مسيرة بحرية بمراكب ويخوت صغيرة في لبنان للتأكيد على حقوقه في مياهه ونفطه

صور، جنوب لبنان 4 سبتمبر 2022 (شينخوا) انطلقت اليوم (الأحد) مسيرة بحرية ضمت عشرات المراكب واليخوت الصغيرة والمتوسطة الحجم، هي الأولى من نوعها للتأكيد على حق لبنان في مياهه ونفطه.

وبدأت المسيرة من مرفأ العبدة شمالي لبنان مرورا بكافة المرافئ اللبنانية وصولا إلى مرفأ الناقورة في أقصى جنوب البلاد.

وشارك في المسيرة وجوه سياسية وحزبية وجمعيات بيئية وثقافية وتربوية ورياضية ونوادي بحرية وطلاب جامعات وحشد من اللبنانيين التقوا جميعا في نقطة محددة قبالة رأس الناقورة على مسافة عشرات الأمتار من الخط البحري الفاصل بين لبنان وإسرائيل.

وقال رئيس بلدية مدينة صور حسن دبوق، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن المسيرة البحرية نظمتها لجنة معروفة باسم "الحملة الأهلية لحماية الثروة الوطنية" بهدف التأكيد على حقوق لبنان المقدسة في الحصول على ثروته المائية والنفطية كاملة وعدم التفريط بشبر واحد من حدودنا البحرية والبرية.

وتابع دبوق أن الرحلة تشكل لفتة وطنية بامتياز وتعبر عن العمق الحقيقي للوطنية الحقة، مشيرا إلى أن المشاركين رفعوا خلال المسيرة الأعلام اللبنانية فقط.

من جهته، قال رئيس اللجنة المنظمة هاني سليمان، لـ((شينخوا)) إن "هذا النشاط الوطني الجامع يعبر عن قضية وطنية كبيرة ومحقة من قضايا وطننا لبنان".

وأضاف أن "الرحلة البحرية جاءت للتأكيد على أحقية لبنان في أرضة وحدوده البرية والبحرية وثرواته التي لا يمكن التفريط بها"، مشيرا إلى أنها "ستكون نمطا جديداً في العمل لمواجهة الأطماع الإسرائيلية بحراً وبرا".

وأشاد رئيس "هيئة ابناء العرقوب" محمد حمدان، الذي شارك في المسيرة بـ"التوجه الذي أجمع عليه جميع اللبنانيين وبات يشكل إطاراً نوعياً وجديداً من التحرك"، مطلقاً على هذه المسيرة اسم "رحلة التحدي للعدو الإسرائيلي".

وقال حمدان لـ((شينخوا)) إن "لبنان الصغير بحجمه، الكبير بشعبه ومقاومته سيبقى عصياً وممانعاً، ولن يتخلى عن كوب ماء من مياهه أو حبة تراب من أرضه وعن كل ثرواته النفطية من الناقورة وحتى أعالي تلال شبعا وكفرشوبا والغجر".

وفي الجانب الاسرائيلي المقابل، سجل استنفار واسع للبحرية الإسرائيلية، إذ انتشرت عدة زوارق حربية على مسافة قريبة من الخط الحدودي البحري، وعمل عناصرها على التقاط صور للمسيرة اللبنانية.

كما حلقت مسيرة إسرائيلية في أجواء منطقة الناقورة على ارتفاع عال دون أن تخرق أجواء الخط الحدودي البحري.

وبدأ الجيش الإسرائيلي في وقت سابق اليوم تمرينا عسكريا على الحدود مع لبنان، وسط تصاعد التوتر بسبب حقل كاريش للغاز الطبيعي.

وشهدت الفترة الأخيرة تهديدات متبادلة بين حزب الله اللبناني وإسرائيل بعد إرسال الأخيرة في الخامس من يونيو الماضي منصة لاستخراج الغاز إلى حقل كاريش، الذي تقول إنه يقع في منطقتها الاقتصادية، في حين يقول لبنان إنه في منطقة متنازع عليها.

ويجري الوسيط الأمريكي في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية آموس هوكشتاين، جولات مكوكية بين لبنان وإسرائيل للوصول إلى تسوية بينهما حول ترسيم الحدود واستخراج النفط والغاز في المياه الحدودية.

وبدأ الوسيط الأمريكي في 14 يونيو الماضي ببيروت جولة جديدة من الوساطة للبحث في استكمال مفاوضات ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل بدعوة من لبنان.

وأعلن لبنان اليوم أن الوسيط الأمريكي سيزور لبنان في أواخر الأسبوع المقبل لمتابعة البحث مع الجانب اللبناني في ملف ترسيم الحدود، وفق بيان صدر عن الرئاسة اللبنانية.

وعقد لبنان وإسرائيل برعاية الأمم المتحدة ووساطة واشنطن خمس جولات تفاوض غير مباشرة في الفترة بين أكتوبر 2020 ومايو 2021 لبحث ترسيم الحدود البحرية، لكن المفاوضات جمدت بسبب خلافات حول المعايير التقنية لإتمام الترسيم.

وانطلقت المفاوضات حول مساحة بحرية متنازع عليها في البحر المتوسط تبلغ 860 كيلومترا مربعا يعتقد أنها تحوي كميات من النفط والغاز، لكن لبنان استنادا إلى دراسات قانونية وجغرافية حديثة أفاد بأن المساحة المتنازع عليها هي 2290 كيلو مترا مربعا، وهو ما ترفضه إسرائيل.