الباحث المصري ناجح ابراهيم يعرض عمله في فن الخط الصيني |
22 أكتوبر 2021/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ "حبي للكونغ فو والثقافة الصينية هوما قادني لتعلم اللغة الصينية." يقول الطالب المصري ناجح إبراهيم الذي شارك مؤخرا في المؤتمر الدراسي للصينولوجيين الشباب المنعقد بمقاطعة شاندونغ ومدينة بكين. أما زميله المصري محمود جمعة، فيذكر بأنه قد رغب في البداية في دراسة الهندسة، لكن التطور الاقتصادي الذي شهدته الصين منذ بداية القرن الحالي، جعله يفضل دراسة اللغة الصينية. "هناك ما يزيد عن 1500 شركة صينية في مصر، ومن السهل إيجاد وظيفة بالنسبة لخريجي اللغة الصينية في مصر." يقول محمود.
تعد مصر من أوائل الدول التي اهتمت بتدريس اللغة الصينية، حيث دخلت هذه اللغة الشرقية البعيدة إلى رحاب الجامعات المصرية في خمسينات القرن الماضي. ومع تطور العلاقات الصينية المصرية، ظل عدد دارسي اللغة الصينية في مصر يشهد تزايدا مستمرّا. ويقول محمود بأن هناك ما يزيد عن 20 جامعة ومعهدا في مصر في الوقت الحالي تدرس اللغة الصينية، كما هناك خطة لتدريسها في المدارس الابتدائية والثانوية أو حتى إنشاء جامعة لتدريس العلوم باللغة الصينية. أما محمود فيقول: "إن دارسي اللغة الصينية في مصر يعدّون بالآلاف، وهم من بين أكثر الطلّاب المقبلين على تعلّم هذه اللغة في العالم".
الباحث المصري محمود جمعة اثناء مداخلة في المؤتمر الدراسي للصينولوجيين 2021
وفي حين يرى محمود بأن سهولة إيجاد وظيفة بعد التخرج بالمقارنة مع التخصصات الأخرى، قد تكون السبب الرئيسي لإقبال المصريين على تعلم اللغة الصينية. يعتبر ناجح أن العامل الثقافي لا يقل أهمية عن فرص التوظيف، مشيرا إلى أن تزايد عدد طلاب أقسام اللغة الصينية، يمكن أيضا أن يعكس التطور المستمر الذي تشهده العلاقات المصرية الصينية على مختلف الواجهات. ويضيف ناجح بأن هناك اهتمام كبير بترجمة الأدب الصيني من قبل الصينولوجيين المصريين، ويُرجع ذلك إلى وجود العديد من نقاط التشابه بين الأدب المصري والصيني، وكذلك بين مجتمعي البلدين.
ويرى محمود أن دارسة اللغة الصينية في مصر لا تتطور على مستوى العدد فحسب، بل وكذلك على مستوى جودة المناهج وإتقان المحادثة. حيث وفرت سهولة التواصل ووفرة المواد السمعية البصرية في الوقت الحالي بيئة وإمكانيات أفضل للطلبة الحاليين في دراسة اللغة الصينية مقارنة مع الأجيال السابقة. ويعتقد ناجح أن تزايد أعداد دارسي اللغة الصينية في مصر، لن يسهم في تعزيز التبادل الثقافي بين الصين ومصر فحسب، بل سيساعد أيضا في نشر الثقافة الصينية في البلدان العربية وإفريقيا ولعب مصر دورا أكثر أهمية في مبادرة الحزام والطريق.
أما عن المستقبل الشخصي، فيأمل ناجح الذي يدرس الدكتوراه في الأدب المقارن بجامعة فودان بشنغهاي، أن يصبح باحثا مشهورا في مجال الصينيات إلى جانب ترجمة المؤلفات الكلاسيكية الصينية إلى اللغة العربية. أما محمود الذي يدرس نفس التخصص في جامعة نانكاي بتيانجين، فيطمح بعد التخرج إلى الالتحاق بإحدى الجامعات المصرية لتدريس اللغة الصينية ونقل ما تعلمه في الصين إلى طلّابه المصريين.