تعليق: اعتراف الدول الغربية باللقاحات الصينية، خطوة في الاتجاه الصحيح

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/  2021:12:09.16:36

قامت الدول الغربية مثل فرنسا والولايات المتحدة وأستراليا والمملكة المتحدة وكندا وأيرلندا منذ سبتمبر الماضي، بتوسيع قائمة لقاحات كوفيد-19 المعترف بها بالنسبة للمسافرين الوافدين. حيث اعترفت بجميع اللقاحات المعتمدة من قبل منظمة الصحة العالمية، بما في ذلك لقاح سينوفارم وسينوفاك الصينيين. وهومايعني امكانية دخول المسافرين من جميع أنحاء العالم إلى هذه البلدان دون عزل طالما تم تطعيمهم بلقاح سينوفارم وسينوفاك قبل 14 يومًا من الدخول.

ويعد الاعتراف باللقاحات الصينية، خطوة في الإتجاه الصحيح من قبل الولايات المتحدة والدول الغربية. فلماذا تغير موقف الدول الغربية من اللقاح الصيني، من نشر الشائعات إلى الاعتراف التدريجي؟

ليس من الصعب العثور على إجابة عن هذا التساؤل، فقد نجحت اللقاحات الصينية في تحطيم كل الشكوك وكسب الاحترام.

وقد قدمت الأبحاث العلمية الدولية والبيانات السريرية من مختلف البلدان إجابات فعلية عن سلامة وفاعلية اللقاحات الصينية. حيث نشرت مجلة الجمعية الطبية الأمريكية تقريرًا بحثيًا أظهر أن اللقاحين المصنعين من قبل شركة سينوفارم، يمكنهما إنتاج أجسام مضادة عالية الفاعلية وتشكيل حماية فعالة بعد 14 يومًا من تلقي الجرعة، وزيادة معدل التحويل الإيجابي للأجسام المضادة المعادلة إلى مافوق 99٪.

وفي سريلانكا، أصدرت جامعة "سري جاياوردينابورا" تقريرًا بحثيًا أوضح أن 95٪ من السكان يمكنهم إنتاج أجسام مضادة بعدما تم تطعيمهم بجرعتين من اللقاح الصيني. كما أظهر اللقاح الصيني فعالية قوية ضد سلالة دلتا المتحورة. وفي تشيلي، وصلت فعالية اللقاحات الصينية في الوقاية من الحالات الخطيرة المصابة بفيروس كورونا إلى 90.3٪؛ وفي أوروغواي، تراجع معدل وفيات الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 18 عامًا إلى 69 عامًا بعد التطعيم باللقاح الصيني بمايزيد عن 95%.

وعبّرت عدة منظمات دولية والعديد من البلدان في جميع أنحاء العالم عن ثقتهم في اللقاح الصيني. وقام عدة قادة سياسيون بأخذ زمام المبادرة في التطعيم"، وتزايدت الطلبات على اللقاحات الصينية من مختلف البلدان. وأدرجتها منظمة الصحة العالمية في قائمة استخدام الطوارئ.

وبصفتها دولة مصنعة للقاحات، استمرت قدرة إنتاج اللقاحات في الصين في التحسن، مما أدى إلى تخفيف النقص العالمي في اللقاحات وملء "فجوة اللقاحات" باستمرار. وحتى الآن، قدمت الصين أكثر من 1.8 مليار جرعة من اللقاحات لأكثر من 120 دولة ومنظمة دولية. وقدمت الصين ثلث جرعات اللقاحات في العالم البالغ عددها 5.6 مليار جرعة، دون احتساب الشعب الصيني.

تدرك الولايات المتحدة والدول الغربية جيدًا حقيقة أن اللقاحات الصينية آمنة وفعالة ومعقولة التكلفة، ولكن لماذا تم منح "جواز سفر" اللقاحات الصينية الان؟

هناك مصالح واقعية واعتبارات اقتصادية، اذ ان منح "الضوء الأخضر" للقاحات الصينية يمكن أن يساعد على إنقاذ اقتصادات هذه الدول التي تضررت بشدة من الوباء. فمنذ بداية العام الحالي، عملت الدول الغربية على دفع عمليات التطعيم، وتمكنت من تخفيف حالة الوباء، واعادت فتح حدودها على مراحل، على أمل إحياء السياحة والتجارة العابرة للحدود. ومع ذلك، لم ينته خطر الوباء، وحدثت العديد من الموجات الارتدادية، وظهرت العديد من السلالات المتحوّرة. وفي هذا الوضع، كيف يمكن الحد من مخاطر إعادة فتح الحدود مع جذب التجار العالميين للدخول؟ وعليه فإن تجاهل اللقاح الصيني، سيؤثر على فاعلية إعادة فتح الحدود للولايات المتحدة والدول الغربية.

هناك أيضًا السوق الصينية التي لا يمكن لأحد أن يغض الطرف عنها، بما تمتلكه من قدرات استهلاكية ضخمة، تضم أكثر من 1.4 مليار مستهلك، وطبقة وسطى من 400 مليون نسمة.

وفي هذا الصدد، قال كيويوكي سيغوتشي، مدير الأبحاث في معهد كانون العالمي للبحوث الاستراتيجية في اليابان، عند النظر إلى السوق العالمية، في السنوات العشر إلى الخمس عشرة القادمة، لن يكون هناك سوق جذابة مثل السوق الصينية. لكن في الوقت الحالي، لا يزال الوباء مستشريًا على نطاق عالمي، ولا يزال الانتعاش الاقتصادي هشًا. ويبقى التخلي عن الغطرسة والتحيز والاقبال على الوحدة والتعاون هو المخرج الوحيد للعالم من ظلام الوباء إلى النور.