بروكسل 17 فبراير 2016 / تعهدت الصين ببذل الجهود مع أوروبا من أجل جعل الترابط بين مبادرة " حزام واحد وطريق واحد" الطموحة وخطة يونكر لاستثمار 310 مليار يورو تعاونا مربحا للجميع.
وقالت يانغ يان يي رئيسة بعثة الصين لدى الاتحاد الاوروبي لوكالة ((شينخوا)) إنه" من المشجع جدا أن نرى الجانبان (الصين والاتحاد الأوربي) يتعاملان مع الإمكانيات والفرص الهائلة التي تقدمها مبادرة طريق واحد وحزام واحد".
وينظر لمبادرة " الحزام والطريق" التي طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ عام 2013 ، على نطاق واسع بأنها خطوة استراتيجية للصين في إطار سعيها لربط الصين مع أوروبا مرورا بوسط وغربي آسيا من خلال الحزام الاقتصادي لطريق الحرير الجديد، وربط الصين بدول جنوب شرقي آسيا وإفريقيا وأوروبا من خلال طريق الحرير البحري للقرن الواحد والعشرين.
وأعلنت الصين والاتحاد الأوروبي عن بناء روابط بين المبادرة وخطة رئيس المفوضية الأوروبية يان كلود يونكر للاستثمار خلال أعمال القمة الـ17 بين الصين والاتحاد الأوروبي في يونيو الماضي. وبعد 3 أشهر خلال حوار اقتصادي رفيع المستوى أعلنت بروكسل أن الصين أصبحت أول دولة من خارج الاتحاد الأوروبي تعلن المساهمة في خطة يونكر.
وشهد هذا العام استمرار التقدم في التعاون في المشروعين، ولاسيما في المجالات ذات الأولوية مثل الترابط والتمويل والاقتصاد الرقمي، وفقا لما ذكره يانغ في ورشة عمل في البرلمان الأوروبي يوم الأربعاء .
وبينما تشكل البنية التحتية جزء مهما في مبادرة حزام واحد وطريق واحد وخطة يونكر، اتفقت بكين وبروكسل على زيادة تحسين الترابط في مجال البنية التحتية.
وفي يناير، عقد اجتماع مجموعة العمل الأولي لمنصة الترابط بين الصين والاتحاد الأوروبي لمتابعة مذكرة التفاهم بشأن إقامة المنصة بين الجانبين.
واتفقا على تقاسم المعلومات وتعزيز التدفق السلس في حركة المرور وتسهيل النقل وتطوير نقاط تلاحم بين المبادرات والمشاريع ذات الصلة وتحديد فرص التعاون بين السياسات ذات الصلة ومصادر التمويل.
وقالت يانغ إن الجانبين سيعملان على " اكتشاف الفرض التجارية والاستثمارية بنشاط" وخلق بيئة مواتية لشبكات بنية تحتية دائمة وقابلة للتشغيل عبر الحدود في الدول والمناطق بين الصين والاتحاد الأوروبي.
وفيما يتعلق بالتمويل، أعلنت الصين بالفعل وحفزت رغبتها في المشاركة في الصندوق الأوروبي للاستثمار الاستراتيجي، وهو صندوق رئيسي بقيمة21 مليار يورو يعمل كقناة رئيسية لتعبئة خطة يونكر.
كما عقد الجانبان حتى الآن 3 اجتماعات لمجموعة العمل الفنية بشأن التعاون في الاستثمار. وخلال الجولة الأخيرة في يناير، تبادل خبراء من صندوق طريق الحرير الصيني، الذي يهدف في جزء منه الى تعزيز الاستثمار في الدول التي تشملها مبادرة الحزام والطريق، وجهات النظر مع خبراء من المفوضية الأوروبية وبنك الاستثمار الأوربي بشأن قاطرة الاستثمار المشترك.
وقالت السفيرة إن " الجانبين تعهدا بتطوير فرص ملموسة للصين للاستثمار في خطة الاستثمار الأوروبية".
وفيما يتعلق بالاقتصاد الرقمي، سعى الجانبان الى تحقيق ترابط أفضل بين أجندة أوروبا الرقمية واستراتيجية انترنت بلس الصينية للاستفادة من 1.1 مليار مستخدم للانترنت في الصين والاتحاد الأوروبي.
وقالت يانغ إن الجانبين وقعا شراكة رئيسية بشأن اتصالات الجيل الخامس في سبتمبر ويتخذ الجانبان الآن خطوات باتجاه تعميق الحوار والتعاون في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
وأضافت يانغ أن مبادرة حزام واحد وطريق واحد " واضحة جدا" وتهدف الى توثيق الروابط الاقتصادية وتعميق التعاون المشترك وتوسيع التنمية في المنطقة الأوراسية وبناء مجتمع ذي مصير مشترك.
وأشارت يانغ الى أنه في إطار هذه المبادرة "لن يكون بناء شبكة الطرق والقطارات فائقة السرعة مجرد مسألة تمويل، وإنما دعوة للاعبين المحليين والمجتمعات والحكومات الوطنية والمحلية للمشاركة بطريقة فعالة".
بالتالي، " مجرد الشعور المشترك بالكرامة والجماعية يمكن أن يدعم المنفعة المتبادلة والثقة ومن ثم تعزيز التعاون المستدام على المدى الطويل في أي مجال"، بحسب قولها.
ودعت السفيرة إلى بذل جهود مشتركة من قبل الجانب الأوروبي لتعزيز التعاون، قائلة " فقط من خلال التعاون المربح للجانبين يمكننا تحقيق إنجازات كبيرة ومستدامة تفيد الجميع".