بيروت 16 سبتمبر 2014 / أقيم اليوم (الثلاثاء) بجامع محمد الأمين وسط بيروت حفل تنصيب مفتي لبنان الجديد الشيخ عبد اللطيف دريان، بحضور رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام وشخصيات سياسية ودبلوماسيين عرب وأجانب.
وقال المفتي الجديد في كلمة خلال حفل تنصيبه الذي حضره أيضا مفتي مصر شوقي علام، ورؤساء الطوائف اللبنانية وممثل للعاهل السعودي اليوم "إن الظروف التي تمر بها منطقتنا، ويمر بها ديننا، وتمر بها بلادنا وأمتنا (..) تستدعي نضالا ترتفع فيه كلمة الحق والخير والاعتدال في وجه التطرف".
وتابع أنه "في أقل من خمس سنوات سقط في ديارنا العربية أكثر من نصف مليون قتيل معظمهم من المدنيين العزل، وضعف هذا العدد من الجرحى والمقعدين، وتهجر أكثر من 10 ملايين (..) وذلك في أفظع جريمتين عرفهما عالم الإنسان (..) القتل في الدين والإخراج من الديار".
وتساءل مستنكرا "لماذا يكون على المسيحيين أو على الايزيديين أو على السنة أو على الشيعة أو على غيرهم أن يواجهوا القتل والتهجير بسبب الدين أو المذهب من جانب عصائب ضالة ومضلة باسم الدين أو باسم المذهب أو باسم شهوات السلطة والثروة والإمبراطورية".
ودعا دريان إلى مواجهة هذه الجرائم، قائلا "لدينا نحن أهل العلم والدين أمرا إلهيا بمواجهة هذه الجرائم (..) بالدعوة إلى الخير".
وانتخب دريان مفتيا للبنان في مطلع أغسطس الماضي خلفا للمفتي محمد رشيد قباني الذي تولى المنصب في عام 1996، وذلك بعد أزمة في البلاد كادت أن تصل إلى حد وجود مفتيين في لبنان إلا أن مبادرة مصرية نجحت في حلها.
وتم الاتفاق على انتخاب دريان مفتيا للبنان وتكريم المفتي السابق والعمل على تحقيق مصالحة بينه وبين خصومه تجنبا لشق صف الطائفة السنية في لبنان، وذلك بعد ما شهد لبنان وجود مجلسين شرعيين أحدهما كان ممدا له ومناهضا لقباني والثاني منتخب تحت إشرافه.
ودعا مفتي مصر في كلمة إلى "جمع الصف اللبناني ونشر الاعتدال والتعايش بين مختلف الطوائف وكذلك نبذ التطرف والإرهاب".
ورأى "أن لبنان في أمس الحاجة إلى تحقيق تواصل وتفاهم أكبر في العلاقات الإسلامية/الإسلامية، والإسلامية/المسيحية مما يتطلب فكرا ومبادرات إصلاحية كبرى".
وقال رئيس الوزراء اللبناني "إن الإسلام يتعرض لهجمة شرسة من جماعات تكفيرية ظلامية"، مؤكدا "أن المسؤولية الأكبر في محاربة جذور هذا الفكر التكفيري تقع على عاتق دار الفتوى والمؤسسات الدينية".
ودعا المسلمين اللبنانيين والعرب إلى "خوض معركة تثبيت المسيحيين في أرضهم والحرص على وجودهم وفاعليتهم في لبنان والعالم العربي بعيدا عن الإحباط والحرمان والخوف من المستقبل".
وإثر انتهاء الحفل توجه رئيس الوزراء اللبناني والمفتي الجديد إلى دار الفتوى، حيث استقبلتهم حشود من مختلف المناطق اللبنانية.
وصباح الأربعاء سيقام حفل تسليم وتسلم بين المفتيين الحالي والسابق في دار الفتوى، يستقبل بعده الأول مفتي الديار المصرية.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn