تقرير اخباري: 45 طنّا من الصنوبر الأفغاني تصل الصين في جسر جوي مباشر بين البلدين

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/  2021:11:02.15:55

2 نوفمبر 2021/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ في مساء الأول من نوفمبر، وصلت شحنة من حبوب الصنوبر وزنها 45 طنّا إلى مطار شنغهاي بودونغ الدولي، قادمة من أفغانستان. وهذه هي المرة الأولى التي تصدر فيها أفغانستان حبوب الصنوبر إلى الصين منذ تولّي طالبان الحكم في أغسطس من العام الحالي. وقد أثار ذلك اهتماما واسعا من قبل وسائل الإعلام الدولية، التي وصفت الشحنة على أنها "بداية المبادلات التجارية بين الصين وطالبان ". وعلقت صحيفة "التايمز" البريطانية في الأول من نوفمبر الجاري بأن "الصنوبر هو أول مؤشر على المساهمة الصينية في إنعاش الاقتصاد الأفغاني". وقالت إذاعة "صوت أمريكا" أن الصين قد أعادت العلاقات التجارية الجوية المباشرة مع أفغانستان لمساعدة هذا الجار الممزق على مجابهة الأزمة الاقتصادية والإنسانية المتفاقمة.

وقال السفير الصيني لدى أفغانستان وانغ يو عبر تغريدة على موقع تويتر، إنه في الوقت الذي لا تزال فيه حركة الشحن الدولية في أفغانستان مقيدة، استطاعت الصين وأفغانستان التغلّب على مختلف الصعوبات لتصدير البضائع. وأضاف وانغ يو إن "حبوب الصنوبر الصغيرة قد جلبت السعادة للشعب الأفغاني والمذاق اللذيذ للشعب الصيني. مضيفا، بأن "جسر الصنوبر الجوي" يعد رابطًا هامًا للصداقة بين البلدين. وأشار السفير وانغ يو إلى أن جسر الصنوبر الجوي سيتواصل خلال الأشهر القليلة المقبلة، ومن المتوقع أن ينقل عشرات آلاف الأطنان من حبوب الصنوبر الأفغاني إلى الصين، مما سيجلب مئات الملايين من الدولارات من الدخل للمزارعين الأفغان. وقال وانغ يو إن الصين تولي اهتماما بالغا إلى معيشة الشعب الأفغاني، وبالإضافة إلى تقديم المساعدات الإنسانية، تأمل الصين في التوصل إلى مزيد من السبل لمساعدة الشعبين على تحقيق وضع مربح للجانبين.

وكان عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني وانغ يي قد التقى بنائب رئيس الوزراء بالإنابة عبد الغني بارادار والقائم بأعمال وزير الخارجية في الحكومة الأفغانية المؤقتة أمير خان متقي، خلال الزيارة التي أجراها إلى قطر بين 25 و26 أكتوبر المنقضي. وتم خلال هذا الاجتماع الاتفاق بشكل نهائي على خطة "جسر الصنوبر الجوي"، ووفقًا لمقطع فيديو نشره متحدث باسم طالبان، فقد قدّم متقي حبة صنوبر في شكل هدية إلى وانغ يي.

ونقلت إذاعة "صوت أمريكا " عن المتحدث باسم حكومة طالبان المؤقتة بلال كريمي في 1 نوفمبر الجاري، قوله إن تصدير حبوب الصنوبر جاء ثمرة لمناقشات مكثفة وبنّاء بين كابول وبكين. مضيفا بأن بعض المجالات الأخرى في المبادلات التجارية بين البلدين ستشهد تقدّما خلال الأيام القليلة القادمة. وقائلا بأن" تصدير الصنوبر اليوم، هو بداية جيدة جديدة (للعلاقات بين البلدين)".

ووفقًا لبيانات الحكومة الأفغانية السابقة، بلغ الإنتاج السنوي من الصنوبر الأفغاني حوالي 23 ألف طن، وينضج الصنوبر الأفغاني بين سبتمبر وأكتوبر من كل عام. وقد تم تصدير الشحنة الأولى من حبوب الصنوبر الأفغاني بشكل مباشرة إلى الصين لأول مرة في عام 2018 من خلال رحلة مستأجرة. ولذلك فإن "جسر الصنوبر الجوي" هو في الواقع استئناف لهذا المشروع السابق.

تعد حبوب الصنوبر المحصول الزراعي الرئيسي الذي يتم تصديره من أفغانستان إلى الصين، كما تمثل مصدرا مهما لتمويل المزارعين الأفغان والحكومات المحلية. وقال السفير الصيني لدى أفغانستان وانغ يو في مقابلة العام الماضي، إن حبوب الصنوبر الأفغانية عالية الجودة ومنخفضة السعر. ولمساعدة الشعب الأفغاني على تحويل حبوب الصنوبر إلى "ذهب"، عملت الصين مع الجانب الأفغاني عن كثب، وبذلت الإدارات المعنية قصارى جهدها لتعزيز التعاون. ووقّعت في يونيو 2018 اتفاقية لتصدير الصنوبر إلى الصين. وتسعى الصين جاهدة لتطوير تجارة المنتجات الزراعية الخاصة مع أفغانستان، حيث توصل البلدان في عام 2016 إلى اتفاق بشأن تصدير الزعفران. بالإضافة إلى ذلك، ووفقًا لبحث سابق أجرته السفارة الصينية في أفغانستان، فإن الرمان المنتج في أفغانستان يمتلك إمكانية التصدير إلى السوق الصينية.

وفي هذا الصدد، قال شاكيل لاماي، مدير مركز الدراسات الصينية في المعهد الباكستاني لسياسة التنمية المستدامة، إن أفغانستان بصفتها دولة غير ساحلية، تجد نفسها مضطرة للاعتماد على النقل الجوي لتصدير منتجاتها بشكل مباشر، على غرار السجاد اليدوي وحبوب الصنوبر. ويمكن لهذه الصادرات أن تحل بشكل فعال سبل العيش اليومية للمزارعين والحرفيين في أفغانستان. وأضاف لاماي إنه مع استقرار الوضع السياسي الداخلي في أفغانستان، أخذت المساعدات الإنسانية والتبادلات التجارية من المنظمات الدولية والدول تستأنف أعمالها بشكل تدريجي، وهذا يمثل بشرى سارة للشعب الأفغاني.