تونس 15 ديسمبر 2021 (شينخوا) وقع مرصد الصحراء والساحل الذي يتخذ من تونس مقرا له، والوكالة الفرنسية للتنمية، اليوم (الأربعاء)، اتفاقية شراكة تهدف إلى نشر المعارف حول سبل الحفاظ على الأنظمة البيئية في إفريقيا في مواجهة التغييرات المناخية.
وجاء في بيان مشترك بين مرصد الصحراء والساحل والوكالة الفرنسية للتنمية، نقلته مساء اليوم وكالة الأنباء التونسية، إن هذه الإتفاقية "تهتم بمواضيع تتعلق بتردي الأنظمة البيئية في إفريقيا وخاصة في منطقتي الساحل وشمال إفريقيا، والضغوطات البشرية منها والمناخية، التي تثقل كاهلها".
كما تهتم أيضا بـ "الروابط بين تردي الأنظمة البيئية ومسألة الهجرة والتأثيرات الاجتماعية والاقتصادية على السكان، إلى جانب الدور الرئيسي للتكيف مع تغير المناخ في إصلاح الأنظمة البيئية".
وتنص هذه الاتفاقية على أنه سيتم في إطار هذه الشراكة، تنظيم فعاليات وأنشطة لحشد الجهود في المجالات الأنظمة البيئية في إفريقيا، بالإضافة إلى صياغة العديد من المذكرات التي تتعلق بالمفاهيم والتعبئة وإنجاز الأفلام الوثائقية بما يسمح بالتعريف أكثر بالدراسات والمؤلفات العلمية المعنية بالمجال البيئي لدى صناع القرار.
ونقلت وكالة الأنباء التونسية عن ماتيو فاسور المدير الإقليمي للوكالة الفرنسية للتنمية، قوله إن هذه الاتفاقية "تأتي في سياق ما يعاني منه محور المنطقة المغاربية والساحل، ذو المناخ الطبيعي الجاف أو شبه الجاف، من تأثيرات التغيير المناخي على غرار تفاقم حدة الإجهاد المائي، وتراجع الإنتاج الزراعي، وتزايد شدة وتيرة الظواهر الطبيعية القصوى".
ولفت إلى أن المنطقة المذكورة "تشهد ارتفاعا في درجات الحرارة بمعدل أعلى بكثير من المعدلات العالمية،وتأثيرات ذلك تتضاعف بشكل خاص في الأقاليم التي تكون عرضة لقلة توفر الموارد المائية وارتفاع النمو الديمغرافي، وهو ما يؤثر بشكل كبير على الفئات السكانية الضعيفة، منها النساء في المناطق الريفية ".
واعتبر أن هذه الشراكة "ستعزز التبادل بين المؤسستين حول التحديات المشتركة ونشر المعارف والممارسات الجيدة والحلول المبتكرة الملائمة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ذلك أن تحديات الوصول إلى الماء والحفاظ على الأنظمة البيئية ومكافحة تغيير المناخ هي في صميم الاستراتيجية الإقليمية لمجموعة الوكالة الفرنسية للتنمية في إفريقيا".
ومن جهته، أكد نبيل بن خاطرة، المدير التنفيذي لمرصد الصحراء والساحل، أن هذه الشراكة الجديدة، "ستمكن من تعزيز التعاون مع الوكالة الفرنسية للتنمية حول مواضيع ذات أهمية قصوى للطرفين، مثل تقييم حالة الأنظمة البيئية في إفريقيا والبحث حول الإمكانيات المختلفة لحمايتها والحفاظ عليها".
وشدد على أهمية "الربط بين النتائج المثيرة للقلق بشأن المناخ في إفريقيا والمعرفة الميدانية والتحديات وخصوصيات البلدان والتي عملت على تطويرها خبرات مرصد الصحراء والساحل، من أجل اقتراح حلول حقيقية ممكنة وعاجلة وفعالة وقابلة للتحقيق ".
يشار إلى أن مرصد الساحل والصحراء هو منظمة حكومية دولية تأسست في تونس في العام 1992، وهو يضم حاليا 23 دولة إفريقية و5 دول غير إفريقية و10 منظمات دولية منها 4 منظمات إقليمية تمثل غرب وشمال إفريقيا، ومنظمة واحدة غير حكومية.
ويهتم المرصد بمراقبة الوضع البيئي والتصرف في الموارد الطبيعية، والسعي إلى تفعيل المعاهدات والإتفاقيات متعددة الأطراف المعنية بالبيئة، وخاصة منها تلك التي تهتم بالتصحر والتنوع الحيوي والتغييرات المناخية.