بقلم/ سو شياو خوي ،نائب مدير المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية التابع للمعهد الصيني للدراسات الدولية
دخلت السفينة الحربية الأمريكية يو إس إس لاسن المياه الواقعة بالقرب من جزر نانشا الصينية دون إذن من الحكومة الصينية وبطريقة غير مشروعة يوم 27 اكتوبر الجاري. وقد رصد الجانب الصيني وتتبع وأصدر تحذيرات للسفينة لاسن الامريكية وفقا للقانون الصيني.
ان مثل هذه التصرفات والممارسات الامريكية ليست مفاجئة. وقد ذكرت وسائل الاعلام الامريكية في وقت مبكر من شهر مايو من هذا العام أن الجيش الامريكي " سيتحدى" ما تقوم به الصين من استصلاح الاراضي في بحر الصين الجنوبي. كما تحدث وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر بشكل واضح عن نية امريكا إرسال طائرات تحلق فوق جزر صينية وسفن عسكرية أمريكية في المياه المعنية.
وبالرغم من ان امريكا ليست طرفا في بحر الصين الجنوبي، ألا انها لم تهدأ وطالما عمدت على " خلط المياه" مرارا وتكرارا. وتتجه امريكا منذ فترة طويلة صوب طرف واحد وتغض النظر عن ما فعلته فلبين وغيرها من الدول في بحر الصين الجنوبي، في حين في كثير من الاحيان تشكك في سيادة ومصالح الصين. وخاصة في الآونة الاخيرة، حيث هاجمت امريكا في العديد من المرات مشروعات بنائية صينية للجزر في المياه الصينية ، متهمة الصين بان لديها اغراض عسكرية. ودخول سفينة لاسن الامريكية الى بحر الصين الجنوبي للقيام بعمليات بحرية في المنطقة هذه المرة، يدفع بدور أمريكا من الخلف الى الأمام، ولا شك فيه بأن يكون وراءه اعتبارات استراتيجية.
أولا، امريكا منزعجة من احقية الصين في السيادة في بحر الصين الجنوبي، وقلقة من ان يؤثر ذلك على عملياتها في المنطقة، بما في ذلك الاستطلاعات المتكررة التي تعودت اجراءها في مياه بحر الصين الجنوبي. ولذلك، تتعمد امريكا لخلق وضع متوتر، بعملياتها البحرية وهدم ما تبنيه الصين في بحر الصين الجنوبي.
ثانيا، خدمة استراتيجية " إعادة التوازن في آسيا والمحيط الهادئ ". حيث ان تعزيز الوجود العسكري في المنطقة جزء مهم في الاستراتيجية الامريكية الإقليمية، وإن الوضع المتوتر في بحر الصين الجنوبي مبرر يسمح لزيادة التمويل العسكري الامريكي.
ثالثا، اغتنام امريكا الفرصة لتعزيز علاقاتها مع الحلفاء والشركاء الاقليميين. وقد تلقى إرسال امريكا سفن حربية الى المياه بالقرب من جزر نانشا الصينية في بحر الصين الجنوبي إشادة علنا من مسئولين فلبينيين بما فيهم رئيس هيئة الأركان الفلبيني، حتى انه اعرب عن استعداده الى العمل مع امريكا. كما تم تشجيع كبار المسؤولين في الجيش الامريكي اليابان قبل بضعة اشهر في توسيع الدوريات الجوية فوق بحر الصين الجنوبي، وتقديم المساعدات للفلبين ودول اخرى من حيث المعدات والتدريب والقتال. وهناك ابناء تسربت، بان امريكا تنوي سحب استراليا الى المشاركة في فريق الملاحة.
وبوضوح، فإن خلف مناداة امريكا بـ " حرية الملاحة" دوافع خفية. ومن المفارقات أن ما يسخن التوتر في بحر الصين الجنوبي ويشكل تهديدا لحرية الملاحة ليس امر اخر ، وإنما العمليات العسكرية الامريكية .
وكان الرد الصيني على استفزازات السفن الحربية الامريكية قويا وواضحا.
من المنظور الاساسي، ما فعلته الصين عادل ويقف أمام اختبار. وإن سيادة الصين وحقوقها في بحر الصين الجنوبي هي أشياء يثبتها التاريخ الطويل وتستند إلى القانون كما أنها حقوق قامت جميع الحكومات الصينية المتعاقبة بحمايتها والحفاظ عليها، لذلك فان الصين لا تحتاج لأن تقوم بدعمها عن طريق أعمال البناء التي تقوم بها. وأن الدوافع الأساسية وراء ما تقوم به الصين من بناء هو خدمة الأغراض المدنية مثل أعمال البحث والإنقاذ البحري ومنع وتخفيف آثار الكوارث ومساعدة أعمال الأرصاد الجوية والحفاظ على البيئة، فضلا عن تأمين الملاحة وصناعة الصيد في بحر الصين الجنوبي، ما يبين الدور الكبير والمسؤول الذي تلعبه الصين في المنطقة. وان الاعمال الصينية مشروعة وستقف امام كل الاتهامات التي لا اساس لها.
والصين لديها العزيمة والقدرة على الدفاع عن سيادة وأمن البلاد. وسلوك السفن الحربية الامريكية ذات الصلة يهدد امن ومصالح الصين، ويعرض سلامة الافراد والمنشآت في الشعاب المرجانية، وقد تعاملت الصين وفقا لذلك. وسوف تتخذ الصين جميع التدابير اللازمة للرد على أي سلوك غير لائق لأمريكا في بحر الصين الجنوبي مستقبلا.
الصين تأمل ان تبقى امريكا مستيقظة. في الواقع، هناك اصوات في داخل امريكا تشير باستمرار الى ان العمليات العسكرية الامريكية في بحر الصين الجنوبي يمكن ان تتسبب في ارتفاع خطر وقوع حوادث. بالإضافة الى ذلك، فإن بلدان الآسيان لا تنوي حطم وضع استقرار المنطقة.
كما تذكر الصين امريكا بان لا تنسى الوضع العام للعلاقات الصينية ـ الامريكية. حيث ينبغي على البلدين العمل معا لبناء علاقات جيدة بين قوى كبرى ويجب التركيز على تعزيز التعاون المتبادل المنفعة والتعامل بطريقة إيجابية مع الخلافات.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn