8 يوليو 2022/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ هواشواو، هي قرية جبلية تقع في محافظة لونينغ من مقاطعة خنان الصينية. وقد كانت في الماضي قرية جبلية نائية وفقيرة، لكن وتحت دعم من الحكومة، قام فنّانون بنقل أعمالهم الخزفية إلى القرية، الشيء الذي حوّلها إلى مركز خزفي وسط الغابة.
وتحتوي القرية في الوقت الحالي على 9999 وعاء خزفي كبير، وهي مجموعة أعمال لأستاذ الخزف الصيني ومدير متحف الفنون بلويانغ قوه آي خه. وتعود فكرة نقل أعمال الخزف إلى القرية، إلى ما قبل 9 سنوات. حيث مرّ قوه آي خه ذات مرة صدفة بالقرب من قرية هواشواو أثناء سفرة بالسيارة. فأعجب بالمناظر الطبيعية والتراث الثقافي في القرية، وأحب دفء وطيبة أهلها.
لاحقا، قرر قوه آي خه بالتعاون مع فريق فنون الخزف بمتحف الفنون بلويانغ، أن يحولوا القرية إلى ما يشبه المتحف الفني. وبفضل جهودهم، أصبحت البيوت القديمة والأشياء البالية إلى قطع فنية. حيث حوّلوا البيوت المتداعية إلى متاحف، والجدران المتضررة ألصقوا عليها قطع الخزف فتحولت إلى جدران فنية.
ويقول قوه آي خه، بأن الإضافات الفنية التي أحدثها على القرية، عملت على الحفاظ على خصوصية القرية وإبرازها أكثر. ومع تحسن عائدات القرية المتأتية من السياحة، قام القرويون ببناء مساكن جديدة، كما بنوا بيوت ضيافة لاستقبال الزائرين.
وكانت محافظة لونينغ قد استثمرت بين عامي 2015 و2017، 15 مليون يوان لتمويل عمليات البناء والترميم في القرية. حيث بنت الطريق الإسفلتي المؤدي إلى الطريق الرئيسي في القرية، وقامت بزراعة بذور اللفت وعباد الشمس على مساحة شاسعة.
ومن جهته، قدّم قو آي خه دعما خاصا للقرويين، حيث زرع حقول إحدى البلدات الصغيرة، على أن يذهب كل الحصاد إلى القرويين. وحصل أصحاب المباني الطينية والمغارات على تعويضات. وتم دمج القرويين في اقتصاد القرية الجديدة، من خلال خدمة السائحين.
وبفضل جهود فريق فنون الخزف، تحوّلت القرية المهدمة التي تغطي مساحة تزيد عن 3000 مو تدريجياً إلى ما يشبه متحف خزفي داخل الطبيعة، ونقطة جذب سياحي. ومع ارتفاع عائدات القرية المحققة من السياحة، قرر العديد من القرويين العودة إلى مسقط رأسهم لبدء أعمالهم وفتح دور ضيافة مع عائلاتهم بعد أن هجروها سابقا بحثا عن الرزق.
لقد غيّر الفن مصير هذه القرية الجبلية البائسة، وفتح أبواب الرزق لساكنيها البسطاء، لكن فريق فنون الخزف لم يتوقف عن العمل. فقد تم وضع خطة تمتد على 50 سنة لتطوير الفخارية. وعن هذا التغيير يقول قوه آي خه: "إنني أفكر في كل لحظة كيف أدخل المزيد من العناصر الفنّية إلى هذه القرية. "