تقرير: هيكل منطقة الشرق الأوسط والعلاقات بين الدول تدخل فترة تعديل شامل

13 ديسمبر 2021/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ أصدرت دار نشر آداب العلوم الاجتماعية يوم 10 ديسمبر الجاري تقريراً مشتركا بين معهد دراسات إفريقيا وغرب آسيا التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، ومركز بحوث الخليج العربي للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، بعنوان:" تقرير التنمية في الشرق الأوسط رقم 23 (2020 ~ 2021): وضع الشرق الأوسط في ظل تأثير كوفيد-19" (يشار إليه فيما يلي باسم "التقرير"). وأشار التقرير إلى أن هيكل منطقة الشرق الأوسط والعلاقات بين الدول قد دخلت مرحلة تعديل شامل.

وبحسب التقرير، عانت اقتصادات دول الشرق الأوسط من التأثير المزدوج للوباء وانخفاض أسعار النفط، حيث تراجع الاقتصاد بشكل ملحوظ، وارتفع التضخم، وانخفضت الإيرادات الحكومية، وازداد الدين، وانخفضت الاستثمارات الأجنبية المباشرة وتدفقات التحويلات المالية، مما أدى إلى زيادة كبيرة في معدلات البطالة والفقر. كما أدى الوباء إلى ولادة الاقتصاد الرقمي في الشرق الأوسط، الذي أصبح نقطة مضيئة جديدة في التنمية الاقتصادية.

ومع ذلك، لا يزال اقتصاد دول الشرق الأوسط يواجه العديد من التحديات من أجل الصعود من الكساد.

يعتقد التقرير أنه تحت تأثير الوباء، أصبح تعزيز الحوكمة الحكومية ظاهرة شائعة، ومع ذلك، مع استمرار تفشي الوباء وانتشاره، برزت مشاكل مثل التخلف وسوء الإدارة في دول الشرق الأوسط، وتفاقمت أزمات الحكم، وأصبحت المشاكل الاجتماعية حادة، واندلعت حركات الاحتجاج الشعبية في دول منفردة، مما أحدث صدمات جديدة للاستقرار السياسي لدول الشرق الأوسط.

وبحسب التقرير، انتعشت واحتدمت قضايا البؤر الساخنة في الشرق الأوسط، وأصبحت المعارك الجيوسياسية شرسة، والوضع الأمني قاتم. وقامت الدول العربية الأربع، الإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان والمغرب، بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل، الأمر الذي غيّر بشكل عميق وأثر على العلاقات العربية الإسرائيلية والأنماط الإقليمية. ومع ذلك، تظهر الجولة الجديدة من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي المكثفة أن القضية الفلسطينية لا تزال مصدر الاضطرابات في الشرق الأوسط. وتراجع حدة النزاعات المسلحة في سوريا وليبيا واليمن، لكن لا تزال عملية المصالحة السياسية بطيئة وصعبة. كما شهد الوضع السياسي في أفغانستان بعد انسحاب القوات الأمريكية، تغيرات جذرية كان لها تأثير مهم على الوضع في الشرق الأوسط.

وفي الوقت نفسه، أشار التقرير إلى أن "القاعدة" و "داعش" دأبتا على شن هجمات إرهابية، وازداد خطر الإرهاب على الأمن الإقليمي. ويعتبر الأمن الغذائي وتغير المناخ والموارد المائية من القضايا الخطيرة، ولا تزال قضايا الأمن غير التقليدية تهدد الاستقرار والتنمية في المنطقة.

كما يعتقد التقرير أنه من المحتمل أن يزيد استمرار كوفيد -19 والتأثير المتتالي الناجم عن تعديل سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط من تقلبات الوضع في المنطقة، وقد أدى ذلك إلى تفاقم حالة عدم اليقين بشأن الوضع في الشرق الأوسط. وفي هذا السياق، استأنفت القوى الإقليمية الحوار سعيًا لتخفيف التوترات والحفاظ على أمنها، ودخل الهيكل الإقليمي في الشرق الأوسط والعلاقات بين الدول فترة تعديل شامل.

ومن منظور بعيد المدى، أوضح التقرير أن إيلاء أهمية لأمن الشرق الأوسط وتنميته، وتعزيز إدارة الأزمات، ولا سيما تعزيز إنشاء آلية حوار أمني إقليمي شامل، سوف يجلب أملا جديدا إلى منطقة الشرق الأوسط المضطربة نحو السلام والاستقرار. ولقد تضافرت جهود الصين ودول الشرق الأوسط في مكافحة الوباء، وتم تحسين مستوى التعاون بشكل مستمر، مما وضع نموذجًا لممارسة التعددية الحقيقية. كما لقيت مبادرة الصين المكونة من خمس نقاط لأمن الشرق الأوسط استقبالًا جيدًا، وأصبح دور الصين البناء في الشرق الأوسط واضحًا بشكل متزايد.