الدوحة 22 فبراير 2016 / أعلنت جمعية قطر الخيرية اليوم (الإثنين) أن التكلفة المالية لتوفير الاحتياجات اللازمة للمواطنين في مختلف القطاعات ولإعادة تأهيل البنية التحتية التي دمرتها الحرب في اليمن تتجاوز 2.5 مليار دولار.
وقالت الجمعية في مؤتمر "الأزمة الإنسانية في اليمن تحديات وآفاق الاستجابة الإنسانية" الذي انطلق اليوم بالدوحة، إن 82 بالمائة من الشعب اليمني بحاجة ماسة إلى المساعدة، خصوصا في قطاعات هامة كقطاع المياه والأغذية والتعليم والصحة.
وأشارت إلى إنه وفقا لدراسة مسحية أجراها فريق تابع للجمعية لتحديد الأضرار الناتجة عن الأزمة اليمنية والأثر الإنساني، فقد بلغ عدد المشردين مليونين ونصف بزيادة تقدر بثماني مرات عما سجل في بداية الأزمة.
وأضافت أن جميع أنحاء اليمن تأثرت في المجال الغذائي بسبب الأحداث الأخيرة ليبلغ إجمالي الأسر المتضررة والتي لا تستطيع الحصول على غذاء كاف نحو 861 ألفا و458 أسرة، ويعاني واحد من بين كل خمسة أشخاص من انعدام الأمن الغذائي الشديد.
وذكرت أنه على مستوى أزمة المياه يعاني 9.4 ملايين يمني من شح المياه، وتعرض 1.5 مليون منهم لأمراض ناتجة عن استخدامهم مياها ملوثة.
وقدرت عدد المشاريع التي تضررت في مجال المياه والصرف الصحي بـ 735 مشروعا، بنسبة 17 بالمائة من إجمالي عدد المشاريع في المناطق المستهدفة، بينما وصل عدد الأسر التي تضررت بسبب الأحداث في قطاع المياه والصرف الصحي 656 ألفا و747 أسرة.
وفي قطاع التعليم أظهرت الأرقام أن حوالي 78 بالمائة من المناطق المتضررة قد تأثر فيها قطاع التعليم حيث بلغ إجمالي عدد المدارس في المحافظات التي شملها المسح حوالي 2987 مدرسة تضررت منها نحو 949 مدرسة بنسبة 32 بالمائة من إجمالي المدارس في المنطقة، وهناك أكثر من 1100 مدرسة لم تعد تصلح للتعليم و 260 مدرسة يقطن بها نازحون.
ووصل عدد الطلاب الذين حرموا من التعليم بسبب الضرر الحاصل على المؤسسة التعليمية إلى 488 ألفا و638 طالبا وطالبة لتبلغ نسبة الإنقطاع عن التعليم بينهم 60 بالمائة ما يهدد جيلا بأكمله بالضياع.
وبالنسبة للقطاع الصحي، يحتاج 15 مليونا ومائتا ألف شخص إلى خدمات صحية عاجلة ، بينهم مليون طفل يعانون من نقص حاد في الخدمات الصحية، ولا يستطيع سوى 55 بالمائة من المجتمع اليمني الوصول إلى مؤسسات الرعاية الصحية الأولية، فيما بلغ عدد المرافق الصحية التي تضررت سواء من حيث التلف أو فقدان أثاث ومستلزمات 227 مرفقا صحيا.
وقال وزير الإدارة المحلية رئيس اللجنة العليا للإغاثة اليمني عبدالرقيب فتح في تصريحات على هامش المؤتمر إن أصحاب المبادرة في عقد هذا المؤتمر قدروا الاحتياجات بنحو مليارين و400 ألف دولار وقدرتها الحكومة اليمنية بنحو مليار و400 ألف دولار لستة أشهر فقط، وهذه الأرقام قد تكون كافية لإعادة الحياة وليس لتأسيس حياة طبيعية لأن الحرب مستمرة وأثارها مدمرة .
وأضاف فتح "نحن نعول بصورة رئيسية على إيجاد إغاثة تمتد على مرحلتين، الأولى إغاثة عاجلة تركز بصورة أساسية على الإنسان والثانية تنمية محلية تهتم بإعادة الخدمات مثل المياه والكهرباء والصحة وإعادة تأهيل البنية التحتية التي دمرتها الحرب ".
من جانبه، صرح مدير إدارة المساعدات الإنسانية في مركز الملك سلمان للإغاثة والاعمال الإنسانية عبدالله الرويلي أن الازمة اليمنية تحتاج إلي مساعدات كثيرة لتغطيتها وقد ذكرت بعض تقديرات الأمم المتحدة أنها تحتاج لمساعدات عاجلة تقارب 2.5 مليار دولار.
ويشارك في مؤتمر "الأزمة الإنسانية في اليمن تحديات وآفاق الاستجابة الإنسانية" أكثر من 90 منظمة إنسانية إقليمية ودولية ومايزيد عن 150 خبيرا ومتخصصا في المجالات الإغاثية لبحث الأزمة الإنسانية في اليمن في جلسات عمل بدأت اليوم.
ويسعى المؤتمر الذي تنظمه جمعية قطر الخيرية بالشراكة مع 13 منظمة وشبكة دولية وإقليمية على مدى ثلاثة أيام إلى توحيد رؤى الشركاء الفاعلين بخصوص الأزمة الإنسانية في اليمن وتبادل المعلومات وتعزيز آليات المتابعة المتعلقة بتحديد احتياجات المتضررين حسب نوع الحاجة وتوزيع المناطق الجغرافية وتطوير خطط العمل والمبادرات بين الشركاء.