人民网 2022:03:21.10:12:21
الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم العربي
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

مقالة : بعد 19 عاما.. الجرائم الأمريكية ما تزال حاضرة في ذاكرة العراقيين

2022:03:21.09:58    حجم الخط    اطبع

بغداد 20 مارس 2022 (شينخوا) على الرغم من مرور 19 عاما على الغزو الذي قادته الولايات المتحدة الأمريكية للعراق، إلا أن الجرائم التي ارتكبتها وأهوال الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان وما خلفته من خسائر فادحة في صفوف المدنيين، ما تزال حاضرة في ذاكرة العراقيين.

وإذ تحل الذكرى الـ 19 لغزو العراق من قبل التحالف الدولي الذي قادته الولايات المتحدة في 20 مارس 2003، والذي أطاح بالرئيس الأسبق صدام حسين، وسط وعود للعراقيين بالسلام والحرية والديمقراطية والرفاه، فإن للعراقيين كلمة أخرى.

وقال كاظم العذاري (61 عاما) الصحفي في جريدة ((العدالة)) المحلية لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن " أمريكا احتلت العراق بذرائع واهية بحجة وجود أسلحة الدمار الشامل، والتي أثبتت التقارير الدولية والأمم المتحدة عدم وجودها، ولكن الهدف الأمريكي كان دخول العراق واحتلاله وتدميره".

وأضاف أن أمريكا استخدمت في حربها أسلحة محرمة دوليا وتسببت بأضرار كثيرة للشعب العراقي في الجوانب الاقتصادية والثقافية والسياسية فضلا عن الأضرار النفسية، ولم تترك للشعب العراقي إلا الويلات والدمار والخراب.

وأشار إلى أن قواتها استخدمت العديد من الأساليب لتحطيم نفسية العراقيين ومنها الاعتقالات وزج الناس في السجون ومن أشهر تلك الأساليب ما حدث في سجني أبو غريب وبوكا بمحافظة البصرة من عمليات تعذيب بحق السجناء.

ويشير العذاري هنا إلى صور نشرها جنود أمريكيون عام 2004 على الإنترنت في سجن أبو غريب سيئ السمعة، تظهر الجنود يسيئون معاملة المعتقلين العراقيين بما في ذلك إظهار المعتقلين عراة وبعضهم مكدس فوق بعض.

من جهته، قال الدكتور أمير الساعدي، وهو باحث متخصص في الشؤون السياسية والاستراتيجية لـ ((شينخوا))، إن الولايات المتحدة أثبتت عبر التاريخ، أنها لا تهتم بحقوق الإنسان كما تدعي، وقد استخدمت أسلحة اليورانيوم المنضب في 1991 عندما انسحبت القوات العراقية من الكويت، كما استخدمت أسلحة محرمة دوليا عندما احتلت العراق عام 2003.

وأضاف أن استخدام هذه الأسلحة أدى إلى مقتل العديد من العراقيين وإلحاق أضرار بالنظام الصحي، وتسبب في ظهور العديد من الولادات المشوهة، وارتفاع حالات الإصابة بالسرطان التي لم تكن مألوفة في العراق قبل عام 2003، مشددا على أن "تأثير هذه الأسلحة سيبقى لمئات السنين".

وتابع الساعدي أن أمريكا انتهكت حقوق الإنسان في العراق وارتكب جنودها العديد من المجازر بحق العراقيين دون عقاب، مثل ما حدث فيما يسمى بمجزرة حديثة، وكذلك قصف مدينة الفلوجة بأسلحة محرمة دوليا.

ووقعت مجزرة مدينة حديثة (200 كم) شمال غرب بغداد عام 2005 عندما قتلت قوات المارينز الأمريكية 24 مدنيا أعزل بينهم نساء وشيوخ وأطفال داخل منازلهم ردا على انفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريتهم وأسفرت عن مقتل جندي أمريكي.

وشهدت مدينة الفلوجة (50 كم) غرب بغداد عمليات قصف عنيفة عام 2004 ألحقت خسائر كبيرة في صفوف المدنيين بعد أن استخدمت القوات الأمريكية الفوسفور الأبيض في قصف المدينة، الأمر الذي أدى إلى انتقادات كبيرة من المجتمع الدولي.

