تحليل إخباري: المحكمة العليا الأمريكية قد تجنح يسارا بعد وفاة سكاليا المحافظ

واشنطن 22 فبراير 2016 / بوفاة القاضي المحافظ انتونين سكاليا في وقت سابق من هذا الشهر، قد تجنح المحكمة العليا للولايات المتحدة الى اليسار ما سيؤثر على عدد من القرارات القادمة، وفقا لخبراء.

وكان سكاليا الذي توفي في 13 فبراير من أبرز المنتقدين لعدد من المواقف الليبرالية بما في ذلك الإجهاض والعملي الإيجابي وما وصفه بـ " أجندة ما يسمي بمثلي الجنس".وإذا اختير قاض ليبرالى خلفا له فإن ذلك قد يقود الى تحول باتجاه اليسار في عدد من القضايا التي تنظرها أعلى محكمة في البلاد.

يأتي ذلك في الوقت الذي يتزايد فيه العداء بين الليبراليين والمحافظين، وهو ما انعكس على الساحة السياسية، مع تحرك الديمقراطيين أكثر الى اليسار وتحرك المحافظين أكثر الى اليمين. والمحكمة هي مؤسسسة أمريكية قوية تفصل دائما في القضايا التي يكون لها تأثير كبير على المجتمع وتحديد إتجاه الثقافة.

وقال داريل ويست الزميل البارز بمعهد بروكينغز لوكالة ((شينخوا)) إن " رحيل سكاليا يوفر فرصة تحول ليبرالي في المحكمة"، موضحا أن " المحافظين احتفظوا بفارق ضئيل على مدى عقود في المحكمة العليا وساعد هذا الجمهوريين على تحريك السياسة الأمريكية باتجاه اليمين في قضايا عديدة. لكن مع الافتتاح الحالي والرئيس الديمقراطي، قد يوفر المعين الجديد تحولا حاسما في التصويت داخل المحكمة باتجاه اليسار".

وأعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما عزمه تعيين خلفا لسكاليا بالرغم من المعارضة القوية من الحزب الجمهوري الذي تعهد بمنع مرشح أوباما.

وقد يفشل أوباما في الحصول على موافقة الكونغرس الذي يسيطر عليه الجمهوريون،" لكن إذا احتفظ الديمقراطيون بالرئاسة في انتخابات 2016، سيكون بمقدورهم دفع ليبرالي وسيكون لهذا تأثير كبير على أحكام المحكمة في المستقبل"، وفقا لويست.

وهذا سيؤثر على القضايا المتعلقة بالإجهاض والهجرة والحريات المدنية وإصلاحات أوباما للرعاية الصحية وتوازن القوى بين السلطتين التشريعية والتنفيذية للحكومة.

وأضاف ويست أن " المحكمة العليا تمس الكثير من القضايا المختلفة ولذلك من المرجح أن يؤثر هذا التعيين على الأحكام القضائية لعقدين قادمين".

غير أن جوليان سيليزر، أستاذ التاريخ والشؤون العامة بجامعة برينستون، قال لوكالة ((شينخوا)) إن الكونغرس لو أرجأ المرشح للإدارة القادمة، فإن ذلك قد يمنع جنوح المحكمة الى اليسار في حال فاز الجمهوريون بالرئاسة الأمريكية.

وأضاف " اذا علق مجلس الشيوخ هذا حتى الرئاسة القادمة وفاز الجمهوريون، فإن الرئيس سيكون لديه المجال للحصول على مرشح محافظ من خلال مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون".

وهناك عدد من القضايا المهمة المعلقة في المحكمة العليا وكان تصويت سكاليا من الممكن أن يحسمها، وفقا لما ذكره جون مالكولم مدير مركز مييس للدراسات القانونية والقضائية بمؤسسة هيرتاج.

واستدرك مالكولم قائلا لوكالة ((شينخوا)) " لكن هذه القضايا الآن قد لا تسير في الاتجاه الذي كان متوقعا له بعد وفاة سكاليا".

وإحدي هذه القضايا المثيرة للجدل والتي جذبت العناوين الرئيسية في جميع أنحاء البلاد تتعلق بتحدي عدد من المنظمات الدينية غير الربحية لمطلب الحكومة الجديد -تحت إصلاح أوباما للرعاية الصحية- بأن توفر المنظمات الدينية تغطية وسائل منع الحمل والإجهاض لموظفيها أو أن تشهد لمزودي التأمين لهم بأن لديها اعتراض ديني على فعل ذلك.

ومن شأن ذلك أن يدفع مزودي التأمين الى تحمل مسؤولية توفير التغطية.

ويعتقد المتحدون أن توقيع هذه الشهادة من شأنه أن يجعلهم شركاء في توفير خدمات يعتبرونها ضد دينهم.

ويرى مالكلولم أنه في وجود 4 قضاة ليبراليين في المحكمة العليا المكونة من 9 مقاعد من غير المرجح أن يحكم لصالح المنظمات الدينية غير الربحية في هذه القضية، ووفاة سكاليا قد تؤدي الى خسارة هذه المجموعات .