الرباط 3 فبراير 2016 / أعلنت الحكومة المغربية اليوم (الأربعاء) عن سلسلة تدابير استعجالية تهدف إلى مواجهة تنامي أحداث الشغب والعنف في الملعب الرياضية تضمنت بالخصوص منع القاصرين غير المرافقين من الدخول للملاعب الرياضية.
كما تضمنت هذه التدابير ، وفق بيان حكومي ، تحميل الآباء مسؤولية تصرفاته أبناءهم، ومنع التنقل الجماعي للجماهير الكروية خارج المحافظات في حالة ما إذا تبين أن هذا التنقل من شأنه تشكيل تهديد للأمن العام والحزم في تطبيق مقتضيات مدونة التأديب في حق كل الأندية التي يتسبب جمهورها في أعمال شغب، بما في ذلك إجراء مباريات دون جمهور.
وتأتي هذه التدابير بعد أن تنامت ظاهرة الشغب في الملاعب المغربية بشكل مقلق ، حيث أصيب 24 شخصا بجروح متفاوتة الخطورة وقتل شخص واحد في احداث عنف وقعت خلال مباراة قمة الدار البيضاء بين فريقي الرجاء والوداد في أواخر أكتوبر الماضي في بطولة الكأس الممتازة.
كما قدر المسؤولون الخسائر بملايين الدراهم وتمثلت في تكسير الحافلات وكراسي الملعب وبعض مرافقه الحيوية.
وشهدت العديد من المباريات الموالية في الدوري المغربي أحداث شغب كان أبرزها في مدن فاس والرباط واغادير وغيرها من المدن.
وعاقبت جامعة كرة القدم المغربية فريقي الرجاء والوداد بلعب مباراتين بدون جمهور وبعيدا عن ملعب محمد الخامس بالدار البيضاء، وهي العقوبات ذاتها التي صدرت في حق اندية اخرى مثل اتحاد طنجة وأولمبيك خريبكة، وأولمبيك أسفي والجيش الملكي ثم النادي القنيطري.
وذكر البيان الحكومي أنه أمام تكرار أحداث الشغب والعنف بمناسبة بعض التظاهرات الرياضية، خاصة مباريات كرة القدم، بادرت القطاعات والمؤسسات المعنية إلى عقد اجتماعات لإعداد استراتيجية عمل شمولية وموحدة لاحتواء هذه الظاهرة التي تهدد بإلحاق أضرار بصورة الرياضة بالمملكة.
وفي هذا الإطار، يضيف المصدر ذاته، تقرر اتخاذ إجراءات آنية تتمثل فضلا عن التدابير السابقة في حضور ممثلي النيابة العامة خلال الاجتماعات التحضيرية للمباريات وكذا أثناء التظاهرات الرياضية.
وتضمنت الاجراءات الشروع في تنفيذ برنامج تجهيز الملاعب الرياضية التي تستقبل مباريات البطولة الاحترافية بالوسائل التكنولوجية الحديثة (كاميرات المراقبة، مراقبة الولوج للملاعب عبر البوابات الإلكترونية، تحديث نظام بيع التذاكر، لتساعد على تنفيذ البروتوكولات الأمنية).
كما تقرر تولي السلطات الإدارية المحلية تأطير جمعيات المشجعين عبر إشراكها في الاجتماعات التحضيرية والتنسيق معها في ما يخص الانشطة الاحتفالية التي ترغب في تنظيمها داخل الملاعب، وإشراف وزارة الشباب والرياضة على بلورة استراتيجية وطنية تواصلية للتعريف بخطورة تفشي ظاهرة الشغب في الملاعب الرياضية بتنسيق مع كافة الأطراف المعنية.
وقال محمد الكرتيلي، المسؤول السابق باتحاد كرة القدم المغري في تصريح ل "شينخوا" إن من بين أسباب الشغب في الملاعب نقص التجهيزات الرياضية وعدم تأهيلها لاستقبال الجمهور بالاضافة إلى المشاكل الاجتماعية التي تعيشها فئة كبيرة من الشباب المغربي على اعتبار أن الاغلبية ممن يرتادوا الملاعب هم من الشبان والمراهقين.
ومن بين المشاكل بالاساس تجاوز أعداد الجماهير الوافدة على الملاعب لطاقتها الاستيعابية.
وقال في هذا الصدد إن ملعبا مثل ملعب محمد الخامس بالدار البيضاء له طاقة استيعابية لا تتجاوز 60 ألف متفرج لكنه يستقبل في المباريات المهمة أكثر من 90 ألفا.
وبالنسبة لأستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة القاضي عياض بمراكش محمد فاوني فإن "العنف في المغرب ظاهرة معقدة ولها عدة مستويات وعدة مظاهر وأصبحت تثير الاهتمام خاصة داخل الملاعب الرياضية."
ودعا إلى الاخذ في الاعتبار الوضع الاجتماعي لهذه الجماهير حيث ينحدر معظمهم من أوساط اجتماعية فقيرة ومهمشة.
وتعليقا على هذا القرار الحكومي قال الخبير الرياضي المغربي حسن كرم إن الحكومة مدعوة لان تضع مسألة التصدي لهذه الظاهرة ضمن أولوية الأوليات.
كما شدد على ضرورة اتخاذ كافة التدابير والإجراءات لمحاربتها بنهج مقاربة تشاركية واعتماد استراتيجية واضحة ترتكز على إحداث لجنة وطنية موسعة للوقاية ومحاربة العنف في الملاعب الرياضية تضم كل الفاعلين والمتدخلين والقطاعات ذات الصلة.