الرباط 26 فبراير 2016 / قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي صلاح الدين مزوار إن بلاده ضد أي تدخل أجنبي عسكري في ليبيا هذه الفترة.
وشدد مزوار ، الذي كان يتحدث مساء اليوم (الجمعة) في مؤتمر صحفي عقب مباحثات أجراها مع نظيره التونسي خميس الجهيناوي ، على ضرورة وضع الثقة في الحكومة الليبية وفق الاتفاق الذي تم التوصل إليه في مدينة الصخيرات بالمغرب بين فرقاء الأزمة في هذا البلد.
وأكد رئيس الدبلوماسية المغربية أن طلب التدخل العسكري يجب أن يأتي من الليبيين أنفسهم.
وتعاني ليبيا من أزمات سياسية حادة مع وجود برلمانين وحكومتين متناحرين، وسط تصاعد أعمال العنف وتنامي التطرف المسلح مع تمدد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في عدة مناطق بالبلاد .
ووقع اعضاء ببرلماني ليبيا في طبرق وطرابلس وشخصيات سياسية اتفاقا للمصالحة في ديسمبر الماضي بالصخيرات في المغرب برعاية الأمم المتحدة، شكل بموجبه مجلس رئاسي يسعى لتشكيل حكومة وفاق وطني.
وصدرت دعوات في الآونة الأخيرة للتدخل الدولي في ليبيا لمحاربة تنظيم (داعش).
وجدد مزوار دعم الرباط للحكومة التي انبثقت عن اتفاق الصخيرات ودعا المجتمع الدولي إلى الاعتراف بها، لتكون بمثابة المخاطب في ليبيا، وطالب، في الوقت نفسه، الفرقاء الليبيين بالمصادقة عليها ومساندتها، من أجل الخروج من الوضعية الحالية، والحفاظ على الأمن والاستقرار.
وحذر مزوار من أن تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) جعل من ليبيا الهدف الجديد من أجل تثبيت قياداته وتحركه في الساحل والصحراء.
من جهته دعا رئيس الدبلوماسية التونسية البرلمان الليبي إلى الإسراع بالمصادقة على الحكومة، ملتمسا من الفرقاء تجاوز خلافاتهم.
ونبه الى أن أي تأخير في الاتفاق من شأنه أن تكون له تداعيات على تونس ودول الجوار.
وذكر أن التنظيمات الإرهابية ترعرعت في غياب سلطة ليبية مركزية، لذا "من الطبيعي أن نهتم بما يجري في ليبيا"، لأنها تعد، بحسبه، امتدادا لتونس، وتربطهما علاقات مهمة، ما يجعل تونس حريصة على مسألة التوافق من أجل إيجاد حل سياسي للأزمة الليبية.
ويقوم وزير الخارجية التونسي بزيارة عمل للمغرب التقى خلالها عددا من المسؤولين لبحث سبل تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.