بقلم/ قونغ تشان سي ، باحث بمركز الدراسات الدولية التابعة لوكالة الانباء شينخوا
بعد التوقيع على الاتفاق النووي بين ايران والمجموعة السداسية في بداية شهر يوليه، فتحت ايران الباب امام تطبيع العلاقات مع الغرب. وقام بعض القادة الاوروبيين بزيارة الى طهران في الايام الاخيرة ، وفيما يسعى وزير خارجية إيراني جواد ظريف الى تحسين العلاقات مع دول الخليج وخاصة المملكة العربية السعودية. كما قد تدخل الازمة السورية منعطفا جديدا في اطار المساعي الحميدة التي تبذلها كل من ايران وروسيا. وننتظر ان نرى ما تعكسه التغييرات الرئيسية في البيئة الدولية ومنطقة الشرق الأوسط على الدول المضطربة في المنطقة.
الانفتاح الدبلوماسي الجديد بين إيران والمغرب
بدأ حلفاء امريكا في اوروبا مثل المانيا وفرنسا وايطاليا بزيارات رفيعة المستوى الى طهران في الوقت الذي لا يزال الكونغرس الامريكي ينظر في القضية النووية الايرانية. وقال وزير الخارجية الإيطالي باولو جينتيلوني أن ايران قوة رئيسية في الحفاظ على السلام والاستقرار الاقليميين والمجتمع الدولي بحاجة الى مساعدة ايران.
وفي الوقت نفسه، تسعى ايران الى تحسين العلاقات مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج الاخرى ايضا. وقام وزير خارجية إيران جواد ظريف يوم 26 يوليه بزيارة الى الكويت وقطر. وشدد ظريف خلال زيارته الى قطر على ضرورة تعزيز التعاون المشترك بين دول المنطقة من اجل محاربة التطرف والارهاب، مؤكدا ان ايران مستعدة للعمل مع البلدان المجاورة لمواجهة التهديدات الارهابية، وسوف تواصل على تقديم المساعدات لمكافحة الارهاب في المنطقة. ورغم ان السلطة السنية في المملكة العربية السعودية لا تأمل في أن يكون الشيعة في أعلى هرم للسلطة في سوريا والعراق، لكن قلق المملكة الاكثر ازاء التهديد المباشر الذي يشكله تنظيم " الدولة الاسلامية" لأمنها. وقد قام وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بزيارة الى قطر يوم 25 يوليو الماضي استمرت عدة ساعات.
ان قيام المملكة العربية السعودية وإيران بزيارة رفيعة المستوى الى قطر، قد يكون إثبات وإبداء حسن النية بالتنسيق مع قطر، وبداية ظهور بعض التغيرات الطفيفة في العلاقات بين البلدين. ومن المتوقع ان يساعد تحسين العلاقات بين هاتين القوتين الاقليميتين على حل الازمة السورية وإنهاء الصراع في اليمن خطوة بخطوة.
نتطلع الى ان تساهم ايران في إخراج سوريا من الأزمة
يواجه الشرق الاوسط حاليا مشكلتين رئيسيتين هما الحرب ضد " الدولة الاسلامية" وتحقيق الاستقرار في سوريا. وقد طرحت ايران مؤخرا مبادرة تضمنت اربعة بنود لحل الازمة السورية: فرض وقف إطلاق النار في سوريا، تشكيل حكومة وحدة وطنية، إعادة تعديل الدستور السوري بما يتوافق وطمأنة الاقليات في سوريا، إجراء انتخابات بإشراف مراقبين دوليين. وتهدف مبادرة ايران الى انشاء حكومة الوحدة الوطنية لتحل محل اقتراح المطروح في المؤتمر الدولي في جنيف في يونيه 2012 المعني بتشكيل إدارة انتقالية لسوريا. وتعتبر ايران ان الادارة الانتقالية لا تأخذ بعين الاعتبار موقف الحكومة السورية، ولا تتفق مع القانون الدولي. كما أن اقتراح ايران بتشكيل حكومة وحدة وطنية مماثل لامتداد الحكومة الوطنية الذي طرحه الرئيس السوري بشار الاسد.
ومن جانبها ، تراقب روسيا عن كثب كيفية محاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" وكيفية حل مشاكل أزمة سوريا. حيث عقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووزير الخارجية السعودي عادل الجبير اجتماعين في بداية شهر اغسطس الماضي ، وتوصلا الجانبان الى توافق في بعض الاراء بشان كيفية التعاون في محاربة تنظيم " الدولة الاسلامية"، واتفقا على مواصلة المشاورات بشأن هذه المسالة في المستقبل. ومن ناحية اخرى، تعتقد روسيا ان الضربات الجوية وحدها لا تكفي لهزيمة تنظيم " الدولة الاسلامية"، وإنما ينبغي توحيد جميع القوى الموجودة للتغلب على التنظيم تماما. وتحقيقا لهذه الغاية ، دعا الجانب الروسي الى انشاء تحالف دولي واسع النطاق لمكافحة تنظيم " الدولة الاسلامية". وأعربت روسيا عن املها لانضمام تركيا والمملكة العربية السعودية والعراق ، قوات الحكومة السورية والأكراد الى التحالف، لكن رد المملكة العربية السعودية كان سلبيا.
تعتقد الامم المتحدة وروسيا ان حل الازمة السورية مرتبطة ببشار الاسد، في حين ان امريكا لا تزال ضد هذا النوع من الحل. وبالرغم من ان الحرب الاهلية في سوريا ادت الى حدوث اخطر ازمة انسانية تشهدها البشرية منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، بيد انه لا تزال امريكا وتركيا ودول الخليج يستبعدون نظام بشار الاسد من عملية السلام. وإن مثل هذا الاقتراح لن يتسبب في الاثار السلبية الخطيرة في سوريا فحسب ، وإنما يؤخر عملية محاربة تنظيم " الدولة الاسلامية"ايضا، مما يهدد الشرق الاوسط برمته.
اللعبة حول الازمة السورية مستمرة ، لكن الشعوب المحبة للسلام تتطلع الى ان تساهم ايران التي فتحت دبلوماسيتها بعد حل القضية النووية الايرانية الى المساعدة الجادة في خروج سوريا واليمن من الازمة وعودة منطقة الشرق الاوسط الى وضعها الطبيعي.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn