الدوحة 7 ديسمبر 2021 (شينخوا) أكدت قطر وتركيا اليوم (الثلاثاء) في ختام اجتماع الدورة الـ 7 للجنة الاستراتيجية العليا بين البلدين التركيز على تعزيز العلاقات لتصل إلى مستوى الشراكة التكاملية، واعتزامهما زيادة التعاون والشراكة الدفاعية من منظور استراتيجي طويل الأمد.
وقال بيان مشترك صدر عن البلدين بمناسبة انعقاد اجتماع الدورة الـ7 للجنة ، إن الاجتماع عقد "بروح من الأخوة والتفاهم والتعاون المتبادل وبما يعكس الشراكة المتميزة والرغبة المشتركة لتعزيز التعاون في جميع المجالات بين البلدين في إطار رؤية استراتيجية طويلة المدى".
وأضاف البيان أن كلا من قطر وتركيا أكدتا التركيز على تعزيز علاقتهما الثنائية لتصل إلى مستوى الشراكة التكاملية، وأهمية هذه العلاقات بما يعود بالنفع وتحقيق المصالح المشتركة للبلدين وكذا أمن واستقرار وازدهار المنطقة.
وذكر أن الجانبين تعهدا باستكشاف سبل دعم تنويع العلاقات الاقتصادية والتنسيق المالي بينهما، مرحبين بالتقدم الذي تحقق في الاستثمارات المتبادلة العام الماضي وبلوغ الاستثمارات القطرية في تركيا ما يعادل 33.2 مليار دولار أمريكي.
وثمن البلدان النمو الكبير الذي تشهده علاقاتهما التجارية الثنائية وشددا على رغبتهما المشتركة في البناء على هذا النمو، داعيين إلى إكمال إجراءات التصديق على اتفاقية الشراكة الاقتصادية والتجارية الموقعة بين الحكومتين في عام 2018.
واقترحت الدوحة إنشاء "منطقة اقتصادية تركية حرة" في المناطق التي تشرف عليها هيئة المناطق الحرة القطرية، ما يتيح فرصا فريدة لجمع الابتكار الصناعي التركي مع المزايا التنافسية العالمية للاقتصاد القطري لتمكين المستثمرين الأتراك من الوصول إلى أسواق إضافية في الهند وآسيا وأفريقيا، تبعا للبيان.
وأكد البلدان رغبتهما المشتركة في تعزيز التعاون في قطاع الطاقة، واتفقا في هذا الصدد على مناقشة إمكانية تطوير مشاريع محطات لتوليد الكهرباء في تركيا باستخدام الغاز الطبيعي أو الطاقة المتجددة على أساس نظام إنتاج الطاقة المستقل، وتوقيع اتفاقية طويلة الأمد مع الجهات المعنية لشراء الكهرباء المولدة.
كما أكدا على المساهمة الحيوية لشراكتهما الدفاعية في الأمن والاستقرار الإقليميين، واعتزامهما زيادة التعاون في هذا المجال وفي الصناعات الدفاعية من منظور استراتيجي طويل الأمد.
واتفق الجانبان على أن التعاون الدفاعي الثنائي يمكن أن يتطور ليشمل التعاون خاصة في تصنيع أجزاء المحركات وصيانتها والمركبات بدون طيار (الجوية، البرية، البحرية) والحلول المضادة للطائرات بدون طيار، وتكنولوجيا الصواريخ، والمحاكاة والمنصات البحرية.
وفي الشأن الإقليمي والدولي، أفاد البيان أن البلدين أكدا التزامهما المشترك بمواصلة وتعزيز الجهود الإقليمية والعالمية لإحلال السلام والأمن الدوليين ومكافحة الإرهاب وحل النزاعات بالوسائل السلمية، وأدانا التصعيد المتزايد لخطاب "الإسلاموفوبيا" والخطاب الشعبوي الذي يحرض على الإساءة والكراهية .
وفي المسألة الأفغانية، شددا على أهمية إشراك الحكومة الانتقالية (حكومة حركة طالبان) في أفغانستان من أجل معالجة الأزمة الإنسانية في الدولة ومعالجة هموم المجتمع الدولي في مجالات الاستقرار الإقليمي ومكافحة الإرهاب وزيادة الهجرة غير النظامية.
وجددا الالتزام بمواصلة التعاون فيما يتعلق بالعمليات المستقبلية في مطار كابول، بينما شجعا الحكومة الانتقالية على المضي قدما على طريق الشمولية السياسية وحماية حقوق الإنسان بما في ذلك النساء والفتيات.
وأعرب الجانبان عن قلقهما البالغ من التطورات الأخيرة في القضية الفلسطينية والتي تقوض حل الدولتين، مشددين على اعتبار المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة غير قانونية وتشكل عقبة مستمرة في طريق تحقيق السلام.
وأكدا دعم حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا والمجلس الرئاسي والعملية السياسية التي تيسرها الأمم المتحدة، والتزامهما القوي بسيادة ووحدة وسلامة أراضي سوريا والحل السياسي هناك ودعم السوريين، إلى جانب دعم جهود العراق لإرساء الاستقرار في البلاد والمساهمة في جهود إعادة إعماره، وضرورة إنهاء الحرب في اليمن.
وكان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي أجرى زيارة للدوحة استمرت يومين، قد ترأسا اليوم اجتماع الدورة الـ 7 للجنة الاستراتيجية العليا بين البلدين.
وبحث الأمير والرئيس أردوغان سبل توطيد وتطوير علاقات التعاون الاستراتيجية بين قطر وتركيا وآفاق الارتقاء بها على مختلف الصعد، خصوصا الاقتصاد والاستثمار والصناعة والدفاع والأمن ومجال الأوقاف والإعلام والثقافة والرياضة، وشهدا توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم في مجالات مختلفة.