الدوحة 21 سبتمبر 2022 (شينخوا) حذر الرئيس التنفيذي لمجموعة الخطوط الجوية القطرية أكبر الباكر اليوم (الأربعاء) من تعرض صناعة سياحة الطيران على مستوى العالم للخطر إذا استمر مزيج الأوضاع الاقتصادية والسياسية الحالية.
وأوضح الباكر خلال الندوة المالية العالمية لعام 2022، التي ينظمها الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) في الدوحة أن هناك عددا من التحديات المرتبطة بتلك الأوضاع والسياسات، مثل ارتفاع الضرائب ونقص إنتاج وقود الطيران المستدام.
وأضاف أن من بين تلك التحديات تحسين كفاءة استهلاك الوقود وانتقال الطاقة ونقص المواهب البشرية الضرورية لإدارة استدامة الطيران.
وأشار إلى اجتماع الجمعية العمومية الذي عقد بالدوحة في يونيو الماضي لمناقشة التحديات الأبرز والأهم على الساحة وهي القدرة على الصمود والاستمرار بعد مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19).
وأفاد بأنه رغم تلك التحديات يظهر على السفر الجوي علامات انتعاش، مشيرا إلى أن هناك حاجة لمواجهة التحديات العديدة التي ما تزال قائمة في إعادة النمو وتحقيق إمكاناته الاجتماعية والاقتصادية.
ونبه إلى أنه بينما يتعافى هذا القطاع، سيتطلب الهدف الجماعي المتمثل في تحقيق صافي انبعاثات كربون صفرية بحلول العام 2050 جهدا تعاونيا على مستوى الصناعة.
وأكد أن صناعة الطيران تلتزم التزاما تاما بجعل صافي انبعاثات الكربون تصل إلى "الصفر"، وأن شركات الطيران تتخذ في جميع أنحاء العالم بالفعل مجموعة واسعة من التدابير للحد من انبعاثات الطيران.
ودعا إلى عدم إلقاء اللوم على قطاع الطيران كمسبب رئيسي لظاهرة الاحتباس الحراري، لأنه يساهم بأقل من 3 بالمائة من مجمل الانبعاثات الكربونية، في حين أن شركات إنتاج الوقود لا تنتج الكميات الكافية من وقود الطيران المستدام.
وحدد الباكر نقاطا رئيسة لدعم انتعاش صناعة الطيران ومن بينها الإدارة المثلى للموارد المالية والتركيز بقوة على كفاءة استهلاك الوقود، معتبرا أن التصدي لتغير المناخ يتطلب شراكة حاسمة مع الحكومات عبر العالم، وأن هناك الكثير مما يمكن للسياسيين القيام به في هذا الصدد.
وتنعقد الندوة المالية العالمية، التي تستضيفها الخطوط الجوية القطرية، خلال يومي 21 و 22 سبتمبر الجاري بمشاركة أكثر من 50 متحدثا من الخبراء في قطاع الطيران والقطاع المالي، لمناقشة المسائل الاستراتيجية المتعلقة بالتوقعات المالية لقطاع الطيران واستدامته في المستقبل.
وتركز الندوة على إعادة رسم ملامح مرونة قطاع الطيران في العالم، في فترة التعافي من تداعيات (كوفيد-19) والقيود التي فرضتها الحكومات على أنشطة السفر على مدى العامين الماضيين.
وبحسب الخطوط القطرية، تشير التوقعات إلى إمكانية تراجع خسائر القطاع إلى 9.7 مليار دولار أمريكي هذا العام، بعد أن سجلت حوالي 180 مليار دولار أمريكي في عامي 2020 و2021.
وذكرت القطرية أن إلغاء القيود المفروضة في معظم الدول أدى إلى زيادة الطلب على السفر، وبالتالي من المتوقع في العام 2024 عودة قطاع الطيران إلى مستويات ما قبل كوفيد-19 مع إمكانية تحقيق الأرباح خلال العام 2023.
ولفتت إلى ارتفاع مستويات ديون شركات الطيران بسبب اضطرارها للاقتراض لتتمكن من تجاوز هذه الأزمة، ما جعل الإدارات المالية في قطاع الطيران تواجه العديد من التحديات، في الوقت الذي يحاول فيه القطاع تحقيق التزاماته للوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول العام 2050.