إلتقى ممثلو، كل من أمريكا وروسيا وتركيا والسعودية في 23 أكتوبر الجاري بمدينة فيينا، للبحث عن مشروع لمعالجة الأزمة السورية، وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عقب اللقاء، أن المحادثات كانت "بنائة"، و "حققت نتائج". وقد يعد هذا الخبر أملا لمعالجة الأزمة السورية التي إندلعت منذ 4 سنوات.
تقارب في الموقف الأمريكي الروسي
"جلوس كل من أمريكا وروسيا وتركيا والسعودية على طاولة المفاوضات يعد في حد ذاته معجزة، حيث بدأ الجميع يدرك أن وقت معالجة الأزمة السورية قد حان." يشير رئيس مركز دراسات سياسات الشرق الأوسط بمعهد الدراسات الدولية بشنغهاي، لي واي جيان، في مقابلة مع صحيفة الشعب اليومية، ويرى أن هذا اللقاء يعد بداية، مايعني وجود إمكانية بين هذه الدول للتعاون في حل الأزمة السورية، وخاصة أمريكا وروسيا. وهذا التعاون يعد نتيجة للتدخل الروسي في سوريا قريبا.
ويضيف لي واي جيان بأن "مختلف الأطراف ماطلوا في القضايا المتعلقة بالأزمة السورية، على غرار، قضية اللاجئين ومقاومة الإرهاب وغيرها. لكن التدخل الروسي، جعل أمريكا تشعر بإلحاح معالجة الأزمة السورية." ورأى أن أمريكا أصبحت تخشى فقدان دورها القيادي في محاربة الإرهاب.
ويرى محللون وجود إختلاف في الأولويات بين أمريكا وروسيا على مستوى قضيتي تنحي بشار وضرب "تنظيم داعش". وخلال المؤتمر الصحفي الذي تلى لقاء فيينا، قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، أنه بالمقارنة مع البحث عن حل سياسي للحرب الأهلية السورية التي إندلعت منذ 4 سنوات وأزمة اللاجئيين التي تتدهور بإستمرار، لا تعد مسألة تنحي بشار الأسد أمرا بالغ الأهمية، وقال إن "توقيت وطريق تحي بشار يمكن التفاوض حولها."
لم تكن أمريكا وحدها التي غيرت موقفها، بل جذبت التصريحات الروسية عقب لقاء فيينا تجاه المعارضة السورية إنتباه المهتمين، حيث أشار وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في 24 من اكتوبر الجاري إلى أن روسيا على إستعداد لتقديم المساعدة العسكرية للمعارضة السورية لمحاربة تنظيم داعش المتطرف.
ويعتقد الخبراء، أن تصريحات لافروف جائت لتبديد الشكوك الغربية في العمليات الروسية لمحاربة الإرهاب في سوريا، وتركيز الجهود على موضوع مقاومة الإرهاب.
في إنتظار جهود متعددة
أبدت كل من أمريكا وروسيا إلى حد الآن رغبتهما في توسيع إطار المحادثات. وأشار كيري إلى أن الدول الأربعة قد تجتمع مرة أخرى في 30 أكتوبر الجاري، ومن المتوقع أن يتم توسيع إطار الأطراف المشاركة في الإجتماع. وحظيت هذه النقطة بموافقة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
رغم الخلافات العميقة بين مختلف الأطراف، لكن جلوسهم على طاولة التفاوض جعل الجميع يرون أملا في معالجة الأزمة السورية، مع ذلك لا تزال هناك العديد من الخلافات. ما يجعل مواصلة التفاوض وتقديم التنازلات تحديا مشتركا للدول الأربعة والدول الأخرى التي قد تلتحق بالمفاوضات.
وأشار لافروف إلى ضرورة دعوة كل من مصر وإيران في الإجتماعات القادمة. لكن، وكالة أسوشييتد برس الأمريكية ذكرت بأن كيري لم يقرر بعد دعوة إيران أما لا للمفاوضات. في حين، يكمن الخلاف الرئيسي في الموقف تجاه نظام بشار. وسبق لكيري أن أشار إلى وجود خلافات عميقة بين مختلف الأطراف حيال مستقبل بشار. حيث تساند كل من السعودية وتركيا قلب نظام الأسد، في حين تدعم روسيا بقائه .
مع تزايد عدد الدول المشاركة، ستتشكل آلية حل الأزمة السورية تدريجيا. وفي هذا السياق، يرى لي واي، أن أهمية الحوار بين هذه الدول تكمن في دفع تأسيس آلية دولية واسعة حول الأزمة السورية. "وهذا قد يتطلب دمج مزيد ن الدول الكبرى، بمافي ذلك بعض الدول الأقليمية الكبرى."
كما إقترح لافروف تشكيل آلية على شكل مجموعة 5+1 التي عالجت الملف النووي الإيراني، تتمتع بتمثيلية واسعة، وتعمل على دفع الحل السلمي للأزمة السورية.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn