تعليق: أسباب تغيير أمريكا موقفها من الأزمة السورية مرة أخرى

قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جون كيربي يوم 27 أكتوبر الجاري أن أمريكا سعيدة بدعوة إيران للمشاركة في المفاوضات حول سوريا. مضيفا، أمريكا أدركت دور إيران في عملية الانتقال السياسي في سوريا.

دأبت أمريكا خلال 4 سنوات من الأزمة السورية على رفض مشاركة إيران في المفاوضات ذات الصلة ، وقد أثار التغيير المفاجئ لموقفها الكثير من التفسيرات. ويعتقد خبير روسي أن أمريكا تعيش مأزق في سوريا ما جعلها تمنح روسيا فرصة التدخل العسكري والتفكير في دعوة إيران للمشاركة في المفاوضات لحل الأزمة السورية. وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال ، أن دعوة أمريكا إيران للمشاركة في المفاوضات السورية جاء عن "حاجة".

في الواقع، هذا ليس أول تعديل تقوم به أمريكا في موقفها في سوريا مؤخرا، وإنما هناك تغيير هادئ في مواقفها حيال الرئيس السوري بشار الأسد أيضا. حيث كانت أمريكا مصرة على تنحي بشار الأسد سابقا، ولكن في الآونة الأخيرة،بات كيري يتحدث عن الانتقال السياسي دون طلب تنحي بشار فورا.

ويعقد المحللون أن العمليات العسكرية الأمريكية غير الفعالة في سوريا، وموجة اللاجئين في أوروبا وغيرها من العواقب غير المتوقعة الأسباب الرئيسية وراء دعوة أمريكا إيران للمشاركة في المفاوضات حول سوريا.

كما أن تعزيز روسيا حقها في الكلام بعد تدخلها العسكري في سوريا، جعل خيارات المفاوضات والحل السياسي أكثر أهمية في السياسة الخارجية الأمريكية. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أيضا أن التدخل الروسي القوي في سوريا في الأسابيع الأخيرة جعل الموقف الروسي في سوريا مهم جدا، وان دعوة إيران للمشاركة في المفاوضات حول سوريا هو نوع من الضغط على روسيا.

قال إيفوسيفو، كبير الباحثين في معهد روسيا وبلدان رابطة الدول المستقلة ، أن وقوع أمريكا في معضلة حول الأزمة السورية، وراء منح إيران وروسيا فرصة التدخل في الصراعات العسكرية في سوريا.

من الصعب تحديد دور إيران، ويبقى إمكانية مشاركتها في المفاوضات قيد المراقبة 

قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يوم 27 أكتوبر الجاري، أن مشاركة إيران في المفاوضات حول سوريا هي "ضرورة واضحة"، ولكن مشاركة إيران بحاجة إلي اعتراف جميع الدول المعنية من خلال التنسيق بين القوى الخارجية. ويؤكد لافروف على ضرورة توسيع نطاق المحادثات بشان القضية السورية، ومشاركة إيران ومصر ضروري من اجل تعزيز حل الأزمة السورية. ولكن ، تحذر المعارضة السورية من مشاركة إيران في المفاوضات وان انضمامها إلى محادثات فيينا سيجعلها أكثر تعقيدا.

وتعتقد بعض وسائل الإعلام، أن دعوة إيران للمشاركة في المحادثات هو تغيير مهم جدا في موقف أمريكا وحلفائها الغربيين، باعتبار إيران مؤيد وداعم الرئيس السوري بشار الاسد. وقال حسين أمير عبد اللهيان نائب وزير الخارجية الإيراني الأسبوع الماضي، أن الرئيس السوري بشار الأسد سيلعب دورا مهما في أي نوع من العمليات السياسية، وهدف إيران ليس إبقاء الأسد رئيسا لسوريا إلي الأبد، ولكن تدرك دوره في الوحدة الوطنية ومكافحة الإرهاب.

يصعب تحديد الدور الذي قد تلعبه إيران في الجولة جديدة من المحادثات حول سوريا. وتعتقد وسائل الإعلام الأمريكية عموما، أن المفاوضات المنعقدة في فيينا عبارة عن مؤتمر دولي للضغط على روسيا. ولا يمكن لهذه الجولة أن تحل أزمة سوريا التي طال أمدها، وقد كشف دبلوماسيون أوروبيون عن أن أفضل نتيجة هي التوصل إلى خارطة الطريق " حل سياسي بشأن الأزمة السورية و بناء نظام متعددة الأطراف دون بشار الأسد ". وان مشاركة إيران في المفاوضات حول سوريا ودور إيران وتفاعلها مع أمريكا يستحق اهتمام المجتمع الدولي. علاوة على ذلك، فإنه بعد الاتفاق النووي الايراني، تشعر إسرائيل وغيرها من الدول بقلق من أن يهدد رفع العقوبات على إيران استقرار المنطقة، وقد يزيد انضمام إيران إلى المحادثات حول سوريا من مخاوف هذه الدول.

وقال إيفوسيفو ، أن مشاركة إيران في الوساطة السورية ستساهم في مساعدة روسيا لتلعب دورا أكبر في حل الأزمة السورية، بالاضافة إلى رفع مستوى تأثيرات تحالف مكافحة الإرهاب بقيادة روسيا، لذلك سوف تسعى روسيا بنشاط تأييد بلدان أخرى في هذه المسالة.