القاهرة 9 يوليو 2022 (شينخوا) أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية اليوم (السبت)، نقل أكبر مقصورة لتوت غنخ آمون إلى المتحف المصري الكبير، لعرضها ضمن المجموعة الكاملة للملك الفرعوني، الذي حكم البلاد خلال الفترة من 1334 إلى 1325 قبل الميلاد.
وذكرت الوزارة، في بيان أن المتحف المصري الكبير بمحافظة الجيزة جنوب غرب القاهرة استقبل "المقصورة الأولى والأكبر" للملك توت عنخ آمون قادمة من المتحف المصري بميدان التحرير بوسط القاهرة.
وقال المشرف العام علي مشروع المتحف المصري الكبير عاطف مفتاح، إن عملية النقل تمت وسط إجراءات أمنية من شرطة السياحة والآثار، وأشار إلى أنه سيتم إعادة تركيب المقصورة داخل الفاترينة الخاصة بها بقاعات الملك توت عنخ آمون خلال الأيام القليلة القادمة.
بينما أوضح الدكتور الطيب عباس مساعد وزير السياحة والآثار للشؤون الأثرية بالمتحف المصري الكبير، أن "هذه المقصورة هي الأكبر في المجموعة الكاملة للملك توت عنخ أمون، وهي مصنوعة من الخشب المذهب، وتم العثور عليها بالإضافة إلى ثلاث مقاصير آخرى ضمن مقتنيات الملك التي اكتشفت مقبرته في البر الغربي بالأقصر (جنوب القاهرة) في نوفمبر 1922، ثم تم نقلها مع باقي القطع إلى المتحف المصري بالتحرير وعرضها هناك".
وأضاف عباس أنه "بنقل المقصورة الأولى، يكون قد تم نقل المقاصير الأربعة للملك توت عنخ آمون إلى المتحف المصري الكبير، حيث سيتم عرضها في فتارين خاصة، وفقا لأحدث طرق العرض المتحفي، بالقاعات المخصصة لعرض كنوز الملك".
وتبلغ مساحة قاعات توت غنخ آمون في المتحف المصري الكبير حوالي 7200 متر مربع، ومزودة بأحدث وسائل العرض المتحفي من فتارين ذات تحكم بيئي في درجات الحرارة والرطوبة والإضاءة، بالإضافة إلى وسائل توضيحية من الجرافيك وبطاقات تعريفية خاصة بكل قطعة وكذلك شاشات عرض توضح سيناريو العرض الخاص بالملك الشاب.
وكشف مساعد الوزير عن أن "أعمال وضع القطع الأثرية الأخرى للملك توت عنخ آمون انتهت بنسبة 95% طبقا للجدول الزمني الخاص بها".
بدوره، أكد مؤمن عثمان رئيس قطاع المتاحف بالمجلس الأعلى للآثار أن "عملية نقل المقصورة تمت طبقا للأسس والمعايير العلمية الدقيقة المتبعة، حيث تم فك المقصورة إلى أجزاء بنفس أسلوب الصناعة الذي استخدمه المصري القديم".
وأضاف أنه "تم تغليف كل جزء على حدة داخل صندوق داخلي وآخر خارجي باستخدام مواد خالية من الحموضة، حتى لا تتأثر طبقات التذهيب الموجودة على جميع جدران المقصورة".
وقام فريق العمل الأثري على مدار نحو عام بأعمال الترميم الكامل والتدعيم والحماية والتقوية للمقصورة، بحسب الدكتور عيسي زيدان مدير عام الترميم ونقل الآثار بالمتحف المصري الكبير.
وسبق ذلك "أعمال الفحص والتوثيق العلمي والأثري والتصوير باستخدام X-ray radiography للتعرف على أماكن الوصلات والتعاشيق بالمقصورة، وكذلك أماكن الضعف والقوة بها، والتعرف على مكونات المعدن الموجود بالمقصورة"، وفقا لزيدان.
وأوضح المسؤول المصري، أن المرممين قاموا بإعداد تقرير شامل عن حالة المقصورة قبل عملية النقل، الأمر الذي ساهم بشكل كبير في إتمام عملية فك ونقل المقصورة بأسلوب علمي استغرق 8 أيام متواصلة من العمل.
وكانت هذه المقصورة "أول ما لاحظه (عالم المصريات البريطاني) هيوارد كارتر عند اكتشاف المقبرة في عام 1922، حيث كانت تضم المقاصير الثلاث المتبقية والتابوت الحجري والتابوتين الخشبي والذهبي والمومياء"، بحسب صباح عبدالرازق مدير عام المتحف المصري بميدان التحرير.
وأشارت عبدالرازق إلى أنه "تمت تغطية الأخشاب الداخلية والخارجية للمقصورة بطبقة رقيقة من الصفائح الذهبية على طبقة من الجص، وترصيع الجوانب والأبواب بألواح من القيشاني الأزرق، مرتبة في طبقات مغطاة بعقدة إيزيس مزدوجة الطبقات، كما نقشت المقصورة من الداخل بنصوص هيروغليفية".
وتعد عملية نقل المقصورة الأولى والأكبر للملك توت عنخ آمون من أهم عمليات نقل الآثار "معقدة التركيب" في العالم.
ويقام المتحف المصري الكبير، الذي يضم 12 قاعة عرض، على مساحة تتجاوز 500 ألف متر مربع، ليكون بذلك أكبر متحف في العالم خصص لحضارة واحدة، وهي الحضارة المصرية القديمة.
وكان من المقرر افتتاح هذا المتحف خلال العام 2020، غير أن أزمة تفشي مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) تسببت في تأجيل الافتتاح.
لكن وزارة السياحة والآثار أكدت في مايو 2022 أنه سيتم الانتهاء من جميع الأعمال الخاصة بالمتحف المصري الكبير في 30 سبتمبر القادم استعدادا لافتتاحه.
وسوف يحتوي المتحف على 100 ألف قطعة أثرية، من بينها خمسة آلاف قطعة تخص الملك توت عنخ آمون ستعرض كاملة لأول مرة.