الزيارة ستدق مسمارا آخر في نعش الحرب الباردة وتمثل بداية "عهد جديد".
بيد أنه قال إن البلدين مازال أمامهما "طريق طويل ومعقد من التفاوض السياسي" لأن مسألة الحظر الاقتصادي الأمريكي الذي طال أمده لم تحل بعد فيما تريد الولايات المتحدة رؤية تحسن في حقوق الإنسان ومزيدا من الحرية السياسية في كوبا.
ومن جهتها، رحبت جوزفينا فيدال كبيرة المفاوضين في المحادثات التي تجريها الحكومة الكوبية مع واشنطن رحبت بزيارة أوباما المرتقبة ووصفتها بأنها "خطوة أخرى تجاه تحسين العلاقات بين كوبا والولايات المتحدة".
وذكرت فيدال للصحفيين في هافانا أن "كوبا منفتحة على الحديث مع الولايات المتحدة حول أي قضية". ولكنها لفتت أيضا إلى أن تطبيع العلاقات الثنائية يتوقف على حل القضايا العالقة الرئيسية بما فيها رفع الحصار وإعادة الأراضي التي تشغلها قاعدة غوانتانامو البحرية بصورة غير قانونية إلى كوبا.
وعلق تاراسينا جوت قائلا "في النهاية، لا يمكن أن يتحقق أي شيء إلا بالنوايا الحسنة".
فقد كتب أوباما يوم الخميس في حسابه الرسمي على (تويتر) يقول إنه سيزور كوبا مع قرينته ميشيل "لتعزيز جهودنا لتحسين حياة الشعب الكوبي".
جاء الإعلان عن الزيارة بعد سبعة أشهر من إعادة فتح سفارتي البلدين في واشنطن العاصمة وهافانا.
وأوضح تاراسينا جوت قائلا إن "الحوار بين الدول يعد دوما أمرا إيجابيا. ولكن، علينا أن نرى قدر العون الذي يمكن أن يقدمه أوباما حقا للشعب الكوبي. فهو بحاجة للمساعدة من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين لرفع الحصار، وهذا أمر سيكون من الصعب رؤيته في عام انتخابات بالولايات المتحدة".
ومن ناحية أخرى، يشعر الباحث بأنه من الأهمية بمكان معرفة ماهية الأفكار التي سيطرحها أوباما لمساعدة الشعب الكوبي. ومن هذا المنطلق، يمكن إجراء تقييم كامل لزيارته للجزيرة.
وأضاف تاراسينا جوت أن "الأمر المخزي حقا يكمن في أن هذه الزيارة لم تتم في ظروف أخرى يتخللها المزيد من راحة البال، ولكن مجيئها على هذا النحو المتأخر أفضل من عدم مجيئها إطلاقا. فأوباما لم يعد لديه الكثير من الوقت ليقرر (ما إذا كان) يذهب أم لا قبل أن يترك منصبه".
وخلال زيارته المزمعة لكوبا يومي 21 و 22 مارس المقبل، سيلتقي أوباما كاسترو وكذا رجال أعمال كوبيين وممثلين عن المجتمع المدني.
وقال الرئيس الأمريكي إنه سيواصل الضغط على كوبا لتحسين سجلها لحقوق الإنسان واحترام حرية التعبير.
ولكن كما أشار تاراسينا جوت، فإن أوباما سيواجه على الأرجح، بغض النظر عما يفعله، اتهامات من الجمهوريين بأنه "يساعد نظام كاسترو".