اجتماع وزاري أمني لبناني يبحث احتياجات القوى الأمنية التي ستمول بهبة سعودية

بيروت 8 أغسطس 2014 / ترأس رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام هنا اليوم (الجمعة) اجتماعا لوزراء الدفاع والداخلية وقادة المؤسسات الأمنية حضره رئيس الوزراء السابق سعد الحريري تناول بحث الإحتياجات الملحة للجيش والقوى الأمنية التي سيتم تأمينها بموجب هبة سعودية بقيمة مليار دولار كان قررها الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز للبنان.

وذكر بيان صدر عن مكتب سلام أنه رحب بعودة الحريري إلى لبنان، ووصفها بأنها "خطوة كبيرة تنم عن حس وطني عال في هذه الظروف الدقيقة التي تمر بها البلاد." وأمل أن "تؤدي بادرة عودة الحريري إلى خلق أجواء ايجابية مواتية للتقارب بين اللبنانيين بما يؤدي إلى تحصين البلاد سياسياً وأمنياً إزاء الأوضاع التي تعيشها المنطقة". وكرر شكره للعاهل السعودي على الهبة الجديدة التي قدمها للبنان، معتبراً أنها "تعبر خير تعبير عن حرص الملك عبد الله والمملكة العربية السعودية على لبنان وتعزيز أمنه واستقراره وكل ما من شأنه تقوية مؤسساته الشرعية".

بدوره عرض الحريري بحسب البيان طبيعة الهبة السعودية التي تسلمها من الملك عبدالله بن عبد العزيز، موضحاً أنه "مؤتمن على إنفاقها في الوجهة المخصصة لها، وتقديمها كهبة عينية إلى الجيش والقوى الأمنية، بمتابعة سلام ومجلس الوزراء ووفق الأصول القانونية". وأضاف البيان أنه جرى النقاش حول المستلزمات التي تحتاجها القوى المسلحة اللبنانية من جيش وقوى أمنية، بشكل ملح وكيفية تلبيتها بشكل سريع ، كما طلب سلام من القادة الأمنيين المشاركين في الإجتماع المسارعة إلى إعداد كشوف بحاجاتهم بإشراف الوزراء المختصين.

وكان سلام قد تلقى اليوم اتصالا هاتفيا من العاهل السعودي ، أكد فيه دعمه للبنان وأمنه واستقرار وسيادته ، كما كان سلام تبلغ في وقت سابق من اليوم من الحريري قرار الملك السعودي تقديم مليار دولار مخصصة لتلبية الحاجات الملحة للقوى الأمنية اللبنانية ،والتي وضعها الملك في عهدة الحريري.

إلى ذلك أكد وزير الداخلية نهاد المشنوق في تصريح للصحفيين بعد الاجتماع بأن "الاجتماع كان ممتازا وأن الهبة السعودية أكثر من كافية لتأمين أمن بلد صغير كلبنان"، مشيرا إلى أن "آليات تنفيذ الهبة ستناقش بمجلس الوزراء كأي هبة أخرى." بدوره لفت قائد الجيش العماد جان قهوجي في تصريح للصحفيين إلى أنه تم عرض احتياجات الجيش في الاجتماع وأنه طلب طائرات لمكافحة الإرهاب، مشيرا إلى أن "الهبة كفيلة بتسليح الجيش في مواجهة الإرهاب". وأكد قهوجي أن "الجيش دخل إلى بلدة (عرسال) وأن أحداً لا يمنعه من دخولها" ،مشيرا إلى "قناعته بأن الجنود المخطوفين باتوا خارج البلدة".

وكان مسلحون سوريون ينتمون لجماعات أصولية قد انسحبوا يوم أمس (الخميس) من بلدة (عرسال) الحدودية في شرق لبنان باتجاه الحدود السورية، بعد 5 أيام من المعارك مع الجيش اللبناني الذي بسط سيطرته على مداخل البلدة والتلال المحيطة بها.ويحتجز المسلحون 19 جنديا من أصل 22 كان الجيش فقد الاتصال بهم، وذلك بعد الإفراج عن 3 منهم، إضافة إلى الإفراج عن 3 عناصر من قوى الأمن الداخلي، من أصل 20 عنصرا كانوا احتجزوا يوم (السبت) الماضي في أول أيام المعارك. وكان المسلحون أطلقوا سراح ثلاثة عناصر من قوى الأمن الداخلي أول من أمس، تنفيذا لاتفاق بادرت إليه (هيئة العلماء المسلمين) التي نجحت وساطتها على مدى يومين بتطبيق هدنة مكنت جماعات المسلحين من الانسحاب إلى الحدود ، في حين تواصل الهيئة اتصالاتها للافراج عن باقي العسكريين المحتجزين.