هيئة العلماء المسلمين في لبنان تعلق وساطتها حول العسكريين المختطفين لدى جماعات مسلحة سورية أصولية

بيروت 22 أغسطس 2014 / أعلنت (هيئة العلماء المسلمين) في لبنان هنا اليوم (الجمعة) عن تعليق وساطتها بشأن إطلاق عناصر الجيش والقوى الأمنية اللبنانية المختطفين منذ مطلع الشهر الجاري من قبل جماعات مسلحة أصولية سورية في مرتفعات بلدة (عرسال) الحدودية مع سوريا في منطقة البقاع الشمالي بشرق البلاد.

وقال عضو الهيئة الشيخ عدنان امامة للصحفيين عقب اجتماعه ووفد من الهيئة مع رئيس مجلس الوزراء تمام سلام إن "الهيئة قررت تعليق مبادرتها حاليا بانتظار نضوج ظروف أفضل إفساحا للمجال أمام أطراف أخرى قد تكون لها قدرة على تسوية ملف المخطوفين". وأشار إلى أن الهيئة بعد أحداث (عرسال) استشعرت خطر تمدد النار السورية إلى لبنان، وأنها حقنا لمزيد من الدماء البريئة، تقدمت بمبادرة حظيت بموافقة الحكومة اللبنانية ونجحت في نزع فتيل الفتنة في لبنان." وقال: "لا يخفى على أحد أن ملفا بهذا الحجم والتعقيد فيه صعوبات كثيرة وتحديات أكبر من قدرة الهيئة منفردة. لذا إرتأت الهيئة تعليق وساطتها مبدئيا." وأشار أمامة إلى أن الهيئة "وضعت إمكاناتها بتصرف رئيس الحكومة ومجلس الوزراء وقيادة الجيش اللبناني لتلبية أي واجب وطني وإنساني تجاه لبنان واللبنانيين". ولفت إلى أن الهيئة " تشكر كل من ساهم وساعد في ما وصلت إليه من حقن للدماء وإطلاق لبعض المحتجزين وحفظا للوطن ودرءاً للفتنة."

وقال إن الهيئة "تتمنى على وسائل الاعلام التعاطي مع هذا الملف الحساس بمسؤولية بالغة وبروح وطنية جامعة حرصا على سلامة العسكريين ومشاعر ذويهم." وكانت (هيئة العلماء المسلمين) قد سعت خلال الأحداث التي اندلعت في بلدة (عرسال) إلى وقف الاشتباكات بين الجيش اللبناني وجماعات المسلحين السوريين الأصولية وإلى انسحاب هؤلاء إلى مرتفعات سلسلة الجبال الشرقية على الحدود اللبنانية/السورية ودخول الجيش الى البلدة. كما سعت (هيئة العلماء المسلمين) بعد انسحاب المسلحين وتوقف الاشتباكات في (عرسال) إلى القيام بوساطة بين الحكومة والجماعات المسلحة ، حيث تمكنت من إعادة 8 أسرى كان قد تم احتجازهم لدى تنظيم (جبهة النصرة) فيما كانت تواصل المفاوضات جارية لاعادة 29 عسكريا من الجيش والقوى الأمنية ما يزالون محتجزين لدى تنظيمي "جبهة النصرة" و"داعش". يذكر أن صحف محلية كانت قد تحدثت عن استعداد "النصرة" و"داعش" لمقايضة العسكريين المحتجزين بمعتقلين من التنظيمين لدى السلطات اللبنانية ، وعن إمكانية دخول دول إقليمية على خط الوساطة لإطلاق العسكريين.