توصلت إسرائيل وحركة حماس إلى إتفاق لوقف إطلاق نار لمدة 72 ساعة في ظل وساطة مكثفة. وأشار وزير الخارجية جون كيري الذي يشارك في دفع التهدئة يوم 1 أغسطس الحالي إلى أن وقف إطلاق النهار لن يضمن إنهاء الصراع. ولم يمضى على إعلان الهدنة بعض سويعات حتى عادت إسرائيل وحماس إلى تبادل إطلاق النار.
وترى بعض وسائل الإعلام والتحليلات بأن فشل جهود أمريكا المستمرة في تنفيذ وقف لإطلاق النار، يعكس تراجع نفوذ وعدد حلفاء أمريكا في ظل الوضع الجديد في الشرق الأوسط.
صعوبة الوساطة
"ليس هناك شك في أن نفوذ أمريكا داخل الدول العربية قد تراجع،" يقول السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل ومصر، دانيال كوردس.
في هذا السياق، ذكرت وكالة رويترز أن عدم رغبة أمريكا في التدخل بشكل إيجابي في سوريا والوضع غير المستقر في العراق مؤخرا، قد أضر بمصداقية أمريكا في الشرق الأوسط. كما أن مشاركة أمريكا في المحادثات النووية الإيرانية قد أثار خشية بعض الدول العربية، من عودة الروابط المباشرة بين واشنطن وطهران.
ويعتقد كوردس أن بعض دول الشرق الأوسط بدأت تعي بأنها لن تدفع أي ثمن لرفض مطالب أمريكا؛ من جهة أخرى، تبدو أمريكا وكأنها لم تفهم جيدا الوضع المعقد في المنطقة. مثلا، ذكرت وكالة رويتروز، أن جون كيري قد خضع هو ومعاونه للتفتيش أثناء زيارته لمصر في 22 يوليو الماضي للقاء عبدالفتاح السيسي، وهو ما يخالف الأعراف الدبلوماسية.
تغير الحلفاء
وفي ظل سعيها للوساطة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، تواجه أمريكا مشكلة أخرى، تتمثل في إختلاف مواقف الدول العربية تجاه حماس. حيث توجد علاقة قوية حركة حماس والإخوان المسلمين، في حين تعتبر العديد من دول الشرق الأوسط الإخوان خطرا على نظامهم. مثلا، في مصر، تولى عبد الفتاح السيسي الرئاسة بعد أن إنقلب على حكم الرئيس السابق، وتعهد خلال الحملة الإنتخابية وبعد توليه الرئاسة بضرب الإخوان. وقد رفضت حماس المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار.
"لقد تحولت مصر من كونها وسيطا ذو مصداقية، إلى أحد أطراف الأزمة. والسبب في ذلك يعود إلى التفكير من منطلق مصالحها الخاصة والخلافات بينها وبين حماس." يشير المحلل الدبلوماسي الأمريكي روب دانين، الذي سبق له أن عمل في وزارة الخارجية الأمريكية.
وفي ظل هذا الوضع، لم يبق لكيري غير التحول لقطر وتركيا المتعاطفان مع حماس، وحثهما على إقناع حماس بقبول وقف إطلاق النار. وقد دعى جون كيري نهاية الأسبوع الماضي، صحبة وزراء خارجية كل من قطر، تركيا، بريطانيا، فرنسا، ألمانيا وإيطاليا إلى تمديد هدنة نفذتها إسرائيل بـ 12 ساعة.
لكن هذا النداء المشترك لم يشهد مشاركة الحكومة الفلسطينية، كما لم يشهد حضور مصر أو السعودية وغيرها من دول الخليج، وهو ما يعكس غضب حلفاء أمريكا في الخليج.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn