16 مارس 2022/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ على وقع موجة جديدة وباء كورونا التي انتشرت في مختلف أنحاء الصين. زاد عدد الحالات المؤكدة من 119 حالة في بداية شهر مارس إلى 3122 حالة يوميًا في 12 مارس. وقد أثارت هذه الموجة حزمة من التدابير الوقائية لاحتواء هذه الزيادة المفاجئة. حيث قامت مدينة شنتشن بتعليق جميع رحلات الحافلات ومترو الأنفاق. وأعلنت شنغهاي عن إطلاق الدروس عبر الإنترنت في المدارس الابتدائية والثانوية 14 مارس الجاري. وفي نفس اليوم، قامت بكين بتعليق أنشطة التدريب في المؤسسات التربوية.
وفي هذا الصدد، قال خبير في الوقاية من الأوبئة لم يرغب في الكشف عن اسمه في مقابلة مع صحيفة "غلوبال تايمز" أن متحوّر أوميكرون يمتلك قدرة انتشار واسعة بسبب أعراضه الخفيّة وقصر فترة حضانته. مضيفا بأن زيادة عدد حالات العدوى الخفية، تزيد من صعوبات الوقاية.
في ذات السياق، كتب مدير المركز الطبي الوطني للأمراض المعدية ومدير قسم الأمراض المعدية في مستشفى هواشان التابع لجامعة فودان في حسابه على موقع ويبو في 14 مارس الجاري، أن ظهور هذا العدد الكبير من الحالات في وقت قصير هو ما أحدث الذعر في عدة أماكن في الصين. مضيفا "إن معركتنا مع الفيروس ستستمر لفترة طويلة. لكن إيقاع الوقاية والسيطرة يجب ألا يكون فوضويًا، كما يجب ألا نفقد الثقة في قدرتنا على السيطرة على الوباء خلال المرحلة المقبلة."
وأشار تشانغ ون هونغ إلى أنه بعد المناقشات مع علماء الفيروسات في جامعة هونغ كونغ، توصل الجميع إلى إجماع حول تراجع خطورة فيروس كورونا، كما خفّضت عمليات التطعيم على نطاق واسع من معدّلات الإصابات الخطيرة والوفيات الناجمة عن الفيروس."
لكن تشانغ ون هونغ نبّه إلى أن تراجع خطورة الفيروس يجب ألا تدفعنا للتساهل، وينبغي أن تكون لدينا فكرة واضحة عن المعركة المستقبلية ضد الوباء. ويعتقد تشانغ ون هونغ أنه اذا انفتحت الصين بسرعة الآن، قد يتسبب في نسبة عالية من الإصابات خلال فترة زمنية قصيرة. وحتى في ظل وجود معدل وفيات منخفض، فإن ارتفاع عدد الإصابات سينجم عنه نقصا المواد الطبية وصدمة قصيرة المدى للحياة الاجتماعية. مما قد يتسبب في أضرار كبيرة للمجتمع والأسر. وعلى ضوء ذلك، ينصح تشانغ ون هونغ بأن تواصل الصين اعتماد سياسة "صفر كوفيد" للتحكم في الوباء عند مستوى يمكن السيطرة عليه. لكن هذا لا يعني بأننا سنعتمد سياسات غلق المدن والفحوصات العامة بشكل دائم.
من جهته، أعرب لو هونغتشو، مدير مستشفى الشعب الثالث في شنتشن، عن وجهة نظر مماثلة في مقابلة مع "غلوبال تايمز" في 14 من الشهر الحالي. وقال لو هونغتشو بأن هناك من يرى بأن بريطانيا والدول الغربية الأخرى قد توصّلت إلى أن سُمّية متحور أوميكرون بصدد التراجع، مما أدى إلى انخفاض عدد الوفيات. ولذلك، يقترحون بأن ترفع الصين اقتداءا بالدول الغربية. لكن مع ذلك، فإن الصين لا يمكنها أن تنفتح بشكل كامل في الوقت الحالي.
وحلّل لو هونغ تشو سبب اقتراب معدل الوفيات الناجمة عن متحور اوميكرون من نسب الوفيات الناجمة عن الإنفلونزا في المملكة المتحدة، قائلا بأن المملكة المتحدة قد فقدت العديد من كبار السن والمصابين بأمراض أساسية أثناء الموجات السابقة من فيروس كورونا. وأن الفئات المحظوظة قد امتلكت أجساما مضادة بعد الشفاء من العدو أو بعد التطعيم. ولذلك لا تتطوّر حالات الإصابة في الوقت الحالي بسهولة إلى الوفاة. "انخفاض نسبة الوفاة التي يتحدثون عنها، كان لديها ثمن"، يقول لو هونغ تشو.
وأضاف لو هونغ تشو بأن قوة انتشار الفيروس تتطلب منا تعزيز تجارب الوقاية، خاصة بالنسبة لحركة الأشخاص على نطاق واسع والانتشار عبر القنوات اللوجستية.
قال تشين شي، الأستاذ المساعد في كلية ييل للصحة العامة، إن سياسة "صفر كوفيد" الديناميكية نفسها في الصين تتكيف ببطء مع الواقع. وأضاف تشين شي أنه بعد التحصين باللقاحات، شهدت معدلات الإصابات الخطيرة والوفاة بسبب الفيروس في الصين والعالم انخفاضا تدريجيا، لتصل إلى مستوى معدلات الوفاة بسبب الإنفلونزا أو أدنى من ذلك. لكن الشريحة التي لم تكمل جرعتين على الأقل لا تزال تواجه مخاطر مضاعفة. وفي الخطوة التالية، على الصين أن تستمر في زيادة التحصين ضد اللقاح، وخاصة معدل التطعيم للفئات المعرضة للخطر. في الوقت نفسه، يجب تعديل النظام الطبي، ووضع الخطط المناسبة لاستجابته بعد الانفتاح في النهاية. حيث من الضروري تعزيز التثقيف الصحي العام، والاستعداد النفسي ووضع حد للذعر.