تونس 28 أكتوبر 2021 (شينخوا) شدد الرئيس التونسي قيس سعيد، اليوم (الخميس) على ضرورة تطوير التعاون وتعزيز الشراكة والتكامل بين الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي لرفع التحديات الكثيرة التي تراكمت عبر التاريخ، ولإدارة النزاعات ودفع مسارات تسويتها عبر آليات وأفكار جديدة.
وأكد في كلمة ألقاها خلال جلسة نقاش رفيع المستوى نظمها مجلس الأمن الدولي عن بعد حول "التعاون بين منظمة الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية : الاتحاد الإفريقي وتجديد التضامن لخدمة السلم والأمن في بيئة متغيرة للنزاعات"، على ضرورة توفير الدعم لعمليات تعزيز السلام التي يقوم بها الاتحاد الإفريقي تحت إشراف مجلس الأمن من خلال تمويلها عبر المساهمات المقررة للأمم المتحدة .
وقال في هذا الكلمة التي نشرت الرئاسة التونسية مقتطفات منها مساء اليوم في صفحتها الرسمية على شبكة "فيسبوك"، إنه "يجب أن نعالج الأسباب قبل النتائج لأن الأوضاع لن تتغير ما لم يتم القضاء على الأسباب الحقيقية للأوضاع التي تعيشها إفريقيا ...الأرقام بخصوص القارة الإفريقية تدل على تواصل هذه المآسي وتعامل أحيانا الأوضاع بناء على أرقام لكن الإنسان ليس مجرد رقم".
وأضاف "أعتقد أننا لا نختلف في أهمية مراجعة بعض الطرق التي تم اعتمادها والنظر في الأسباب الحقيقية التي تقف وراء هذه الأوضاع، ... ويمثل الاتحاد الإفريقي دون شك إحدى ركائز العمل على المستوى العالمي فضلا عن المستوى الإقليمي، لذلك فإن التعاون بين المنظمتين الإقليمية والأممية لابد أن يتقدم على أسس جديدة وبناء على أفكار مختلفة".
وشدد في هذا السياق، على ضرورة أن تتضافر الجهود من أجل تحقيق التطلعات المشتركة للشعوب كلها في الأمن وفي السلم وفي الرفاه …قائلا "ليس هناك ترتيب تفاضلي للشعوب وللبشر".
ولفت في المقابل، إلى أن هناك عقبات كثيرة تراكمت عبر التاريخ رغم الجهود الأممية ورغم الجهود المبذولة على الأصعدة الإقليمية.. .بعض هذه العقبات داخلي لعدد من الدول وبعضها الآخر نتيجة لأطراف خارجية، حالت وللأسف دون تحقيق السلم والأمن الدوليين والدائمين.
واعتبر أنه لم تتم معالجة الأسباب العميقة للتحديات التي تواجه القارة الإفريقية وخاصة في علاقة بالإقصاء والتهميش، مشددا في هذا الصدد على ضرورة استنباط أفكار جديدة لتطوير التعاون وتعزيز الشراكة والتكامل بين الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي لإدارة النزاعات.
وقال "نحن بالفعل في حاجة إلى أفكار ومفاهيم وآليات جديدة … وإن تطوير مثل هذا التعاون يشكل أولوية استراتيجية وأداة فعالة لمواجهة تحديات السلم والأمن في كافة أنحاء القارة، والحد على الأقل من تداعياتها لا على القارة الإفريقية لوحدها لكن على العالم بأسره".
ودعا في هذا الإطار إلى " الرفع من مستوى التنسيق وإحداث نقلة نوعية تاريخية في علاقات التعاون بين الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة ترتقي بها إلى مستوى أعلى من التكامل والتعاضد وتقاسم الأدوار في إدارة النزاعات ومنع نشوبها، وقبل ذلك العمل المشترك من أجل معالجة أسبابها العميقة".