لافروف يزور مصر في مستهل جولة إفريقية وسط الأزمة الأوكرانية

القاهرة 24 يوليو 2022 (شينخوا) أجرى وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، اليوم (الأحد) بالقاهرة، مباحثات تناولت العلاقات الروسية مع مصر والدول العربية والأزمة الأوكرانية ووتطورات الأوضاع في المنطقة، وذلك في مستهل جولة إفريقية تستمر خمسة أيام.

وعقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم لقاء مع لافروف تلقى فيه رسالة من نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وفق المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية السفير بسام راضي.

وقال راضي في بيان إن رسالة الرئيس الروسي "تناولت بعض موضوعات التعاون الثنائي بين البلدين، والإعراب عن الأهمية التي توليها روسيا تجاه ترسيخ العلاقات الثنائية مع مصر في إطار اتفاق الشراكة والتعاون الاستراتيجي بين مصر وروسيا".

من جانبه، أشاد الرئيس المصري بـ"مسيرة التعاون الثنائي المتمثلة في المشروعات الروسية في مصر في إطار العلاقات المصرية الروسية، وفي مقدمتها إنشاء محطة الضبعة للطاقة النووية والمنطقة الصناعية الروسية في محور قناة السويس وغيرها من المشروعات الاستثمارية والاقتصادية بين البلدين في كافة القطاعات".

ومشروع الضبعة هو أول محطة للطاقة النووية في مصر، ويجري بناؤها في مدينة الضبعة بمحافظة مطروح على سواحل البحر المتوسط، على بعد نحو 300 كم شمال غربي القاهرة.

وتنفذ محطة الضبعة بموجب عقود موقعة بين الطرفين الروسي والمصري دخلت حيز التنفيذ في 11 ديسمبر 2017.

وأعلنت مصر الخميس الماضي انطلاق مرحلة "الإنشاءات الرئيسية" لمحطة الضبعة، وأكدت أن تنفيذ هذا المشروع العملاق يسير "وفق البرنامج الزمني ودون معوقات".

وخلال اللقاء، أطلع لافروف، الرئيس المصري على "آخر تطورات الأوضاع بشأن الأزمة الأوكرانية ومستجدات التحركات الروسية في هذا الإطار على المستوى الدولي".

وأكد السيسي "على أهمية تغليب لغة الحوار والحلول الدبلوماسية للأزمة".

وشدد الرئيس المصري على "دعم مصر لكافة المساعي التي من شأنها سرعة تسوية الأزمة سياسياً من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار الدوليين، مع استعداد مصر لدعم هذا المسار من خلال اتصالاتها وتحركاتها الدولية مع جميع القوى الفاعلة سواء في الإطار الثنائي أو المتعدد الأطراف".

ووفق المتحدث الرئاسي المصري، تناول اللقاء بين السيسي ولافروف، أيضا "بعض الموضوعات الثنائية" في مختلف المجالات، خاصة التعاون في مجال قطاعات توريد الحبوب والغذاء، وكذلك قطاع البترول والغاز في ضوء الأزمة الراهنة في تلك القطاعات.

وعقب لقائه مع الرئيس المصري، عقد لافروف جلسة مباحثات ثنائية مع وزير الخارجية المصري سامح شكري.

وألقى لافروف في مؤتمر صحفي مشترك مع شكري، بشأن قضية الغذاء العالمية الناتجة عن الصراع الروسي الأوكراني، باللوم على العقوبات الغربية في عرقلة صادرات الحبوب الروسية.

وأشار إلى أن روسيا وأوكرانيا وقعتا مؤخرًا اتفاقية للمساعدة في تخفيف أزمة الغذاء من خلال ممرات آمنة في البحر الأسود لصادرات الحبوب.

ووقعت روسيا وأوكرانيا يوم الجمعة الماضي في مدينة اسطنبول التركية اتفاقا مع تركيا والأمم المتحدة لاستئناف صادرات الحبوب من الموانئ الأوكرانية إلى الأسواق الدولية عبر البحر الأسود.

وقال لافروف إن جولته في إفريقيا تسعى أيضًا إلى مناقشة الاستعدادات للقمة الروسية الإفريقية المقرر عقدها منتصف عام 2023.

من جانبه، قال وزير الخارجية المصري إن المباحثات تطرقت إلى الأزمة الأوكرانية والأوضاع الدولية، مؤكدا على ضرورة التوصل إلى حل دبلوماسي يستند إلى الحكمة والحوار ووقف الأعمال العسكرية والعمل على التوصل لتسوية سياسية ودبلوماسية، نظرا للتبعات التي ترتبت على أزمة أوكرانيا.

وتابع شكري أن اللقاء تناول أيضا القضية الفلسطينية، وضرورة تفعيل حل الدولتين واستمرار العمل المشترك لاستعادة الحقوق المشروعة للفلسطينيين بإقامة دولة فلسطين مستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967.

كما تم التطرق للأوضاع في ليبيا وسوريا والعراق وضرورة استعادة الأمن والاستقرار في المنطقة العربية وعلى المستوى الدولي، وفق شكري.

وعقد الوزير الروسي جلسة مباحثات موسعة مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، تناولت كافة القضايا المشتركة.

وقال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للجامعة العربية جمال رشدي، في بيان تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه، إن اللقاء شهد تبادل وجهات النظر بين الجانبين حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية، وبخاصة تطورات الأوضاع في أوكرانيا.

وجدد أبو الغيط في هذا الصدد ترحيب الأمانة العامة للجامعة العربية باتفاق إسطنبول لتسهيل عمليات تصدير الحبوب من الموانئ الأوكرانية في البحر الأسود، وتطلعه لتنفيذه بحسن نية لتجنيب الكثير من الدول التبعات الخطيرة لأزمة الغذاء الناجمة عن الحرب.

وألقى لافروف، بيانا أمام مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين، نوه فيه بالموقف المتوازن والعادل لأعضاء الجامعة العربية من الأزمة الأوكرانية.

وأكد لافروف تصميم روسيا على تعزيز الشراكة والتعاون الاقتصادي والتجاري مع دول الجامعة العربية، وكذلك التعاون على المستوى السياسي لا سيما فيما يتعلق بدعم القضية الفلسطينية.

وتأتي زيارة وزير الخارجية الروسي إلى مصر في مستهل جولة إفريقية خلال الفترة من 24 حتى 28 يوليو الجاري تقوده أيضا إلى كل من إثيوبيا وأوغندا وجمهورية الكونغو الديموقراطية.