تعتزم سفارة جمهورية الصين الشعبية في سلطنة عُمان، وضع حجر الأساس للنصب التذكاري للبحّار الصيني المُسلم تشنغ خه (معروف عربيًا باسم: حجي محمود شمس الدين)، وذلك في ولاية صلالة بمحافظة ظفار، يوم الثلاثاء 8 نوفمبر.
وبحسب دعوة تلقتها "الرؤية" لحضور المناسبة، أكدت السفارة أنَّ الهدف من إنشاء هذا النصب التذكاري، دعم علاقات الصداقة بين سلطنة عمان وجمهورية الصين الشعبية، بما يضمن بناء مستقبل أكثر ازدهارًا، ويعزز من روابط الصداقة بين الشعبين العماني والصيني.
وكانت سلطنة عُمان قد أقامت في 2018 نصبًا تذكاريًا لـ"سفينة صحار" بمناسبة مرور 40 عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين السلطنة وجمهورية الصين الشعبية الصديقة.
والبحار الصيني المُسلم تشنغ خه حطَّ الرحال في ظفار قبل 600 سنة، عندما بدأ رحلاته البحرية في قارتي آسيا وأفريقيا والخليج العربي والبحر الأحمر، واستغرقت هذه الرحلات- وعددها 7 بحسب مؤرخين- 28 عامًا، أسهم خلالها في تعزيز التجارة بين الصين وسلطنة عُمان من خلال جلب منتجات الحرير والمجوهرات والعقاقير الطبية التي كانت تشتهر بها الصين آنذاك.
ويأتي هذا النصب التذكاري اعترافًا بمكانة هذا البحار الصيني في توثيق عُرى التعاون والتبادل التجاري بين عُمان والصين قبل ما يزيد عن 6 قرون؛ حيث قام برحلات بحرية بأوامر من الإمبراطور الصنيي. وتذكر مصادر تاريخية أن البحارة الصيني تشنغ خه قاد أسطولًا- وُصف بأنه الأضخم في العالم حينذاك- مؤلفًا من 27800 شخص، معظمهم من الضباط والجنود والملاحين والمترجمين والعلماء، وضم الأسطول 62 سفينة للبضائع والمجوهرات و700 سفينة للخيول و240 سفينة للمؤن و300 سفينة للجنود و100 بارجة حربية.
يشار إلى أن تشنغ خه وُلِدَ عام 1371 ميلادية في مقاطعة يونان بجنوب غرب الصين، واسمه الحقيقي (ما خه)، واشتقت العائلة اسمها "ما" من الترجمة الصينية لاسم رسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، وتعود أصول تشنغ خه لأسرة مسلمة من عرقية الهوي الصينية، والتي حكمت مقاطعة يونان في حقب سابقة. وتشير مصادر تاريخية أن أسرة خه تنحدر من الحاكم المغولي شمس الدين عمر.