تعليق: الأسلوب الأمريكي في مكافحة الإرهاب يزيد المخاوف من تصاعد الإرهاب (2)

ثانيا، انتشار الارهاب في الشرق الاوسط هو أعراض لـ " مرض عربي"

يعاني العالم العربي في العصر الحديث من انتشار الاستعمار الغربي والاحباط في عملية التحديث. حيث تعاني معظم الدول العربية من التأخر في التنمية وصعوبة المعيشة، و بالرغم لامتلاك العالم العربي للنفط إلا أنه غير ملتحم مع العالم الخارجي و" خسر" في عملية العولمة. كما شهدت الثقافة ،الديانة المحلية اشتباكات عنيفة مع عملية الحداثة في العالم العربي ، ودائما ما تلقى جهود الابتكار قيود المحافظين السلطة السياسية والدينية، حتى أصبح العالم العربي " الرجل المريض" في الشرق الاوسط .

يحاول العالم العربي في الآونة الاخيرة استكشاف طريق التنمية في ما يسمى " الربيع العربي" . ومع ذلك، فإن " الثورة " ليس فقط لم تجلب الرفاه للدول العربية،وأنما فتحت ايضا " صندوق باندورا". وفي ظل موجة الاضطرابات و العرقية والطائفية المعقدة التي تشكل "دولة الفسيفساء" ، ضعفت الانظمة وتفتت المجتمعات في العالم العربي. ووقوع سوريا وليبيا واليمن وغيرها من البلدان العربية الاخرى في هاوية الصراع الطائفي والانقسامات العرقية. وأن بناء الدولة والتنمية الاقتصادية اساس القضاء على التربة الخصبة للارهاب.

ثالثا، قوى داخل وخارج المنطقة لا يمكن التخلص من المسئولية

شنت الدول الكبرى في الشرق الأوسط حرب بالوكالة في سوريا والعراق واليمن وغيرهم من الدول الاخرى من اجل حقوق طائفية في بعض بلدان الشرق الأوسط . وقد توسعت " الدولة الإسلامية " في ظل دعم بعض الدول للحرب الاهلية في سوريا والتميز الطائفي في العراق. وإن تخلى أمريكا عن العراق، وشرب السم لإطفاء العطش في سوريا ودعم المعارضة أهم سبب لنهوض قوات "الدولة الإسلامية". وأكبر مفارقة في مكافحة الارهاب هي: الذين يساعدون على توسيع قوات " الدولة الاسلامية"، هم نفسهم يتحالفون من اجل مكافحة الارهاب بقيادة " الاخ الأكبر" أمريكا. والمثير اكثر للحيرة هو أنه ليس للمرة الاولى التي تشعر هذه الدول فيها بالعجز، لأن صعود منظمة " القاعدة" هو نفسه " الدولة الإسلامية " اليوم.

ومع فهم سبب تفشى الإرهاب في الشرق الأوسط، لا يصعب علينا رؤية إن الحرب على الارهاب التي تقودها امريكا لا مبرر لها، كما تنتهك سيادة الدول الأخرى وتعمل على تخريب الانظمة. وإن استخدام القوة في مكافحة الارهاب وصفة طبية خاطئة وطريقة خاطئة للعلاج، ونتائجها واضحة. وعدم التغيير في سياسة الشرق الاوسط وإستراتيجية مكافحة الارهاب، سوف يجعل امريكا مثل الاساطير اليونانية، ودوران مكافحة الارهاب في حلقة مفرغة يزيد المخاوف من تصاعد الإرهاب . وإن عدم انهزام " الدولة الاسلامية" ، وإعلان جماعة تسمى "خراسان" ظهرت الأعوام الماضية كخلية في سوريا عن تنظيم هجمات إرهابية ضد امريكا أو منشآتها خارجية مثال على ذلك.