شهدت الصين سلسلة من الأنشطة الدبلوماسية المكثفة مؤخراً، حيث زار قادة كل من فيتنام وباكستان وتنزانيا وألمانيا بكين خلال الفترة من 30 أكتوبر إلى 4 نوفمبر، وتمت خلالها لقاءات ومحادثات وتوقيع لاتفاقيات ووثائق التعاون.
خلقت جولة الزيارات هذه العديد من "الأوائل" – منها، اختيار الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الفيتنامي نغوين فو ترونغ، الصين في أول زيارة له بعد المؤتمر الوطني الثالث عشر للحزب الشيوعي الفيتنامي، كما تعد زيارة رئيس وزراء باكستان محمد شبهاز شريف، والرئيسة التنزانية سامية صولوحو حسن والمستشار الألماني أولاف شولتس إلى الصين هي الأولى بعد توليهم منصبهم الجديد.
وقد حصدت التبادلات الصادقة والودية ثمارها، حيث أصدرت الصين وفيتنام البيان المشترك حول تعزيز وتعميق الشراكة التعاونية الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، وتوصلت الصين وباكستان إلى توافق واسع بشأن البناء المشترك عالي الجودة لمبادرة الحزام والطريق، وتنفيذ مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي، كما رفعت الصين وتنزانيا علاقاتهما الثنائية إلى مستوى شراكة تعاون استراتيجية شاملة، وتجري الصين وألمانيا اتصالات متعمقة بشأن العلاقات الثنائية والقضايا الهامة ذات الاهتمام المشترك.
"إن إصرار الصين على تكوين صداقات وتوسيع دائرة الأصدقاء ممارسة لم تتغير. وفي ظل التغيرات الدولية المعقدة، لم يتغير الاتجاه العالم للصين لتعميق التعاون مع الدول الأخرى وتحقيق نتائج مفيدة للجميع." قالت سو شياو هوي، باحثة مشاركة في معهد الصين للدراسات الدولية.
وتتضمن هذه الموجة من الأنشطة الدبلوماسية في الخريف الذهبي، التفكير الصيني في تعزيز تنمية العلاقات الشاملة بين الصين والمناطق ذات الصلة.
قال قوه يانغ ون، مدير معهد الدراسات الآسيوية بجامعة الشؤون الخارجية الصينية، إن فيتنام وباكستان جارتان مهمتان للصين في جنوب شرق آسيا وجنوب آسيا على التوالي، وفيتنام دولة مهمة في الآسيان، ولم يخطط التفاعل الثنائي لآفاق تنمية العلاقات بين الصين وفيتنام والصين وباكستان فحسب، بل حقّق زخمًا قويًا في تنمية علاقات الصين مع هاتين المنطقتين وبناء مجتمع مصير مشترك لجيرانها أيضًا.
اقترح الرئيس شي جين بينغ خلال زيارته إلى تنزانيا في عام 2013، أن يلتزم تعاون الصين مع الدول الأفريقية بمفهوم الشفافية والعملية والحميمية والصدق، وقد أصبح هذا المفهوم الأساسي للسياسة الذي يوجه تضامن الصين وتعاونها مع الدول النامية. وتعتقد سو شياو هوي أن هذا التبادل رفيع المستوى بين الصين وتنزانيا هو تفسير حي آخر لمفهوم الشفافية والعملية والحميمية والصدق، والذي يعكس تمامًا اهتمام الصين واحترامها للدول الأفريقية، ويظهر صدق الصين في تعزيز التضامن والتعاون مع الدول النامية.
وقالت سو شياو هوى إن تطوير العلاقات الصينية ـ الألمانية سيعزز بشكل إيجابي التطور المستقر للعلاقات الصينية الأوروبية. والمستشارة الألماني هو أول زعيم أوروبي يزور الصين، والقادة الصينيون والألمان لديهم تواصل وحوار مباشر وجها لوجه، الأمر الذي لم يتصد بقوة لمغالطة "الانفصال" فحسب، بل بمثابة نموذج للدول الأوروبية الأخرى للتفاعل بشكل إيجابي مع الصين أيضا.
وقال قوه يانغ ون: "من الواضح أن القادة السياسيين ورجال الأعمال على حد سواء لديهم فهم واضح لأهمية التعاون مع الصين".