مسقط 3 فبراير 2016 / وقعت حكومة جمهورية روسيا الاتحادية و حكومة سلطنة عمان ممثلة في وزارتي خارجية البلدين هنا اليوم على إتفاقية إعفاء متبادل من التأشيرات لحاملي الجوازات الدبلوماسية والخاصة والخدمة بين البلدين.
جاء ذلك خلال استقبال يوسف بن علوي، الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية العماني اليوم (الاربعاء) لسيرجي لافروف، وزير الخارجية الروسي، والذي قام بزيارة رسمية لسلطنة عمان استغرقت يومين.
وعقب لقاء الوزيرين الذي عقد صباح اليوم بمقر وزارة الخارجية العمانية عقدت جلسة مشاورات بين السلطنة وروسيا، و ناقش خلالها الجانب العماني و الجانب الروسي علاقات التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، وسبل تعزيز المصالح المشتركة بين البلدين.
كما استعرض الجانبان وجهات النظر حول القضايا محل الاهتمام المشترك على الساحتين الدولية والاقليمية، وخاصة التطورات الأخيرة الحادثة في منطقة الشرق الأوسط ومنها الوضع في سوريا .
وعقب لقاء جلسة المشاورات بين البلدين عقد وزير الخارجية الروسي و نظيره العماني مؤتمرا صحفيا عبر فيه الوزير الروسي عن ارتياحه للحوار السياسي و الاقتصادي المنتظم بين البلدين.
وأضاف لافروف قائلا إن السلطنة و روسيا تتقاربان في وجهات النظر تجاه الجهود الدولية الهادفة لحل القضايا في اليمن و ليبيا و فلسطين وغيرها من قضايا المنطقة.
وعن الوضع في سوريا قال وزير الخارجية الروسي إنه من الصعب وقف إطلاق النار في سوريا ما لم يجر تأمين الحدود بين سوريا وتركيا، و ذلك لمنع تهريب المقاتلين الذين يتدفقون من تركيا إلى روسيا.
وأردف قائلا بأن بلاده لن توقف ضرباتها الجوية في سوريا حتى تقضي على الجماعات الإرهابية والمسلحة هناك و منها جناح تنظيم القاعدة.
وقال لافروف خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد بمقر وزارة الخارجية العمانية: أنه لا يوجد أي سبب لوقف هذه الضربات الجوية، مشيرا إلى أن الضربات الروسية لن تتوقف في سوريا ما لم تتمكن القوات الروسية من هزيمة التنظيمات الإرهابية ومنها جبهة النصرة على حد وصفه.
وعن التعاون الاقتصادي بين روسيا و عمان قال لافروف: إن كلا البلدين يوليان اهتماما متزايدا لتعزيز التعاون الاقتصادي على الرغم من الأوضاع الحالية للاقتصاد العالمي والاقليمي.
وقال سيرجي لافروف بأن جلسة المباحثات بين البلدين ناقشت تشغيل خط مسقط – موسكو والذي بلاشك سيسهم في تدفق الأفواج السياحية الروسية لزيارة السلطنة ،مضيفا أن روسيا والسلطنة تعتبران أن السياحة قطاعا واعدا مستقبلا.
وقال إن صندوق روسيا للاستثمارات المباشرة يولي اهتماما للتعاون مع الصناديق السيادية العمانية والتي من المؤمل أن يتم التباحث حولها خلال العام الجاري.
وحول أسعار النفط العالمية قال لافروف: لقد تم التباحث مع الجانب العماني بالإضافة إلى التشاور مع الدول الأعضاء في أوبك والدول الأخرى المنتجة للنفط، ولكن الأمورتتطلب المتابعة و تبادل التقييم حولها، و لكنه أشار إلى أن هناك الكثير من العوامل تؤثر على أسعار النفط.
وأردف لافروف قائلا: و إذا ما تم التوصل إلى اتفاق بين الأطراف المعنية بإنتاج النفط سيتم تحديد موعد اجتماع لمناقشة الوضع العام لأسعاره.
أما يوسف بن علوي، الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية بسلطنة عمان فأكد على أن العام الجاري سيتضمن العديد من الزيارات المتبادلة بين البلدين الصديقين - على حد وصفه - سواء على مستوى الأجهزة والمؤسسات و سواء من الناحية الفنية أو الاقتصادية.
وقال إن هناك مجموعة الثوابت المشتركة التي تربط السلطنة مع روسيا حيث تم الاتفاق على توسيع هذا النطاق قدر الإمكان في المسارات والقطاعات التي توجد بها رؤية مشتركة بين البلدين من خلال المزيد من الاتصالات والزيارات بين البلدين.
وأكد بن علوي على أن هناك آراء وتفهما مشتركا بين البلدين للصعوبات الموجودة في ملفات سوريا و ليبيا و اليمن، داعيا إلى بذل الجهد المشترك واستخدام كل الوسائل المتاحة لإيجاد مخارج لهذه الازمات في الوقت المناسب وبصورة عاجلة لمصلحة شعوب هذه البلدان.
وأشار الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية العماني إلى أن بلاده سوف تعمل على كل ما يهدف لإيجاد الظروف المناسبة لاتفاق السوريين وحدهم وإنهاء هذه الأزمة وذلك عندما تكون الظروف مواتية وعندما تكون هناك حاجة للمساعدة في إطار الصلات المنتظمة بين السلطنة ومجموعة الدول المساعدة لسوريا كونها عضوا في المجموعة وبين السلطنة والحكومة السورية.
وأعرب عن أمله في أن يكون مؤتمر جنيف 3 بادرة أمل جديدة لإخراج الشعب السوري من أزمته.