تعليق: ذوبان ثلج العلاقات المتجمدة بين الإمارات وإيران ست سنوات .. دفء محفوف بالحذر

أعلنت وزارة الخارجية الإماراتية يوم 20 أغسطس، عن أن الدولة تخطط إعادة سفيرها إلى إيران في خطوة هي الأولى منذ أن خفضت تمثيلها الدبلوماسي في إيران قبل ست سنوات. وأشارت وزارة الخارجية الإماراتية في البيان الصادر بهذا الشأن، أن السفير الإماراتي في إيران سيساهم في دفع العلاقات الثنائية بعد عودته إلى طهران. ومن جانبه، صرح الرئيس الإيراني مرارًا وتكرارًا أن تحسين علاقات إيران مع جيرانها وتطوير التبادلات الاقتصادية والتجارية مع الدول الإقليمية والصديقة هي من أولويات السياسة الخارجية للحكومة الإيرانية الحالية.

سعى الإمارات وإيران لتحسين العلاقات هو الاتجاه العام

قال يين قانغ، باحث في معهد دراسات غرب آسيا وإفريقيا التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، ونائب أمين عام الجمعية الصينية لدراسات الشرق الأوسط، في مقابلة مع صحيفة الشعب اليومية، إن الإمارات بحاجة إلى استعادة العلاقات الدبلوماسية الطبيعية مع إيران على أساس المصالح العملية مثل التنمية الاقتصادية والإقليمية والأمنية، كما أن تليين العلاقات مع دول مجلس التعاون الخليجي يصب في المصلحة الوطنية لإيران أيضا. وقد شهدت الأخيرة انخفاض حجم الاستثمار الأجنبي في القطاع الصناعي، وانخفضت عائدات المنتجات الأحفورية إلى النصف تقريبًا منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني في عام 2018. وتُظهر بيانات من منظمة الجمارك الإيرانية أن الإمارات تتصدر قائمة الدول الشريكة التجارية المجاورة لإيران. وفي ظل هذه الخلفية، فإن إيران أكثر حرصًا على إعادة العلاقات الثنائية مع الإمارات إلى مسارها الصحيح.

كما أشار يين قانغ، إلى أن الإمارات وإيران شريكان تجاريان طبيعيان، وتطبيع العلاقات أمر لا مفر منه. وقد قامت الإمارات وإيران بتبادلات وثيقة وحافظتا على علاقات تعاون إقليمية ودية في القرن الماضي. كما لم تنقطع العلاقات الاقتصادية والتجارية الطبيعية ين الإمارات وإيران على الرغم من أن العلاقة بين البلدين أصبحت أكثر حساسية منذ اندلاع الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 وأصبحت الإمارات عضوًا رئيسيًا في مجلس التعاون الخليجي في عام 1981. وحتى بعد تخفيض العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام 2016، حافظت الإمارات على تبادلات اقتصادية متكررة مع إيران، بما في ذلك توفير وكلاء تجاريين لصادرات النفط الإيرانية.

التفاؤل الحذر بشأن آفاق ما بعد "ذوبان الجليد"

أجرت إيران اتصالات متكررة مع دول الخليج العربية الأخرى بما فيما الإمارات، وشهدت العلاقات تحسناً مستمراً. وأعادت الكويت العلاقات مع إيران إلى مستوى السفراء في وقت سابق في أغسطس، كما أطلقت المملكة العربية السعودية جولات متعددة من المحادثات مع إيران بوساطة من العراق.

"ستستمر التطورات الدبلوماسية الجديدة في الشرق الأوسط لبعض الوقت". وأشار ين قانغ إلى أن دول الخليج العربية أدركت أن الولايات المتحدة، التي تشهد تغييرات حزبية متكررة، تفتقر إلى الاستقرار السياسي، وأن تضخيمها طويل المدى لـ "التهديد الإيراني" لإحداث توتر ليس في مصلحة دول المنطقة. لذلك، فهم غير راغبين في اتباع هراوة الولايات المتحدة بشكل أعمى، ويميلون إلى إعادة فحص العلاقات مع إيران على أساس المصلحة الذاتية.

ومع ذلك، يظل معظم المراقبين متفائلين بحذر بشأن آفاق ما بعد "ذوبان الجليد" في العلاقات بين الإمارات وإيران. " العلاقات الدبلوماسية بين إيران والإمارات تتطور نحو الطبيعة لكنها لن تكون دافئة بشكل مفرط. ومن الصعب إزالة الخلافات الطائفية والحواجز الأيديولوجية بين إيران ودول الخليج العربية على المدى القصير. بالإضافة إلى ذلك، تتأثر العلاقة بين البلدين أيضًا بعوامل إقليمية مثل النزاع على جزر الخليج وأزمة اليمن." وأشار ين قانغ إلى أن استعادة العلاقة بين الإمارات وإيران تساعد في الحفاظ على السلام والاستقرار الإقليميين، لكنها لا تكفي لتعزيز التغييرات الشاملة في الوضع في الشرق الأوسط. حيث أن تغيير العلاقة جذريًا في الشرق الأوسط، بحاجة إلى مواصلة جميع الأطراف المعنية بذل الجهود لإعادة الاتفاق النووي الإيراني إلى مسارها الصحيح.