مظلة الورق الزيتي الصينية.. سحر التراث الثقافي غير المادي

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/  2022:09:15.13:37

15 سبتمبر 2022/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ ون شي شان، البالغ من العمر 59 عاماً، وريث مظلة ورقية زيتية في فويانغ بمقاطعة تشجيانغ، حمل هذه التقنية على أعناقه لأكثر من 30 عاماً. ولا يحب الشباب مظلاته المصنوعة من الورق الزيتي فحسب، وإنما جذبت العديد من مستخدمي الإنترنت في الخارج أيضاً، حيث يتم تصديرها إلى اليابان وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة وأوروبا والشرق الأوسط ودول ومناطق أخرى.

تعد حرفة صناعة المظلة الورقية الزيتية من الصناعات الصينية القديمة يعود تاريخها إلى آلاف السنين. ورث ون شي شان مهارات والده في صناعة مظلة ورق الزيت عندما كان في العشرينات من عمره. في ذلك الوقت، كانت تواجه المظلات المصنوعة من الورق الزيتي أزمة ميراث، وكاد أن يقضى على المنتوج من قبل السوق، كما كان هناك عدد قليل من الحرفيين أو المشترين المظليين في القرية. ولم يتراجع ون شي شان في مواجهة مثل هذا الوضع، فقد كان مصمماً على أن يكون "البطل" في هذه الصناعة. وبدأ ون شي شان في مشروعه بشقين: الشق الأول هو تحسين جودة مظلة الورق الزيتي، بحيث يمكن تحويلها من الضروريات اليومية إلى الحرف اليدوية، والشق الأخر هو عرض مظلة الورق الزيتي لعدد أكبر من الناس، بحيث يمكنهم فهمها وحبها.

قال ون شي شان: "في ذلك الوقت، كانت المظلات المصنوعة من الورق الزيتي تُباع بشكل أساسي في مناطق سياحية، ولم تكن الحرفية والجودة عالية، أردت العمل بجد على الجودة فقط." وتتطلب صناعة المظلة الورقية الزيتية العادية أكثر من 70 عملية، في حين أن مظلة ون شي شان تتطلب 106 عملية".

اكتسبت مظلة ون شي شان الورقية شهرة في الخارج لأول مرة بمساعدة الإنترنت. في عام 2003، جنى ون شي شان أمواله الأولى من العملاء اليابانيين من خلال نشر صوره الخاصة لمظلات من الورق الزيتي على منصة للتجارة الإلكترونية. وبحرفية رائعة، تم التعرف على مظلات وين شي شان المصنوعة من ورق الزيت من قبل المزيد من العملاء الأجانب وتصديرها إلى الخارج، مما يوفر فرصًا لعرض الثقافة الصينية أيضًا. وفي يناير 2018، أخذ ون شي شان مظلة فويانغ لورق الزيتي إلى أثينا، اليونان، وشارك في أنشطة التبادل الثقافي المحلي.

مع انتشار حمى ارتداء هانفو (نوع من الملابس التقليدية الصينية) في الصين، أصبحت مظلة ورق الزيت العتيقة دعامة عرض لا غنى عنها أيضًا. وقد استمر ون شي شان في مواكبة اتجاه العصر وصنع العديد من المظلات المناسبة والمطابقة لهانفو. وفي حفل دوين على الطراز الوطني في عام 2020، هرع المشجعون المتحمسون إلى مكان الحدث من المدن الأخرى لالتقاط الصور مع ون شي شان، كما تم بيع أكثر من 200 مظلة من الورق الزيتي التي أحضرها. وفي مواجهة مثل هذا الحماس، كان ون شي شان سعيدًا جدًا: "هناك المزيد من الأشخاص الذين يحبون المظلات المصنوعة من الورق الزيتي، وسيكون الحرفيون العاملين في مظلة الورق الزيتي أكثر حماسًا".

في نظر ون شي شان، فإن مظلة الورق الزيتي ليست مجرد سلعة، ولكنها تحمل الثقافة الصينية التقليدية أيضًا.وقد ذهب إلى الجامعة لإلقاء محاضرات وإخبار الشباب عن القيمة الثقافية لمظلات الورق الزيتي. وقال ون شي شان إن المظلة بالحروف الصينية التقليدية تتكون من 5 أشخاص، كما أن “ورق الزيت" له نفس اللفظ "يوزي"(بمعنى كثرة الأبناء)، ويرمز شكل المظلة مستدير إلى التمنيات الطيبة للازدهار واللم الشمل. وهكذا اختلطت القيمة العملية والقيمة الثقافية لمظلات الورق الزيتي مع بعضها البعض في التطور التاريخي الطويل.

اليوم، أصبحت المظلات المصنوعة من الورق الزيتي جزءًا من حياة ون شي شان لفترة طويلة. وتلخص كل مظلة لنوايا خاصة، كما أن هذه الحرفية المليئة بالحب هي التي تجعل المهارة القديمة لمظلة الورق الزيتي أكثر شهرة.