القاهرة 9 ديسمبر 2021 (شينخوا) بحث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، خلال لقائهما بالقاهرة اليوم (الخميس)، جهود دعم لبنان لتجاوز الأزمة الاقتصادية والسياسية التي يمر بها حاليا.
وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية السفير بسام راضي، في بيان، إن الرئيس السيسي أكد خلال اللقاء حرص مصر على سلامة وأمن واستقرار لبنان، وتحقيق المصالح الوطنية اللبنانية وتجنيب لبنان مخاطر الصراعات في المنطقة.
وأوضح أن ذلك في إطار الاهتمام المصري الدائم بكل ما فيه مصلحة لبنان، بما يساعد على الحفاظ على قوة وقدرة الدولة اللبنانية، بالإضافة إلى صون مقدرات الشعب اللبناني ووحدة نسيجه الوطني.
من جانبه، أشاد رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، خلال اللقاء، بجهود مصر الحثيثة والصادقة لحشد الدعم الدولي للبنان على شتى الأصعدة في ظل استمرار التحديات الصعبة التي يواجهها الشعب اللبناني، خاصة على المستوى السياسي والاقتصادي.
وأكد ميقاتي تقدير بلاده للدور المصري الحيوي كركيزة أساسية في حفظ الاستقرار بها والمنطقة العربية ككل، ومثمنا التجربة المصرية الراهنة المبنية على أولوية النجاح الاقتصادي والتنموي، والتي تعد نموذجا يحتذى به في دول المنطقة.
كما عقدت جلسة مباحثات اليوم بين رئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي ورئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، حيث أكد مدبولي خلال المباحثات الحرص الكبير على دعم الحكومة والشعب اللبناني في هذه المرحلة الدقيقة، وتقديم كل ما من شأنه دعم استقرار لبنان، ومساعدته على تجاوز التحديات والصعوبات التي يمر بها.
وأشار مدبولي إلى أن مصر كانت وستظل دوما داعما للبنان، وهو الأمر الذي ترجم بشكل واضح مؤخرا خلال تفشي وباء كورونا، والحادث الأليم لانفجار مرفأ بيروت، مؤكدا في هذا الصدد على أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، وجه بسرعة إمداد لبنان بالغاز اللازم لتوليد الطاقة، من أجل حل مشكلة انقطاع الكهرباء.
من جانبه، استعرض ميقاتي، خلال المباحثات، مجالات التعاون المقترح وأوجه الدعم المطلوب، والتي تضمنت تعزيز التعاون في مجال تصدير الغاز، والربط الكهربائي بين مصر ولبنان، وتسهيل حركة التبادل التجاري لاسيما فيما يخص المنتجات الزراعية اللبنانية، فضلا عن تزويد لبنان بالمساعدات الغذائية، ولبن الأطفال، والأدوية اللازمة لعلاج الأمراض المزمنة.
وأكد رئيس الوزراء المصري أن هناك توجيهات واضحة من الرئيس السيسي للحكومة، بتقديم كل ما يلزم من أجل دعم لبنان، ومن ثم فسوف يتم العمل فورا على تلبية طلبات لبنان.
كما وعد بدراسة المقترح اللبناني لتنفيذ عملية الربط الكهربائي، بالإضافة إلى العمل على سرعة تحديد موعد لعقد اجتماعات الدورة المقبلة للجنة العليا المشتركة بين البلدين، برئاسة رئيسي الوزراء.
ووصل رئيس وزراء لبنان إلى القاهرة، صباح اليوم، في زيارة لمصر تستغرق يوما واحدا، على رأس وفد وزاري، لبحث أوجه التعاون المشترك، والدعم المصري لبلاده.
كما التقى ميقاتي بالقاهرة مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، حيث تناول اللقاء تطورات الأوضاع اللبنانية والإقليمي، وجهود الجامعة العربية لدعم لبنان.
وأكد أبو الغيط، دعم الجامعة العربية المستمر للبنان من أجل الخروج من الأزمة المستحكمة التي يعيشها، بكل ما تنطوي عليه من تبعات اقتصادية واجتماعية خطيرة يعاني منها المواطن اللبناني، بحسب بيان للجامعة العربية.
وشدد الأمين العام للجامعة العربية على الثقة في قدرة الرئيس ميقاتي على إدارة الإصلاحات المأمولة، لما يتمتع به من حكمة وشبكة واسعة من العلاقات العربية والدولية.
من جانبه، أشاد رئيس وزراء لبنان نجيب ميقاتي، في تصريحات صحفية عقب اللقاء، بالدعم الدائم المستمر الذي تقدمه جامعة الدول العربية إلى لبنان.
وأوضح ميقاتي أن الجامعة العربية تقوم بجهد دائم من أجل تقريب وجهات النظر بين لبنان وباقي الدول العربية لكي يتفهوا وجهة نظر لبنان وموقفه.
وكانت أزمة دبلوماسية قد اندلعت بين لبنان ودول خليجية إثر بث مقابلة متلفزة لجورج لقرداحي في 25 أكتوبر الماضي كانت سجلت في أغسطس الماضي قبل أسابيع من تعيينه وزيرا للإعلام في 10 سبتمبر الماضي.
وقال قرداحي في المقابلة إن الحوثيين في اليمن "يدافعون عن أنفسهم في وجه اعتداء خارجي منذ سنوات"، وهو التصريح الذي اعتبرته السعودية "مسيئا".
وأعقب ذلك إعلان السعودية في 29 أكتوبر الماضي، سحب سفيرها من لبنان ومغادرة السفير اللبناني إلى بلاده، وحظر دخول الواردات اللبنانية إلى المملكة احتجاجا على تصريحات قرداحي.
وفي خطوة مماثلة أعلنت البحرين أنها طلبت من السفير اللبناني لديها مغادرة البلاد، قبل أن تحذو الكويت والإمارات حذو السعودية في 30 أكتوبر الماضي إضافة إلى استدعاء اليمن لسفيرها في بيروت في 2 نوفمبر الماضي.
وعلى إثر هذه الأزمة تقدم وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي باستقالته من منصبه في الثالث من الشهر الجاري لاحتواء تداعيات الأزمة.