الصين تعزز بناء التعايش المتناغم بين الإنسان والطبيعة

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/  2022:11:02.16:32

تساعد الصين بخبرتها الناضجة في مكافحة التصحر العديد من الدول الإفريقية على بناء "السور الأخضر العظيم" وتعزز قدرة هذه البلدان على مقاومة توسع الصحراء الكبرى جنوبا؛ وتستثمر الشركات الصينية في بناء محطات توليد الطاقة الكهروضوئية الأرضية في حديقة جناح للطاقة الشمسية باهاوالبور البنجاب، لمساعدة باكستان على حل مشكلة إمدادات الطاقة المحلية بالطاقة النظيفة ؛ وفي لاوس، دخلت معدات الطاقة الجديدة والأنظمة الذكية الرقمية في العاصمة فيينتيان حيّز العمل، بما يساعد على دفع التنمية في هذا البلد. وتلتزم الصين في العصر الجديد بالتنمية الخضراء وتتعاون مع الدول الأخرى لكتابة المزيد من قصص التنمية الخضراء منخفضة الكربون، وتعزيز بناء الحضارة البيئية العالمية.

تضع الصين بناء الحضارة البيئية في مكانة بارزة في العمل العام، وسارت في طريق التنمية الحضارية الذي يراوح بين تطوير الإنتاج والحياة والبيئة. وخلال السنوات العشر الماضية، حققت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الصين انخفاضا بـ 34% لكل وحدة من الناتج المحلي الإجمالي، وتراجعت نسبة الفحم في استهلاك الطاقة الأولية من 68.5٪ إلى 56٪. واليوم، تحتل الصين المرتبة الأولى عالميا من حيث حجم تطوير الطاقة المتجددة واستخدامها وإنتاج وبيع مركبات الطاقة الجديدة. وارتفع معدل تغطية الغابات في الصين إلى 24.02٪، مما يمثل ربع مساحة الغابات الجديدة خلال العقد الماضي. وأطلقت الصين أكبر سوق لتجارة انبعاثات الكربون في العالم، وأصبحت البيئة الخضراء بشكل متزايد أساسًا للتنمية عالية الجودة.

تمارس الصين التعددية وتسعى جاهدة لبناء نظام إدارة بيئية عالمي، عادل ومعقول ومربح للجميع. وخلال الاجتماعات متعددة الأطراف، مثل مؤتمر باريس لتغير المناخ، وقمة الطموح المناخ ، وقمة القادة للمناخ، وقمة الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي،وقمة القادة للاجتماع الـ15 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية التنوع البيولوجي ، قدّمت الصين سلسلة من الأقتراحات الرامية إلى تعزيز الإدارة البيئية العالمية. وحثت جميع الأطراف على الحفاظ على الإجماع متعدد الأطراف، والتركيز على الإجراءات البراغماتية، وتسريع التحول الأخضر، وضخ ثقة وقوة مهمين في البناء المشترك لعالم نظيف وجميل. وقد أخذت الصين زمام المبادرة في إصدار "خطة الصين الوطنية للتنمية المستدامة لعام 2030"، ونفذت بشكل كامل وفعال اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ واتفاق باريس التابع لها، وأصبحت أكبر مساهم في الميزانية الأساسية للبلاد. وبادرت الصين بالسعي لتحقيق ذروة الكربون بحلول عام 2030 وحياد الكربون بحلول عام 2060، وهي عازمة على تحقيق أعلى نسبة انخفاض في كثافة انبعاثات الكربون في العالم، وتحقيق التحول من ذروة الكربون إلى حياد الكربون في أقصر وقت ممكن.

في ظل التحدّيات المناخية الخطيرة، يجد البشر أنفسهم أمام مصير مشترك. إذ ليس هناك بلد باستطاعته أن يواجه هذه التحدّيات بنفسه، وعليه فإن التعاون الدولي أصبح ضروريا من أجل الحد من تغيرات المناخ. وفي هذا الصدد، قامت الصين بإنشاء صندوق التعاون بين بلدان الجنوب للحد من التغيرات المناخية وصندوق كونمينغ للتنوع البيولوجي لتقديم الدعم لبلدان جزر المحيط الهادئ للتصدي لظاهرة التغيّر المناخي، ودمج مشاريع التنمية الخضراء في "المشاريع التسعة" المنفذة بشكل مشترك من قبل الصين وأفريقيا. ولدمج تغير المناخ والتنمية الخضراء في مجالات التعاون الرئيسية في مبادرات التنمية العالمية، تعتبر الصين التعاون في مجال الحضارة البيئية المحتوى الرئيسي للبناء المشترك لـ "الحزام والطريق"، وقد أطلقت سلسلة من مبادرات العمل الأخضر، واعتمدت سلسلة من الإجراءات مثل البنية التحتية الخضراء، والطاقة الخضراء، والنقل الأخضر، والتمويل لمواصلة إفادة دول "الحزام والطريق".

يعد التعايش المتناغم بين الإنسان والطبيعة أحد الخصائص الصينية للتحديث على النمط الصيني. وفي المسيرة الجديدة، ستعمل الصين على تسريع التحول الأخضر لنمط التنمية، وتعزز الوقاية من التلوث البيئي وتحسين تنوع النظم البيئية واستقرارها واستدامتها، والعمل بنشاط وثبات على تحييد الكربون، ومواصلة تعزيز بناء الصين الجميلة. وستستمر الصين في تحمل المسؤولية تجاه الحضارة الإنسانية، والاستجابة بنشاط لتحديات تغير المناخ، والعمل على بناء نمط جديد من التعايش المتناغم بين الإنسان والطبيعة، وتقديم مساهمات جديدة لبناء بيئة نظيفة وحيوية.