إذا ذكرنا بعض المهن مثل موظفو خدمات الطاقة المتكاملة وفنيو هندسة الطاقة الحرارية المعدنية وفنيو هندسة الصرف الصحي البيئي فإننا نرى بأن هذه المهن تتميز بخاصية مشتركة وهي كلها "مهن خضراء". أعلنت مؤخرا وزارة الموارد البشرية والضمان الاجتماعي الصينية لجماهير الشعب عن أحدث نسخة لها من كتاب "التصنيف المهني في جمهورية الصين الشعبية" المنقح حديثا، وتميزت النسخة الجديدة منه بظهور 133 مهنة خضراء إضافة إلى الـ 127 مهنة التي كانت متواجدة أساسا في طبعة عام 2015. وفي إطار تحقيق هدف بلوغ ذروة وحياد الكربون، ظهر عدد من المهن الخضراء الجديدة مما أدى باستمرار إلى توسيع نطاق جديد للتوظيف والتنمية.
تتميز الأنشطة المهنية الخضراء بخصائص "حماية البيئة وانخفاض الكربون وإعادة التدوير"، وتولي اهتماما للتنمية المستدامة للإنتاج والحياة والبيئة الإيكولوجية. وتشمل هذه المهن بالأساس الأعمال المتعلقة برصد البيئة الإيكولوجية وحمايتها والحوكمة الشاملة، وإنتاج الطاقة الخضراء الجديدة، وإعادة تدوير النفايات واستخدامها، والبحوث العلمية ذات الصلة، والبحث والتطوير التكنولوجي وتخطيط التصميم.
إن التنمية الخضراء هي مطلب لا مفر منه لبناء نظام اقتصادي حديث عالي الجودة وحل أساسي لمشكلة التلوث. كما أن تعزيز هذه التنمية لا ينفصل عن دعم الصناعات الخضراء والمواهب ذات الصلة. يحتل مقياس تطوير واستخدام الطاقة المتجددة في الصين المرتبة الأولى في العالم، وتم إطلاق أكبر سوق لتجارة انبعاثات الكربون في العالم رسميا في الصين العام الماضي. وقد نشأت وظائف خضراء مثل "أخصائي قياس بالوعات الكربون" و "محسن جودة الفحم"، مدفوعة بالطلب السوقي ذي الصلة.
ومع كل مهنة جديدة تأتي فرص جديدة. حيث أنه خلال فترة "الخطة الخمسية ال 14"، أخذ بناء الحضارة الايكولوجية في الصين اتجاها استراتيجيا نحو خفض الكربون، وتعزيز التآزر بين الحد من التلوث والحد من الكربون، وتعزيز التحول الأخضر الشامل للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتحقيق تحسين جودة البيئة الإيكولوجية من التغيير الكمي إلى التغيير النوعي. ووفقا للبيانات، من المتوقع أن يتراوح عدد المواهب التي تحتاجها الصين خلال فترة الخطة الخمسية الرابعة عشرة بين 550 ألفا ومليون شخص للعمل في مجال تحقيق ذروة وحياد الكربون "أو ما يعرف بثنائية الكربون".
وقد وفر ظهور مهن جديدة للعمال المزيد من خيارات التوظيف وعكس التغيرات في وجهات نظر الناس بشأن العمالة. وفقا للمسح الذي تم القيام به، فإن ممارسي المهن الجديدة هم أساسا من الشباب، ويمثل موظفو ما بعد الثمانينات والتسعينات أكثر من 90٪. وسواء كانت المهنة "مستشارا في مجال كفاءة استخدام الطاقة وخفض الانبعاثات في المباني " أو "مرشد في مجال السفر"، أو "فني هندسة روبوتات" ، فهي تنتظر الشباب لإظهار مواهبهم وتحقيق أحلامهم في هذه المجالات.