بيروت 3 ديسمبر 2021 (شينخوا) أعرب رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي اليوم (الجمعة) عن تطلع بلاده إلى إعادة العلاقات الطبيعية بين بلاده وبين السعودية ودول الخليج.
جاء ذلك في بيان صدر عن مكتب ميقاتي بعد تسلمه من وزير الإعلام المستقيل جورج قرداحي كتاب استقالته من الحكومة حيث وقع مرسوم قبولها واحالها إلى الرئيس اللبناني ميشال عون.
وفي وقت سابق اليوم، قدم الوزير قرداحي، استقالته من الحكومة، على خلفية أزمة بين بلاده ودول خليجية أثارتها تصريحات له حول حرب اليمن كان أدلى بها قبل نحو شهر من تعيينه وزيرا للإعلام وبثت في 25 أكتوبر الماضي.
وفي 29 أكتوبر الماضي، سحبت السعودية سفيرها في بيروت وطلبت من سفير لبنان لديها المغادرة، وتلتها الإمارات والبحرين والكويت واليمن.
وأكد ميقاتي أن "استقالة قرداحي كانت ضرورية بعد الازمة مع السعودية وعدد من دول الخليج، ومن شأنها أن تفتح بابا لمعالجة إشكالية العلاقة مع الاشقاء في المملكة ودول الخليج، بعد تراكمات وتباينات حصلت في السنوات الماضية".
وقال إن "لبنان كان وسيبقى عربي الهوية والانتماء، وملتزم بمواثيق جامعة الدول العربية ويتطلع إلى افضل العلاقات مع الاشقاء العرب وامتنها بروح الروابط التاريخية التي تجمع بين دولنا وشعوبنا".
وأكد "الحرص على تفعيل التعاون التاريخي بين بلداننا العربية والنأي بالنفس عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية وفي اي نزاع عربي/عربي"، ودعا "الأشقاء العرب للوقوف إلى جانب لبنان في المحنة التي يرزح تحتها شأنُهم دائما".
وأشار إلى أن "ما يجمع بين لبنان والسعودية من علاقات أخوة تاريخية كفيل بتجاوز التباينات العابرة (..) وكذلك الامر مع سائر دول الخليج التي نقدر ونحترم ونحرص على الحفاظ عليها وعلى أمنها وسلامتها".
وأعلن أن "الحكومة عازمة على التشدد في إتخاذ الاجراءات الكفيلة بضبط الحدود البحرية والبرية ومنع كل أنواع تهريب الممنوعات الذي يضر بأمن الدول العربية الشقيقة وخصوصيتها، ولا سيما منها دول الخليج والسعودية بشكل خاص".
وأضاف أن "الحكومة على إستعداد لانشاء لجنة مشتركة للبحث في كل الامور والسهر على حسن تطبيقها".
وكانت السعودية اعلنت في ابريل الماضي حظر دخول ومرور المنتجات الزراعية اللبنانية بعد أحباطها محاولة لتهريب أكثر من 5 ملايين حبة من مخدر "الكبتاغون" في مرفأ جدة خبأت في منتجات زراعية آتية من لبنان.
وأكد ميقاتي "رفض الحكومة كل ما من شأنه الاساءة إلى أمن دول الخليج واستقرارها" ودعا "كل الاطراف اللبنانية إلى وضع المصلحة اللبنانية فوق كل إعتبار، وعدم الاساءة باي شكل من الاشكال إلى الدول الشقيقة والصديقة أو التدخل في شؤونها".
وأبدى ميقاتي "اسف الحكومة لما حصل سابقا وأن يكون صفحة قد طويت" متطلعا إلى "اعادة العلاقات الطبيعية بيننا وبين الاشقاء في السعودية ودول الخليج على قاعدة الاحترام والمحبة وحفظ سيادة كل دولة وامنها وخصوصيتها وكرامة شعبها".
وطالب ميقاتي "جميع الأطراف بالعودة إلى طاولة مجلس الوزراء للقيام بتنفيذ ما هو مطلوب من الحكومة في هذا الظرف الصعب".
ومنذ 12 أكتوبر الماضي، لم تجتمع الحكومة اللبنانية بسبب خلاف حول قرارات المحقق العدلي بقضية انفجار مرفأ بيروت طارق البيطار، حيث يطالب الوزراء المقربين من "حزب الله" و "حركة أمل" الشيعيين و"تيار المردة" المسيحي بتنحية البيطار بعد اتهامه بـ"تسييس" التحقيق.
يذكر أن لبنان يعيش منذ العام 2019 حالة من التوترات المستمرة وسط أزمة أدت لخسارة العملة المحلية 93 % من قيمتها وارتفاع معدل الفقر إلى 74 % مع تفاقم البطالة والتضخم وتآكل المداخيل والمدخرات وتراجع قدرات اللبنانيين الشرائية وسط ارتفاع غير مسبوق في الأسعار مع شح في الأدوية وحليب الاطفال.