انطلق يوم 11 أكتوبر الاجتماع الـ15 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي (كوب15) في كونمينغ حاضرة مقاطعة يوننان، تحت عنوان "الحضارة الإيكولوجية: بناء مجتمع الحياة المشترك على الأرض". وهذه هي المرة الأولى التي يعتمد فيها مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي "الحضارة الإيكولوجية" كموضوع للمؤتمر، ما يعكس ثقة الصين وتصميمها على العمل مع المجتمع الدولي لبناء حضارة إيكولوجية عالمية وتعزيز التعايش المتناغم بين الإنسان والطبيعة.
يؤدي ازدهار البيئة إلى ازدهار الحضارة، وهذا درس مهم يمكننا استخلاصه من تاريخ الحضارة الإنسانية. تصر الصين على استخدام مفهوم الحضارة الإيكولوجية لتوجيه التنمية وتضع بناء الحضارة الإيكولوجية في مكانة بارزة لتتكامل مع جميع جوانب التنمية الاقتصادية والاجتماعية، كما أنها تسعى جاهدة لبناء تحديث يتعايش فيه الإنسان والطبيعة بانسجام. اعتمد برنامج الأمم المتحدة للبيئة مشروع القرار بشأن تعزيز مفهوم الحضارة الإيكولوجية في الصين وأصدر تقريرًا بعنوان "المياه الصافية والجبال الخضراء أصول لا تقدر بثمن: استراتيجية الصين وإجراءاتها من أجل الحضارة الإيكولوجية"، مما يوضح أن مفهوم الصين للحضارة الإيكولوجية تحظى باهتمام متزايد من العالم. قال نايجل توبين كبير المدافعين عن العمل المناخي في المؤتمر السادس والعشرين للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ إن فكرة "الحضارة الإيكولوجية" كانت جمالا شعريا وهدية صينية فريدة.
في السنوات الأخيرة، عززت الصين بناء الحضارة الإيكولوجية بتصميم وعزيمة كبيرة لا مثيل لها. في السنوات العشر الماضية، زادت موارد الغابات في الصين بأكثر من 70 مليون هكتار، لتحتل المرتبة الأولى في العالم، وساهمت السيطرة طويلة الأجل والواسعة النطاق على التصحر في حماية 90٪ من أنواع النظم البيئية الأرضية و85٪ من الحيوانات البرية الرئيسية بشكل فعال. كما شهدت السلسلة الطويلة من "سجلات" التنمية الخضراء تقدم الصين على طريق الحضارة الإيكولوجية.
في خطاب ألقاه خلال أعمال المناقشة العامة للدورة السادسة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، أكد الرئيس شي جين بينغ بأن الصين ناشطة وحازمة في تحقيق أهدافها التي تم تحديدها قبل عام من أجل بناء حضارة إيكولوجية، حيث كرر قال: "ستسعى الصين جاهدة لتحقيق ذروة الكربون بحلول عام 2030 وحياد الكربون بحلول عام 2060. وهذا يتطلب عملاً شاقًا، لكننا سنبذل قصارى جهدنا." مما يدل على تصميم الصين الثابت على دعم الأولوية البيئية والإصرار على التنمية الخضراء. منذ بداية هذا العام وانطلاقا من التصميم عالي المستوى إلى التدابير المحددة، نفذت الصين التزاماتها بالتنمية الخضراء بإجراءات ملموسة وقدمت حوافز مهمة وتنويرًا للعالم وذلك من خلال السيطرة الصارمة على نمو استهلاك الفحم والقبول الرسمي لبروتوكول مونتريال وتعديل كيغالي عملت الصين على تعزيز السيطرة على غازات الاحتباس الحراري غير ثاني أكسيد الكربون وبدأت في التداول عبر الإنترنت لسوق الكربون الوطني. وقد قالت رئيسة الوزراء الصربية آنا برنابيتش إن تجربة الصين في تنسيق التنمية الاقتصادية السريعة وحماية البيئة مهمة للغاية.
وإلى غاية نهاية عام 2020، أقامت الصين تعاونات وتبادلات دولية بشأن البيئة الإيكولوجية مع أكثر من 100 دولة، ووقعت حوالي 150 وثيقة تعاون لحماية البيئة مع أكثر من 60 دولة ومنظمة دولية وإقليمية. من إنشاء صندوق التعاون بين بلدان الجنوب المعني بتغير المناخ، إلى إطلاق مركز التعاون البيئي الصيني الأفريقي، إلى التركيز على التعاون في مجال الحضارة الإيكولوجية باعتباره المحتوى الرئيسي للبناء المشترك للحزام والطريق، أشاد المجتمع الدولي بالجهود الصينية في هذا الصدد على نطاق واسع. ترى إنجي أنوسون المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة أن نظاما قويا متعدد الأطراف تشارك فيه الصين بعمق هو المفتاح لعكس الوضع العالمي للحفاظ على التنوع البيولوجي. وقد أعلنت الصين منذ فترة قصيرة بأنها ستدعم بقوة تطوير الطاقة الخضراء والمنخفضة الكربون في البلدان النامية ولن تبني بعد الآن مشاريع طاقة تعمل بالفحم في الخارج. يعتقد المجتمع الدولي عمومًا أن قرار الصين "يفتح الباب لتحقيق المزيد من الأهداف المناخية الطموحة"، ويعكس قيادتها الفعالة والرائدة في معالجة قضايا تغير المناخ ويوضح نمط الصين ومسؤوليتها كقوة مسؤولة عن أفعالها.
يرتبط بناء الحضارة الإيكولوجية بمستقبل البشرية كما أن بناء الحديقة المنزلية الخضراء هو حلم مشترك للبشرية جمعاء. وبالنظر إلى المستقبل، ستواصل الصين التعاون مع الدول الأخرى على طريق التنمية الخضراء.