رام الله 13 ديسمبر 2021 (شينخوا) أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم (الاثنين) أهمية مواصلة العمل على تعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية.
ودعا عباس لدى لقاءه في مقر الرئاسة بمدينة رام الله مساعدة وزير الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية فيكتوريا نولاند المسئولين الفلسطينيين إلى تذليل العقبات التي تعترض طريق هذه العلاقات.
وأطلع عباس، بحسب ما نشرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، نولاند على آخر مستجدات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية خاصة الممارسات الإسرائيلية أحادية الجانب التي تقوض حل الدولتين.
وشدد الرئيس الفلسطيني على ضرورة وقف هذه الممارسات الإسرائيلية، والانتقال لتطبيق الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين، من أجل البدء بعملية سياسية حقيقية وفق قرارات الشرعية الدولية.
وكانت السلطة الفلسطينية أوقفت الاتصالات مع الولايات المتحدة الأمريكية نهاية العام 2017 ردا على قرار الرئيس السابق دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، قبل أن تتراجع عن ذلك بعد انتخاب جو بايدن في يناير الماضي.
ويأتي اللقاء قبل يوم من عقد الحوار الاقتصادي الثاني بين السلطة الفلسطينية والإدارة الأمريكية يوم غد الثلاثاء عبر الانترنت بعد مضي 5 أعوام ونصف على انعقاد الحوار الأول في مايو 2016.
وأعلن وزير الاقتصاد الفلسطيني خالد العسيلي في بيان تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه اليوم أن السلطة الفلسطينية تعول على الحوار لتطوير اقتصادها الذي يعاني أسوأ أزماته.
وذكر العسيلي الذي يترأس الوفد الفلسطيني أن الحوار سيناقش مجالات دعم مشاريع الطاقة المتجددة والبيئة وقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والاستثمار والتجارة والاندماج في الاقتصاد الرقمي وغيرها من القضايا المهمة التي تصب في دعم الاقتصاد الفلسطيني.
وأضاف أن الوفد الفلسطيني سيضع المسئولين الأمريكيين في صورة إجراءات إسرائيل بحق الاقتصاد الفلسطيني والمشاريع التي بحاجة لها لمواجهة معدلات البطالة التي بلغت نحو 26.4 في المائة وخلق فرص تشغيل للشباب.
وأشار إلى أن المسئولين الفلسطينيين سيركزون على أن اتفاق باريس الاقتصادي (الموقع بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل العام 1994 لتحكم العلاقات الاقتصادية بين الجانبين) لم يعد صالحا وضرورة الضغط على الحكومة الإسرائيلية لإنهاء سياساتها "التعسفية" بشأن اقتطاع أموال الضرائب الفلسطينية.
واعتبر العسيلي أن الحوار "مهم واستراتيجي لوضع التصورات اللازمة لدعم إستراتيجية الحكومة الفلسطينية، لما يعانيه الاقتصاد من تداعيات إجراءات الإدارة الأمريكية السابقة وتمعن إسرائيل في خنق الاقتصاد الفلسطيني الذي سجل خلال العام الماضي تراجعا بنسبة 11.5%، مقارنة مع العام 2019، وتداعيات مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19).
وقال العسيلي إن الحكومة الفلسطينية تتطلع لقيام الإدارة الأمريكية بمعالجة سياسات الإدارة السابقة، وإعادة دعم موازنة الخزينة الفلسطينية وزيادة أوجه الدعم للاقتصاد الفلسطيني، وتنفيذ وعود الرئيس بايدن بشأن إعادة فتح القنصلية في القدس وحل الدولتين واستئناف المساعدات في مختلف المجالات.
وحسب الوزير الفلسطيني فإن اللقاء بين الجانبين يأتي في الوقت الذي تمارس فيه الحكومة الإسرائيلية حصارا لمدخلات الإنتاج، والاقتطاع من أموال الضرائب، التي تقدر قيمتها عن شهر نوفمبر الماضي نحو 214 مليون شيقل (الدولار الأمريكي الواحد يساوى نحو 3.13 شيقل إسرائيلي).
يذكر أن قيمة الصادرات السلعية الفلسطينية للسوق الأمريكية بلغت 14.5 مليون دولار خلال العام 2020، وقد تراجعت بنسبة 26.8 في المائة مقارنة مع العام 2019، ومن أهم السلع التي يتم تصديرها هي زيت الزيتون والتمور والأعشاب الطبية.
في حين بلغت الواردات السلعية الفلسطينية من الولايات المتحدة 84.7 مليون دولار خلال العام 2020، وارتفعت بنسبة 7.1 في المائة مقارنة مع العام السابق، ومن أبرز هذه الواردات المواد الأولية الخام والمركبات والمواد الغذائية المحضرة أو المفرزة والمعدات والأدوات الطبية.