ويرى الساعدي أن الولايات المتحدة حولت العراق إلى ساحة لتصفية الحسابات مع الجماعات المتطرفة، ويقول إن أمريكا "في البداية فسحت المجال لتنظيم القاعدة وفيما بعد جاءت بتنظيم داعش وهو تنظيم متخلف قام بتدمير الثقافة وجذورها والآثار ودمر كل شيء حتى المواقع الأثرية والتراث العراقي"، لافتا إلى أن "جذور هذا الإرهاب لم تنته حتى الآن وما تزال جذوره منتشرة في أكثر من مكان".

وقال حمزة الوراق (56 عاما) صاحب مكتبة في شارع المتنبي وسط بغداد لـ ((شينخوا)) إن القوات الأمريكية ارتكبت الكثير من الجرائم بحق العراقيين بما في ذلك اغتصاب فتاة قبل قتلها هي وأفراد أسرتها في بلدة المحمودية (30 كم) جنوب بغداد، في إشارة الى قيام مجموعة من الجنود الأمريكيين باغتصاب عبير الجنابي (14 عاما) وقتلها وإحراق جثتها لإخفاء الأدلة كما قاموا بقتل شقيقتها (6 سنوات) ووالديها.

وأضاف أن "أمريكا ليست دولة ديمقراطية وإنما دولة عصابات، والأمريكان استخدموا أسلحة محرمة دوليا لقتل المدنيين العراقيين، ولكنها ترى نفسها القوة الأولى في العالم ولا أحد يستطيع محاسبتها".

ويعتقد الكثير من العراقيين أن تحويل شوارعهم إلى ساحات قتال من قبل الجنود الأمريكيين وقتل الآلاف من الأبرياء يجب ألا يمر دون عقاب ويجب أن تتحمل الإدارة الأمريكية المسؤولية المادية والمعنوية عن تلك الجرائم.

وقال ميسر الشمري (32 عاما) عضو المكتب السياسي لحركة (إبداع) لـ ((شينخوا)) "يجب أن تكون هناك إرادة حقيقية من جانب الطبقة السياسية الحالية لتجريم التدخل الأمريكي واحتلال العراق، ومطالبة الولايات المتحدة بدفع تعويضات للمدنيين الذين سقطوا ضحايا عملياتها العسكرية".

وأضاف أن هناك العديد من الهجمات التي تشنها القوات الأمريكية في مدن عراقية، منها هجوم بطائرة مسيرة أمريكية مطلع عام 2020 قرب مطار بغداد الدولي، قتل فيها قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثورة الإيراني وأبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة حشد الشعبي العراقي.

وبين الشمري أن الضربة الجوية التي راح ضحيتها سليماني والمهندس هي انتهاك صريح للسيادة العراقية، ولابد أن يكون هناك موقف موحد للساسة العراقيين تجاه مثل هذه التدخلات ويجب التعامل مع كل البلدان وفق مبدأ التعامل بالمثل.

وقالت عائدة عبد الكريم، مهندسة (50 عاما) إن "أكثر من مليون عراقي ما بين امرأة ورجل وطفل ذهبوا ضحايا بسبب الاحتلال الأمريكي الذي جاء لتدمير العراق، والقصف العشوائي الذي قامت به هذه القوات أدى إلى تدمير الكثير من المنازل ودمار كبير في المعامل وبالبنى التحتية وقد أعاد الاحتلال العراق أكثر من 100 سنة الى الوراء".

وأشارت إلى أن أمريكا استخدمت اليورانيوم المنضب والأسلحة الفتاكة بشكل كثيف وخصوصا في مدن جنوب العراق، وقالت ان "ابن عمي عمره 18 عاما وهو طالب متفوق وكان يحلم بالذهاب إلى الجامعة، إلا أنه أصيب بالسرطان ما اضطر الأطباء الى بتر ساقه ومن ثم ساءت حالته ما أدى إلى وفاته وهناك الكثيرون مثله من الأطفال والشباب أصيبوا بالسرطان بسبب استخدام أمريكا لليورانيوم، كما ظهر الكثير من الأمراض التي ليس لها علاج".

ووفقا للإحصائيات الرسمية العراقية، قتل أكثر من 100 ألف مدني في العراق أثناء الاحتلال الأمريكي للبلاد عام 2003، ومع ذلك فإن العدد الفعلي للمدنيين الذين قتلوا بسبب الأعمال العسكرية غير معروف ولكنه في الغالب أعلى من ذلك بكثير.

كما خلفت الحرب حوالي خمسة ملايين يتيم من الأطفال في العراق أي حوالي 5 % من إجمالي الأيتام في العالم، وفقا للمفوضية العراقية العليا لحقوق الإنسان.

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×