وزير الخارجية اللبناني يعلن مساهمة بلاده في إرساء أجواء الحوار واعتماد الدبلوماسية بشأن التوتر السعودي - الايراني

بيروت 8 يناير 2016 / أعلن وزير الخارجية والمغتربين اللبناني جبران باسيل هنا اليوم (الجمعة) أن بلاده "ستساهم في إرساء أجواء الحوار واعتماد الدبلوماسية" في مجال مسألة التوتر القائم في العلاقات بين السعودية وايران.

وحول موقف بلاده من التوتر السعودي - الايراني قال باسيل في مؤتمر صحفي مع نظيره النمساوي سيباستيان كورتز الذي يزور لبنان حاليا "إن الموقف اللبناني الدائم هو التقيد بالشرائع الدولية وشرعة حقوق الإنسان والاتفاقات الدولية وفي صدارتها إتفاقيتي فيينا للعلاقات الديبلوماسية والقنصلية."

وقال إن "لبنان يقوم على الديمقراطية والحريات العامة ولا يوافق إطلاقا على قمعها فكيف بقتل أو بإعدام أي معارض سياسي."

أضاف "لكن في الوقت ذاته لا يتدخل لبنان بالشؤون الداخلية لأي دولة عملا برغبته بعدم التدخل من قبل أحد في شؤونه الداخلية استنادا لميثاق جامعة الدول العربية ومبدأ سيادة الدول وقوانينها على أرضها."

وقال إن "لبنان يدين ويرفض الاعتداء على أي بعثة دبلوماسية أو قنصلية ويستنكر التعدي على طواقمها ويطالب بأخذ الإجراءات بحق المخالفين."

وأضاف "إلا أنه في الوقت نفسه يعتبر لبنان أن أمورا كهذه إذا حصلت من خارج إرادة السلطات المعنية وتم اتخاذ ما يلزم من قبلها فإنه يمكن تخطي الأمر نظرا إلى اعتبارات كبرى".

وأوضح أن "الاعتبارات الكبرى تبقى في محاربة الشر أي الإرهاب وبذل كل الجهود لذلك لا سيما تخفيف كل التوترات وعلى رأسها التوتر السني - الشيعي والعمل على التهدئة لما لذلك من مصلحة وطنية وقومية وعربية وإسلامية ومسيحية كبرى حيث أن المستفيدين من هكذا توتر يبقيان إسرائيل و"داعش".

وقال باسيل إن لبنان سوف يعمل إنطلاقا من سياسة الحكومة ومن دوره الطبيعي المبدئي على المساهمة في إرساء أجواء الحوار واعتماد الدبلوماسية بديلا من العنف والتحريض المذهبي وغيره كوسيلة لحل كل المشكلات وذلك إحقاقا لمصلحته الوطنية في تجنيب مكوناته هكذا انقسامات وفي تجنيب المنطقة إفرازات كهذه".

يذكر أن وزراء الخارجية العرب سيعقدون اجتماعا طارئا يوم الاحد المقبل في القاهرة بناء على طلب سعودي "لادانة انتهاكات ايران لحرمة سفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد وكذلك ادانة التدخلات الايرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية" بحسب نائب امين عام جامعة الدول العربية احمد بن حلي.

وكان التوتر قد تصاعد بين السعودية وايران منذ اعلان الرياض اعدام رجل الدين الشيعي نمر النمر مع 46 اخرين بتهمة "الارهاب" في الثاني من يناير الجاري حيث توعدت ايران السعودية بانها "ستدفع الثمن غاليا".

واعقب ذلك مهاجمة متظاهرين لسفارة السعودية في طهران واضرام النار فيها قبل أن تطاردهم الشرطة وتعتقل عددا منهم كما احرق متظاهرون اخرون القنصلية السعودية في مدينة مشهد.

وردت الرياض على طهران بسلسلة اتهامات واعلان قطع العلاقات الدبلوماسية ثم تلا ذلك اعلان البحرين والسودان وجيبوتي قطع العلاقات مع ايران واستدعاء الامارات والكويت وقطر السفراء في طهران وتخفيض تمثيلهم الدبلوماسي في ايران.