لوس أنجليس 10 يونيو 2022 (شينخوا) بدا يوم الخميس أن الرئيس الأمريكي جو بايدن ينتقد الصحافة، قائلا إن بإمكانهم الذهاب "للسباحة في البركة"، حيث شككت العديد من وسائل الإعلام الدولية والمحلية في الطابع التمثيلي للقمة التاسعة للأمريكتين في لوس أنجليس.
صرح بذلك بايدن خلال كلمة ألقاها في حفل عشاء قمة قادة الأمريكتين يوم الخميس، بعد أن تجاهل الجدل الدائر حول هذا الاجتماع، قائلا إنه وبعض المدرجين على قائمة الضيوف لديهم "خلاف حول شيء ما" ولكن "حول القضايا المركزية التي تحدثنا عنها.... هناك اتفاق ساحق".
واجهت إدارة بايدن استياء حادا من دول في الأمريكتين بشأن قرارها استبعاد كوبا وفنزويلا ونيكاراغوا من قائمة المدعوين. وقاطع قادة المكسيك وغواتيمالا وهندوراس والسلفادور الاجتماع، وقال رئيس أوروغواي إنه أصيب بكوفيد-19، كما رفضت بوليفيا الحضور.
وأعلن الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، أحد زعماء أمريكا اللاتينية البارزين على قائمة ضيوف القمة، صباح يوم الاثنين أنه سيبقى في المنزل.
وقال لوبيز أوبرادور في مؤتمره الصحفي اليومي في مكسيكو سيتي "لا يمكن أن تكون هناك قمة للأمريكتين إذا لم تحضر جميع دول الأمريكتين"، مضيفا "هذا استمرار لسياسات التدخل القديمة، وعدم احترام للأمم وشعوبها".
أثارت حالات الغياب الملحوظة هذه صيحات استهجان من وسائل الإعلام، التي وصفتها بأنها كارثة وإحراج للدبلوماسية الأمريكية.
فقد قالت شبكة ((سي إن إن)) في تقرير نُشر يوم الأربعاء إن غياب القادة كان ملحوظا "حيث عملت الولايات المتحدة على تنمية هؤلاء القادة كشركاء في الهجرة، وهي قضية تلوح في الأفق كمسؤولية سياسية لبايدن".
وكتب بريت بروين، الذي خدم في البيت الأبيض في عهد أوباما كمدير لشؤون الانخراط العالمي، في تغريدة يقول يوم الأربعاء "هناك ثماني دول لم ترسل مسؤولا على مستوى القادة إلى أهم حدث عقدناه في المنطقة منذ عقود. وهذا يعبر جيدا عن مدى سوء إدارة العلاقات مع جيراننا...".
وفي مقال نشرته ((يو إس إيه توداي)) يوم الثلاثاء، قال بروين إن عقد قمة الأمريكتين هذا الأسبوع التي استضافتها البلاد لأول مرة منذ قرابة 30 عاما كان "عملا محرجا في اللحظة الأخيرة وباهتا".
وذكرت صحيفة ((نيويورك تايمز)) يوم الجمعة أن رفض رؤساء أربع دول حضور الاجتماع كان بمثابة "توجيه لطمة للسيد بايدن في وقت يسعى فيه إلى إبراز الوحدة والهدف المشترك عبر نصف الكرة الغربي".
وفي اجتماع الخميس، بعد وقت قصير من خطاب بايدن، انتقد رئيس وزراء بليز جوني بريسينو استبعاد كوبا وفنزويلا من المسرح.
"إن قوة قمة الأمريكتين تكمن في المساحة التي توفرها لجميع دول الأمريكتين للحوار والاتفاق على إجراءات مشتركة. القمة ملك لجميع دول الأمريكتين"، هكذا قال بريسينو في كلمته، فيما كان بايدن يجلس على بعد أمتار قليلة فقط، مضيفا "لذلك فإن عدم وجود جميع دول الأمريكتين هنا أمر لا يُغتفر، فقوة القمة تضاءلت بسبب غيابهم".
وذكر بريسينو أن القمة الإقصائية غير مفهومة، لا سيما عندما "قدمت كوبا تعاونا ثابتا لا مثيل له في مجال الصحة لما يقرب من ثلثي البلدان في هذا النصف من الكرة الأرضية" و"فعلت فنزويلا الكثير تجاه أمن الطاقة لمنطقة البحر الكاريبي".
وأشار بريسينو إلى أن "الوقت قد حان، سيدي الرئيس، لرفع الحصار وإقامة أواصر صداقة مع شعب كوبا. وبالمثل ... فإن غياب فنزويلا لا يُغتفر".
واختتم كلمته بقوله إن "مبدأ الشمول يجب أن يكون حجر الزاوية في كل القمم المستقبلية. فالجغرافيا، وليست السياسة، هي التي تحدد الأمريكتين".
وتلا بريسينو الرئيس الأرجنتيني ألبرتو فرنانديز الذي أعلن أن "صمت الغائبين ينادينا" وأصر على أن الدولة المضيفة لا تملك سلطة فرض "حق القبول" في المؤتمر.
وقال فرنانديز "كنا نتمنى بالتأكيد قمة مختلفة للأمريكتين".
وبعد انتقاده العقوبات الأمريكية ضد كوبا وفنزويلا، طلب الرئيس الأرجنتيني من حكومة بايدن "الانفتاح بطريقة أخوية" في أعقاب "سياسة دونالد ترامب الضارة للغاية" تجاه المنطقة.
وأفادت صحيفة ((واشنطن بوست)) في مقال نشرته يوم الجمعة إنه منذ أن قام البيت الأبيض، باستبعاده الدول الثلاث من القمة، بـ"رسم خطه في الرمال، دأبت دول أخرى على توبيخ بايدن والولايات المتحدة على ما يرون أنه موقف غير عادل أو حتى منافق".
وقالت صحيفة ((نيويورك تايمز)) يوم الجمعة إن "حالات الغياب ألقت بظلال من الشك على أهمية القمة التي كانت تهدف إلى إظهار التعاون بين الجيران، لكنها بدلا من ذلك بثت بصوت عالٍ الانقسامات في منطقة يتزايد استعدادها لتحدي القيادة الأمريكية".
ونقل تقرير الصحيفة عن مارثا بارسينا، سفيرة المكسيك سابقا لدى الولايات المتحدة، قولها إن القمة، التي عُقدت في ثاني أكبر مدن الولايات المتحدة، أظهرت تحديا لنفوذ الولايات المتحدة "لأن نفوذ الولايات المتحدة يتضاءل في القارة".