الخليل، الضفة الغربية 20 أبريل 2022 (شينخوا) سرعان ما ينشر الشاب عادل الطل من قرية "زنوتا" جنوب مدينة الخليل في الضفة الغربية فيديوهات قصيرة على حسابه في تطبيق "تيك توك" يحصد مئات الآلاف من إعجابات متابعيه.
ويسلط الطل (32 عاما) في الفيديوهات التي يعرضها الضوء على حياته مع أفراد عائلته المكونة من 12 فردا داخل كهف قديم ومتهالك يفتقر لأدنى مقومات الحياة مثل المياه والكهرباء والأثاث المنزلي.
ولجأ الطل إلى استخدام "التيك توك" قبل نحو عام، ونشر الفيديوهات القصيرة عليه والتي تتضمن من بينها طريقة حلب الماعز وصناعة خبز الطابون ورعي الأغنام، بالإضافة إلى اعتداءات المستوطنين على أفراد عائلته داخل الكهف.
ويقول الشاب عادل الطل لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن الوضع بائس نوعا ما بسبب ظروف الحياة داخل الكهف ولكن نحن اعتدنا على ذلك منذ عشرات السنين من أجل الحفاظ على "أرضنا وتاريخنا".
وتلقى الطل في بادئ الأمر عشرات رسائل التعاطف والشفقة من الأصدقاء والمتابعين فور إطلاعهم على تلك الفيديوهات باعتقادهم أنهم فقراء ما اضطرهم للعيش داخل كهف يفتقر إلى أدنى مقومات الحياة في منطقة نائية.
ويوضح الشاب بينما يجلس حوله أفراد من عائلته بينهم أطفال صغار أن "الواقع عكس ذلك، فنحن نملك النقود الكافية لشراء منزل حديث، ولكننا نريد البقاء والعيش هنا لمواجهة التوسع الاستيطاني على طريقتنا الخاصة".
وتقع القرية التي يقطنها حوالي 450 نسمة في المناطق المصنفة (ج) الخاضعة لسيطرة أمنية وإدارية إسرائيلية حسب اتفاق (أوسلو) للسلام المرحلي الموقع بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية العام 1993، فيما عدد كبير من مساكنها المكونة من الصفيح مهددة بالهدم بحجة البناء دون ترخيص.
ويشكو سكان القرية البالغ مساحتها نحو 12 ألف كم وسيطرت المستوطنات على غالبيتها من صعوبة الحصول على تراخيص للبناء في مناطق (ج) من الضفة الغربية، بسبب ما يصفوها بشروط "تعجيزية" تضعها إسرائيل لذلك.
ويشير الطل الذي ينشط في توثيق الإجراءات الإسرائيلية ضد قريته إلى أن "التيك توك ساهم بشكل كبير في توصيل رسالته إلى العالم، لافتا إلى أنه يملك أكثر من 60 ألف متابع فيما حصلت منشوراته مؤخرا على أكثر من مليون ونصف إعجاب.
ويحرص الشاب الذي يستمتع في نشر تفاصيل حياته داخل الكهف من خلال الفيديوهات على المواظبة في ذلك كي يتمكن من نقلها إلى أكبر عدد من متابعيه الذين قد لا يعرفون الكثير عن فلسطين وتراثها الذي ما زالت عائلته تحافظ عليه.
ويقول الطل إن تطبيق "التيك توك أعطاني مساحة كبيرة كي أنقل حياتنا هنا للعالم، كي يتعرف على قضيتنا الأساسية وهي حماية أرضنا من المستوطنين الذين يريدون الاستيلاء عليها وبناء مستوطناتهم".
ويعتمد سكان القرية الصغيرة على الزراعة وتربية المواشي، ولدى كل عائلة ما يكفيها من الاحتياجات الخاصة ويوفرون قوت يومهم من عمل أيديهم مثل البيض والحليب ومنتجاته واللحوم جميعها من إنتاج محلي خالص، فضلا عما تنتجه الأرض من خضار.
وتقول مريم الطل (67 عاما) والدة عادل لـ ((شينخوا)) إن الحياة "صعبة في القرية بسبب الإجراءات الإسرائيلية التي تعمل على تشريدنا من أرضنا لتنفيذ مخططات الضم والتوسع الاستيطاني".
وتضيف مريم الطل التي عادة ما تخوض مشادات مع مستوطنين يحاولون الوصول إلى عائلتها إن "المستوطنين يتعمدون مهاجمة سكان القرية باستمرار، فيما تقوم القوات الإسرائيلية بإقامة نقاط تفتيش عسكرية عند مداخلها لمنعنا من جلب المياه والاحتياجات الأخرى".
وعادة ما يسير عادل وأخوته لمسافة طويلة، مستخدمين السيارة أو الحمار كوسيلة للوصول إلى أقرب محطة مياه لشرائها للاستخدام اليومي لعائلتهم، ورغم ذلك إلا أن القرية لا تخلو من بعض مظاهر الحداثة في استخدام الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء.
وتطمح مريم الطل في أن تعيش بأمان وأن تتمكن من البناء على أرضها دون خوف من هدمه من قبل السلطات الإسرائيلية، قائلة "نحن من حقنا العيش في أرضنا ومن حقنا أن نورث ابناءنا مستقبلا أفضل".